المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمن بين الخلطة والعزلة ...!


مصطفى طالب مصطفى
07-29-2018, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الأصل أن مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق ومخالطتهم خير من الوحدة ، والوحدة خير من مجالسة أهل الشر والفساد والغيبة ومساويء الأخلاق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيَك (يعطيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" .

لكن إذا جالس الشخص أهل الشر والفساد واضطر لذلك ، مثل لو كانوا أقارب وزملاء في العمل وذو صلة به وما أشبه ذلك، فيجب عليه أن ينصحهم ويعظهم ويذكرهم بالله بالحكمة واللين ويرفق بهم ، ويصبر على أذاهم .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" .

فمن خالط الناس ، ودعاهم إلى الله ، ووعظهم ، ونصحهم ، وذكرهم ، وصبر على أذاهم في سبيل ذلك ؛ فهو خير ممن لا يخالطهم ولا يدعوهم ، ولا يصبر على أذاهم .

لكن إذا فسد الزمان ورأى الشخص أن اختلاطه مع الناس لا يزيده إلا شراً وبعداً من الله ، فعليه بالوحدة ، والاعتزال ، ويجتهد في وحدته وعزلته بما يقدر عليه من طلب العلم الشرعي وحفظ القرآن وتدبره والإكثار من العبادات والنوافل ، قال صلى الله عليه وسلم :(الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) رواه مسلم .