سلسلة شرح مصطلح الحديث

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:


هذه السلسلة مُسّتسّقاه من جملة من مصنفات علوم الحديث ، من أبرزها :


• كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي - للحافظ الرامهرمزي .
• فضل الأخبار وشرح مذاهب أهل الآثار - للحافظ ابن منده .
• معرفة علوم الحديث - للحافظ أبي عبدالله الحاكم .
• الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع - للحافظ الخطيب البغدادي .
• الكفاية في علم أصول الرواية - للحافظ الخطيب البغدادي .
• الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع - للحافظ القاضي عياض .
• معرفة أنواع علوم الحديث - للحافظ ابن الصلاح .
• النكت على مقدمة ابن الصلاح - للحافظ الزركشي .
• الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح - للحافظ الأبناسي .
• التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح - للحافظ العراقي .
النكت على كتاب ابن الصلاح - للحافظ ابن حجر .
• التقريب والتيسير - للحافظ النووي .
• تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - للحافظ السيوطي .
• الاقتراح في بيان الاصطلاح - للحافظ ابن دقيق العيد .
• رسوم التحديث في علوم الحديث - للحافظ الجعبري .
• المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي - للحافظ الكناني .
• الموقظة في علم مصطلح الحديث - للحافظ الذهبي .
• الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث - للحافظ ابن كثير .
• التذكرة والمقنع في علوم الحديث - للحافظ ابن الملقن .
• التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر - للحافظ السخاوي .
• محاسن الاصطلاح الأخير - للحافظ اللبلقيني .
• التبصرة والتذكرة - للحافظ العراقي .
• نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر - للحافظ ابن حجر .
• نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - للحافظ حجر .
• المختصر في علم الأثر - للحافظ الكافيجي .
• النكت الوفية - للحافظ البقاعي .


مع بعض الإضافات الأخرى من مُصنفات أمراء المؤمنين في الحديث أئمة النقد المتقدمين كالإمام أحمد ، والإمام البخاري ، والإمام أبي حاتم الرازي ، والإمام الدارقطني وغيرهم ،

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة شرح مصطلح الحديث [1]


• معنى علم الحديث وغايته : ( هو معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة الراوي والمروي ، بمعنى علم بقوانين يُعرف بها أحوال السند والمتن ) .

• الإسناد والسند كلاهما بمعنى واحد ؛ وهو سلسلة الرجال الموصلة للمتن .

• المتن ؛ وهو ما انتهى إليه الإسناد من كلام .

• مثال على الإسناد والمتن ، ما جاء في صحيح الإمام البخاري في باب كيف كان بدء الوحي ( ١/٣ ) :

• فالإسناد هو : حدثنا الحميدي عبدالله بن الزبير ، قال حدثنا سفيان ، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال أخبرني محمد بن إبراهين التيمي ، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي ، يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ...

• وأما المتن فهو : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .

• وغاية الإسناد هو من أجل النظر في أحوال رجاله من أجل التصحيح والتضعيف .

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم


سلسلة شرح مصطلح الحديث [2]


• تعريف الحديث ؛ هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من قول ، أول فعل ، أو تقرير ، أو صفة .

• تعريف الخبر ؛ هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن غيره من أصحابه ، أو التابعين ومن دونهم .

• تعريف الأثر ؛ هو ما جاء عن غير النبي صلى الله عليه وسلم ، من الصحابة أو التابعين ومن دونهم .

• وهذه التعاريف ليست مستقرة تماماً عند جميع الحفاظ ، فقد يقول بعضهم عن الحديث أثراً ، وما إلى غير ذلك ، ومعرفة ما يقصده كل حافظ من قوله ، يعود إلى معرفة منهجه وطريقته ، وهذا بالإطلاع على مصنفاته .

• وأنواع الأحاديث كالتالي :

• الحديث القولي بمعنى القول الذي يتلفظ به ، مثاله ؛ ما جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( إنما الأعمال بالنيات .. )) .

• الحديث الفعلي بمعنى الفعل الذي يفعله ، مثاله ؛ ما جاء في الصحيحين ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين )) .

• الحديث التقريري بمعنى الشيء الذي يُقر النبي صلى الله عليه وسلم من فعله من أصحابه ، مثاله ؛ ما جاء في صحيح الإمام مسلم ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : ((أهدت خالتي أم حفيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأقطا وأضبا ، فأكل من السمن والأقط وترك الضب تقذرا وأكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ، ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم )) .

• الحديث الوصفي بمعنى وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، مثاله ؛ ما جاء في صحيح الإمام مسلم ، من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه ، قال : (( رأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا )) .

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة شرح مصطلح الحديث [ ٣ ] .

• تعريف الحديث الصحيح ؛ هو ما اتصل إسناده ، بنقل العدل الضابط ، عن مثله ، إلى منتهاه ، من غير شذوذ ولا علة .

• فشروط الحديث الصحيح خمسة ، وهي كالتالي :

١- أن يكون متصل الإسناد ، بمعنى كل رواي سمع من غيره .
٢- عدالة الرواة ، بمعنى لا يكون في إسناده راوي فيه فسق أو بدعة .
٣- ضبط الرواة ، بمعنى أن يكونوا حفاظ ثقات .
٤- أن لا يكون شاذاً ، بمعنى يُخالف ما هو أصح منه .
٥- أن لا يكون مُعلّاً ، والعلة هي العلة الخفية تقدح في صحة الحديث .

• مثال على الحديث الصحيح :

• ما أخرجه الإمام البخاري ، قال حدثني موسى بن مسعود ، حدثنا سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبدالله رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك )) ، [ ٦١٢٣ ] .

• إسناده متصل ، ورجاله فيهم العدالة ، والضبط بمختلف درجاته ، وليس بشاذ ولا مُعلّ .

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة شرح مصطلح الحديث [4] .


• تعريف الحديث الحسن ؛ هو ما تحققت فيه شروط الصحة ، إلا أن أحد رواته أقل ضبطاً ، مما ينزله من رتبة الصحة إلى رتبة الحُسن .

• بمعنى أن التحسين والتصحيح يعود إلى ضبط الرواة ، وبحسب ضبطهم يُحكم على الحديث .

• مثال ذلك ما أخرجه أبو داود من طريق مؤمل بن الفضل ، عن محمد بن شعيب بن شابور ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسام ، قال : (( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان )) ، [ سنن أبي داود - ٤٠٦٣ ] .

• إسناده متصل ورواته كلهم ثقات ، إلا أن القاسم بن عبدالرحمن تكلم فيه بعضهم من جهة قلة ضبطه ، إلا أنه صدوق لا بأس به ، وعند البحث عن سبب ضعفه تجد أن الحمل على الضعفاء ممن حدثوا عنه ، وإلا هو في نفسه لا بأس به ، فيكون الحديث على إثره حسن .

• أما من جهة العمل به فهو حجة مثل الحديث الصحيح ، والفائدة من التفريق بين الحديث الحسن والصحيح إنما هي في أمور معينة ، كالترجيح حال التعارض وما إلى غير ذلك .

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة شرح مصطلح الحديث [5] .


• سبق معنا تعريف الحديث الصحيح لذاته ، والحديث الحسن لذاته ، ومعنى ذاته أي يصحح أو يُحسن بذات الإسناد المروي به .

• والحديث الصحيح لغيره ؛ هو عبارة عن طريقين أو أكثر تكون حسنة لذاتها ، فتتقوى ليصبح الحديث صحيح لغيره ، فالحديث لم يصحح بذات الإسناد ، بل عندما انضم الحسن لذاته تقوى وأصبح صحيح لغيره .

• والحسن لغيره ؛ هو عبارة عن طريقين أو أكثر تكون ضعيفة ، فتتقوى ليصبح الحديث حسن لغيره ، فالحديث لم يصحح بذات الإسناد كونه ضعيفا ، لكن عندما انضمت الأسانيد لبعضها تقوى الحديث وأصبح حسنا لغيره ، مع العلم أن التحسين لغيره له شروط كثيرة ، بمعنى ليس كل حديث له جملة من الطرق الضعيفة يتقوى بها ، فالأصل أن الحديث يتحسن بإسنادين فما فوق ، ولكن قد يكون الحديث له عشرات الطرق ولا يتقوى بها ، وهذا يعود إلى شروط التقوية فهي كثير والتفصيل فيها يطول .

• وهذه التقاسيم بهذه الطريقة هي من مصطلحات المتأخرين ، فالتقدمون الأوائل كانوا يعلمون بهذا من جهة تقوية الأسانيد ببعضها وما إلى غير ذلك ، لكن تختلف ألفاظهم عمن جاء بعدهم من المتأخرين ، وذلك أن اطلاق لفظ الحسن عند المتقدمين غالباً ما يُراد به التضعيف وما إلى غير ذلك وليس القبول ، بخلاف ما عليه المتأخرين يريدون بالحسن الذي سبق شرحه ، لهذا من الأهمية بمكان أن نعلم منهج كل إمام ، وماذا يقصد بما ينطق .