المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَلُمَّ إلى الأجر والثواب, سنة غسل اليدين عند الإستيقاظ من النوم


مصطفى طالب مصطفى
05-06-2015, 04:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فأولاً: أحمدُ الله تعالى أن جعلك من أهل الفجر، وإن كانت لا تصلي فأسأله سبحانه أن يُيَسِّر لك ذلك

ثانياً: الكثير منا عند وضوءه لصلاة الفجر يغفل عن هذه السُنَّة الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيضيِّع على نفسه أجراً عظيماً

ومن المعلوم أنَّ الإنسان قد يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله، فالقلب محَّل النية وقد قال المُزَنِي أحد كبار التابعين وهو يصف إيمان ومكانة أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه[1]: مَا فَضَلَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ بِكَثْرَةِ صَلاةٍ، وَلا بِكَثْرَةِ صِيَامٍ، وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ.


ثالثاً: لا يخفى عليكم مشروعية تعدد النوايا في العمل الواحد

مثال: تقرأ القرآن لإرضاء الله عز وجل, تقرأ القرآن لتجعل بينك وبين الشيطان حاجزاً، تقرأ القرآن لتجعل بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً، تقرأ القرآن لكسب الحسنات، تقرأ القرآن لتتدبره وتأتمر بأمره وتنتهي بنهيه، تقرأ القرآن لكي تدعوا الناس إليه على بصيرة، تقرأ القرآن كي لا تتخذه مهجوراً، تقرأ القرآن مُتَأسيَّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، تقرأ القرآن لاغتنام حياتك ووقتك بالعلم النافع والعمل الصالح إلى غيرها من النوايا ومن فضلك راجع هذا الموضوع [عشرون فضيلة لحامل القرآن (http://www.shbaboma.com/vb/showthread.php?p=93)]


وورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال[2]: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي


وقال الإمام النووي في شرح هذا الحديث[3]: مَعْنَاهُ: أَنِّي أَنَام بِنِيَّةِ الْقُوَّة وَإِجْمَاع النَّفْس لِلْعِبَادَةِ وَتَنْشِيطهَا لِلطَّاعَةِ، فَأَرْجُو فِي ذَلِكَ الْأَجْر كَمَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي، أَيْ: صَلَوَاتِي.

سؤال: عندما تقوم لصلاة الفجر وعند الوضوء تغسل يديك أليس كذلك؟

نعم, أعلم أنَّ غسل اليدين سُنَّة في الوضوء بشكل عام لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليه ولكن...

انظر معي، قال النبي صلى الله عليه وسلم[4]:إذا توضأ أحدُكم فليجعلْ في أنفِه ثم لينثُرْ، ومن استجمر فليوتِرْ، وإذا استيقظ أحدُكم من نومِه فليغسل يدَه قبل أن يُدخِلَها في وضوئِه، فإن أحدَكم لا يدري أين باتت يدَه.

يغسلها ثلاثا


قال أبو هريرة رضي الله عنه[5]: أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال إذا استيقظ أحدُكم من نومِهِ، فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناءِ حتى يغسلَها ثلاثًا. فإنه لا يَدْرِي أين باتت يدُه.

عند الوضوء


فعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً قال[6]:إذا قام أحدُكم من النومِ فأراد أن يتوضأَ فلا يُدخِلْ يدَه في وضوئِه حتى يغسلَها فإنه لا يدري أين باتَتْ يدُه؟

فيا ترى هل ضيعنا هذه النيَّة؟ ماذا لو نوينا بذلك التطهر من النجاسة، إمتثال أمر الله عزَّ وجل باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، إمتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم مع المحبة والرضى والمُسارَعَة إلى ذلك، التحصن من الشيطان الرجيم بالمحافظة على السنن... الخ

وأخيرا لن نتكلم عن هل كون هذا الغُسُل واجب أم مستحب، هل هو عند الإستيقاظ من نوم الليل أم أي نوم بالليل والنهار، لأن المسلم يسعى لإرضاء الله عز وجل ويسعى لنيل الأجر والثواب ولا ينظر هل هذا واجب فيقوم به أم هل هو مستحب فلا يقوم به, ولمن أراد ذلك فليرجع هذا الموضوع [حكم غسل اليد قبل إدخالها الإناء (http://www.alukah.net/sharia/0/57100/)]

------

1 العامري، أحمد بن عبد الكريم الغزي: الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، المحقق: فواز أحمد زمرلي، دار ابن حزم، عدد الأجزاء:1, صـ 200
2 أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس: صحيح مسلم(1733), قال الإمام مسلم: صحيح
3 أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج،دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الطبعة الثانية ، 1392، عدد الأجزاء : 18، جـ12 صـ 109
4 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري(162)، قال الإمام البخاري: صحيح
5 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم(278)، قال الإمام مسلم: صحيح
6 جابر بن عبد الله رضي الله عنه: صحيح ابن ماجه(321)، قال الألباني: صحيح