مرحباً بطالب العلم.. مكانة العلم والعلماء في الإسلام

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً


أما بعد:

فـدعني أخاطب عقلك اخي الكريم

هل تعتقد أن دين الله الحق ممكن أن يصد الناس عن تعلم العلم؟

بالطبع لا

لان العلم والتقدم هما من فطرة الإنسان فالإنسان دائما ما يسعى الى إكتشاف المجهول واكتشاف سبل تسهيل الحياة والتقدم في العلم والمعرفة

وكما نعلم أن الإسلام دين الفطرة وهو دين الله القويم وصراطه المستقيم فمن تمسك به نجى ومن أعرض عنه هلك وأبى وقيل من يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى وذلك بأنه رسول رب العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

وذلك ليس غطرسة وحب استيلاء لا بل لأن الإسلام هو دين الحياة دين السعادة في الدنيا والاخرة هو دين العدل والمساواة هو دين الطهارة والزكاة هو دين الأمر بالمعروف بكل صوره والنهي عن المنكر بكل صوره وأبشعها الشرك والكفر بالله عز وجل

فأسمع يا رعاك الله الى امر الله رسوله الكريم صل الله عليه وسلم فقد قال تعالى : وقد ربِ زدني علما.

يا الله ... لم يأمره بالاستزادة من المال او الجاه والمنصب او الحياة الرغيدة بل امره بالاستزادة من العلم وذلك من أهمية وشرف العلم فكل وسائل الحياة يعطينا الله اياها بالشكر قال تعالى : ولئن شكرتم لأزيدنكم. الا العلم فسبيل الحصول عليه هو طلبه من الله عز وجل وفي هذا دليل على الإخلاص في طلب العلم لان الله لا يرزق القلب اللاهي والمشرك والعياذ بالله

ومن الأدلة أيضا على فضل العلم والعلماء قوله عز وجل : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات.

فعلى قدر تحصيلك للعلم زادت مرتبتك ورفعتك عند الله عز وجل طبعا في المقدمة العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله والعلم باليوم الاخر والقدر خيره وشرهو الأوامر والنواهي

وكذلك تعلم الفيزياء والكيمياء والطب والصيدلة كل ما فيه خير للعباد فهو محمود مطلوب من العباد فهو من فروض الكفاية التي إن قام بها ما يكفي من المتخصصين سقط الإثم عن الباقين


وايضا من فضائل طلب العلم ومكانة اهله قوله عز وجل : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم

ووجه الدلالة في هذه الأية ان الله استشهد أولوا العلم على أعظم مشهود والذي من أجره خلق الله السماوات والأرض من أجله خلق الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب من أجله خلق الجنة والنار . فلماذا استشهدهم على هذا الأمر العظيم؟

قال تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء.. فلما كان العلماء هم أحق الناس بخشية الله عز وجل كان استشهادهم على توحيده هو الأولى زيادة في رفعتهم ومكانتهم

وتأمل معي هذا الربط العجيب حيث قال تعالى في اخر سورة البينة : ذلك لمن خشي ربه وفي الآية التي قبلها : أولئك هم خير البرية.. وفي الاية التي مرت معنا ان العلماء هم احق الناس بخشية الله.... فنستخلص من هذه الأيات ان العلماء هم خير البرية هم خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كيف لا والنبي صل الله عليه وسلم قال عنهم أنهم هم ورثة الأنبياء؟


وإليك أخي الحبيب هذه البشرى الكريمة من الصادق صل الله عليه وسلم قال : من سلك طريقا يلتمس به علماً سهل الله له به طريقا الى الجنة... يا الله لم يقل يتعلم العلم ولم يقل يعمل به بل قال ان مجرد اتخاذ طريق طلب العلم فإنه بحد ذاته سببا لدخولك الجنة.. لماذا؟؟ لانك بالعلم سوف تنقذ شخصا من الموت باعطائه الدواء المناسب وكذلك تنقذ الخلق من العذاب الأبدي بدعوتهم الى التوحيد الخالص

ثم يقول صلوات ربي وسلامه عليه : وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب, لماذا؟ تعال نستبط الأمر من خلال حركة الكواكب.

نحن نعلم ان مصدر النور في مجرتنا هي الشمس.. صح

فالقمر يأخذ نوره من الشمس ثم يعكسه الى ما شاء الله

اما الكوكب العادي فإنه يأخذ النور ويضيئ بنفسه وينير قليلا ما بجواره من كواكب ونجوم

وكذلك العالم والعابد فالعابد ينتفع بعبادته لله عز وجل وربما يؤثر على المحيطين به اما العالم فهو الذي ينتفع إبتداءاً من العلم الذي تعلمه بل وينفع غيره بنشر العلم في الأرجاء كالقمر

وفي هذا التشبيه اية من ايات صدق النبي صل الله عليه وسلم فكيف له بمعرفة الشمس والقمر والكواكب واحوالها؟


ثم نحن نعلم ان القمر له اطوار يمر بها وكذلك العلماء فمنهم من تبحر في العلم ومنهم من علم القليل ومنهم العلامة وهكذا

وكما قلت ان على رأس كل العلوم ,العلم الشرعي لانه دعني اسالك سؤال

لو أننا في جامعة معينة والأستاذ أعطانا المقرر كتابا عبارة عن عشرات الصفحات في اللغة العربية

وانا ذهبت واتقنت اللغة الفرنسية كلها وقرات الموسوعات

هل استفيد شيئ؟ بالنهاية سوف أرسب لاني خالفت المطلوب ..نعم ربما يفيدني ذلك لكنه كما قلنا خلاف المطلوب اما لو تعلمت المقرر وتبحرت في شتى العلوم فإنه نور على نور

وكذا دين الله عز وجل ما الفائدة ان تصبح بروفيسور بالطب والفلك والجيولوجيا وانت تجهل اصول دينك؟ هل سينفعك هذا في الآخرة؟ اين الاخلاص في العلم؟

فلا بد أولا من العلم الشرعي ثم ننتقل الى العلوم الاخرى التي بها فائدة للناس والخير عظيم بشرط الاخلاص وان تكون كلها في سبيل الله وأخيرا نقول بقول إمام الموحدين أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين