مصطفى طالب مصطفى
12-23-2015, 03:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
البناء العلمي الصحيح والنافع لا بد فيه من توفر شروط ضرورية لا يمكن التخلي عنها , ومن أهم تلك الشروط :
1- تكوين قاعدة معرفية تأصيلية أساسية في تصور العلوم الشرعية , وتأسيس هذه القاعدة لا يمكن إلا من خلال دراسة العلوم الشرعية دراسة علمية واعية.
2- ولا بد أن تتوفر فيها عند طالب العلم مادة مرجعية من الكتب والمؤلفات الأصلية في كل العلوم , ويكون على خبرة بها وبمضمونها .
ولكن الملاحظ بوضوح في وقتا الحاضر أن كثيرا من طلبة العلم المحب للعلم ومؤلفاته أعرض عن تلك الشروط , وأضحى همه الأكبر متابعة الجديد من الكتب والأطروحات .
فإنك ترى كثيرا من الشباب وطلبة العلم – الذكور والإناث- يستغرق في تتبع ما يطرح من الكتب والأفكار الجديدة ويستميت في متابعتها والسؤال عنها .
وإذا أقبل معرض الكتاب تتابع الأسئلة من الشباب عن أهم الكتب الجديدة التي ينصح بشرائها وقراءتها , ولا تكاد تسمع منهم سؤالا عن أهم الكتب التي لا بد منها في مكتبة طالب العلم
ومع إيماني بأن متابعة الجديد أمر مهم وشيء محبب إلى النفس , ولكن الاستغراق فيه خطير جدا على هيكل البناء العلمي .
3- إن طالب العلم الذي يكون نفسه عن طريقة متابعة الجديد لن تكون له نهاية واضحة المعالم في البناء العلمي , وسيرسم لنفسه صورة متقبلة ومتغيرة بتقلب الجديد وتغيره .
ولن يصل مهما بذل وصنع إلى مرحلة البناء العلمي والمعرفي الذي يمكنه من خلاله أن يكون صانعا للأفكار وضابطا للأصول التي ينطلق منها في بناء الفكر الصالح .
وغاية ما ينتهي إليه البلوغ إلى درجة من الثقافة والتنوع المعرفي واستحضار معلومات كثيرة والمشاركة بها في المجالس والقروبات والنوادي .
وهذه الحالة جيدة ومفيدة للإنسان وتشعره بأن لديه بناء معرفيا صالحا لتأسيس المشروع النافع عليه وعميقا بالقدر الكافي .
ولكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك , فهو لا يملك قاعدة صلبة تصلح لبناء المشاريع عليها , وليس لديه أساس صحيح مستقيم في العلم والمعرفة .
وإنما غاية ما لديه أفكار جديدة مبعثرة متغيرة بتغير الجديد , وسيصل في النهاية إلى صورة مشوهة قاتمة غير واضحة المعالم .
نصيحتي لكل إخواني من طلبة العلم- رجالا ونساء- أن يخرجوا من حالة الاستغراق في متابعة الجديد , وأن يتوجهوا إلى البناء العلمي الصارم الذي يؤسس القاعدة الصلبة.
4- ولا يكون ذلك إلا بالتوجه نحو العلوم الشرعية والبحث عن الدروس العلمية الجادة فيها والاشتغال بها وتكثيف النظر والدرس والمذاكرة لها .
فالاشتغال الصحيح الصارم بتلك العلوم هو السبيل الأقوى في تكوين القاعدة المعرفية والمنهجية والاستدلالية التي تنفع الشخص في الحجاج والنقض والاستدلال .
5- ولا بأس أن يجمع مع ذلك الاهتمام بالأمور الثقافية والأمور الجديدة , ولكن يعطي كل شيء قدره الذي يستحقه .
كتبه سلطان العميري (https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=12285 21953828304&id=100000115328012&ref=notif¬if_t=notify_me)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
البناء العلمي الصحيح والنافع لا بد فيه من توفر شروط ضرورية لا يمكن التخلي عنها , ومن أهم تلك الشروط :
1- تكوين قاعدة معرفية تأصيلية أساسية في تصور العلوم الشرعية , وتأسيس هذه القاعدة لا يمكن إلا من خلال دراسة العلوم الشرعية دراسة علمية واعية.
2- ولا بد أن تتوفر فيها عند طالب العلم مادة مرجعية من الكتب والمؤلفات الأصلية في كل العلوم , ويكون على خبرة بها وبمضمونها .
ولكن الملاحظ بوضوح في وقتا الحاضر أن كثيرا من طلبة العلم المحب للعلم ومؤلفاته أعرض عن تلك الشروط , وأضحى همه الأكبر متابعة الجديد من الكتب والأطروحات .
فإنك ترى كثيرا من الشباب وطلبة العلم – الذكور والإناث- يستغرق في تتبع ما يطرح من الكتب والأفكار الجديدة ويستميت في متابعتها والسؤال عنها .
وإذا أقبل معرض الكتاب تتابع الأسئلة من الشباب عن أهم الكتب الجديدة التي ينصح بشرائها وقراءتها , ولا تكاد تسمع منهم سؤالا عن أهم الكتب التي لا بد منها في مكتبة طالب العلم
ومع إيماني بأن متابعة الجديد أمر مهم وشيء محبب إلى النفس , ولكن الاستغراق فيه خطير جدا على هيكل البناء العلمي .
3- إن طالب العلم الذي يكون نفسه عن طريقة متابعة الجديد لن تكون له نهاية واضحة المعالم في البناء العلمي , وسيرسم لنفسه صورة متقبلة ومتغيرة بتقلب الجديد وتغيره .
ولن يصل مهما بذل وصنع إلى مرحلة البناء العلمي والمعرفي الذي يمكنه من خلاله أن يكون صانعا للأفكار وضابطا للأصول التي ينطلق منها في بناء الفكر الصالح .
وغاية ما ينتهي إليه البلوغ إلى درجة من الثقافة والتنوع المعرفي واستحضار معلومات كثيرة والمشاركة بها في المجالس والقروبات والنوادي .
وهذه الحالة جيدة ومفيدة للإنسان وتشعره بأن لديه بناء معرفيا صالحا لتأسيس المشروع النافع عليه وعميقا بالقدر الكافي .
ولكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك , فهو لا يملك قاعدة صلبة تصلح لبناء المشاريع عليها , وليس لديه أساس صحيح مستقيم في العلم والمعرفة .
وإنما غاية ما لديه أفكار جديدة مبعثرة متغيرة بتغير الجديد , وسيصل في النهاية إلى صورة مشوهة قاتمة غير واضحة المعالم .
نصيحتي لكل إخواني من طلبة العلم- رجالا ونساء- أن يخرجوا من حالة الاستغراق في متابعة الجديد , وأن يتوجهوا إلى البناء العلمي الصارم الذي يؤسس القاعدة الصلبة.
4- ولا يكون ذلك إلا بالتوجه نحو العلوم الشرعية والبحث عن الدروس العلمية الجادة فيها والاشتغال بها وتكثيف النظر والدرس والمذاكرة لها .
فالاشتغال الصحيح الصارم بتلك العلوم هو السبيل الأقوى في تكوين القاعدة المعرفية والمنهجية والاستدلالية التي تنفع الشخص في الحجاج والنقض والاستدلال .
5- ولا بأس أن يجمع مع ذلك الاهتمام بالأمور الثقافية والأمور الجديدة , ولكن يعطي كل شيء قدره الذي يستحقه .
كتبه سلطان العميري (https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=12285 21953828304&id=100000115328012&ref=notif¬if_t=notify_me)