11-09-2015, 08:13 PM
|
|
الإدارة
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
|
|
حديث الإستفتاء المشهور سبحانك اللهم وبحمدك لا يصح مرفوعا ويصح موقوفا على عمر وعليه العمل
بسم الله الرحمن الرحيم
ضعف دعاء الإستفتاح المشهور: [ سبحانك اللهم وبحمدك ... ] مع تفصيل مختصر .
إن أكثر الناس تستفتح صلاتها بهذا الحديث : (( سبحانك اللهم وبحمدك ... )) ، لكنه ضعيف لا يثبت مرفوعاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء من طرق لا يصح منها شيء ، منها :
ما جاء في السنن ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة ، قال : (( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )) ، [ سنن الترمذي ( ٢٢٦ ) وغيره ، من طريق حارثة بن أبي الرجال ، عن عمرة ، عن عائشة رضي الله عنها به ، وهو منكر ، تفرد به حارثة وقد تكلم عليه النقاد ، لهذا استنكر هذا الخبر الترمذي ، حيث قال : هذا الحديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه ، وحارثة قد تُكلم غيه من قِبل حفظه ( سنن الترمذي - ٢٢٦ ) ، واستنكره الإمام العقيلي ، حيث قال : لم يتابعه إلا من هو دونه ( الضعفاء الكبير - ١/٢٨٨ ) ، واستنكره الإمام ابن عدي ، حيث قال : ولحارثة هذا غير ما ذكرت من الحديث ، وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه ( الكامل في ضعفاء الرجال - ٢/١٩٩ ) ، وجاء من حديث أبي سعيد ، وأنس بن مالك ، وعبدالله بن مسعود ، وواثلة بن الأسقع وغيرهم ، وكلها لا تثبت ] .
لهذا استنكر هذا الحديث أكابر أئمة الحديث من المتقدمين ، قال الإمام ابن خزيمة : (( أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم : سبحانك اللهم وبحمدك ... ، فلا نعلم في هذا خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عند أهل المعرفة بالحديث )) ، [ صحيح الإمام ابن خزيمة - ٤٦٧ ] .
ولكنه ثبت موقوفاً من قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال الإمام الكبير الدارقطني بعد إخراجه : (( رفعه هذا الشيخ عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم - والمحفوظ عن عمر من قوله - كذلك رواه إبراهيم عن علقمة ، والأسود عن عمر ، كذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله ، وهو الصواب )) ، [ سنن الإمام الدارقطني - ١/٢٩٩ ] .
ولكن هذا الحديث عليه العمل بلا خلاف ، فهو سنة أحد الخلفاء الراشدين المهديين ، التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإتباعهم ، وذلك لما جاء عند الترمذي ، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( .. فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ )) ، [ سنن الترمذي ( ٢٦١٩ ) ، وهو حديث حسن ، وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ] .
ولهذا عمل به أكابر الأئمة ، كالإمام الأوزاعي ، والثوري ، وأبي حنيفة ، وابن المبارك ، وأحمد ، وإسحاق في رواية ، وهم يقولون بوقفه عن عمر رضي الله عنه ( فتح الباري - للحافظ ابن رجب - ٥/١٨٤ ) .
والمسلم يُنوع بينه ، وبين باقي أدعية الاستفتاح الأخرى ، كي لا يُهجر منها شيء ، وقد جاءت جملة من الأدعية التي تُقال في استفتاح الصلاة ، منها :
[ اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ ، كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ ، اللهمَّ نَقِّنِي من الخطايَا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ ، اللهمَّ اغْسِلْ خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ ] .
• جاء في الصحيحين ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : (( كان الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسكُتُ بينَ التكبيرِ وبينَ القراءةِ إسكاتَةً - قال أحسبُهُ قال هُنَيَّةً - فقلتُ : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ ، إسكاتُكَ بينَ التكبيرِ والقراءةِ ، ما تقولُ ؟ قال : أقولُ : اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ ... إلى آخره )) . [ متفق عليه - ١٨٩/١ - ٢/٩٩ ] .
[ اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ] .
• جاء في الصحيح ، من حديث عبدالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : (( مِنَ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ )) قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : (( عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ))، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : (( فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ )) . [ صحيح الإمام مسلم - ٦٠١ ] .
__________________
[align=center] [/align]
|