تفسير النبي لقول الله أأمنتم من في السماء

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فقد أجمع أهل السُنَّة والجماعة على جملة من اعتقادات السلف خالفهم فيها من خالفهم من المتكلمين, ومن تلك الإعتقادات العظام: الإعتقاد بعلو الله عز وجل ذاتاً وقدراً وقهراً, ولتوضيح هذه المصطلحات نقول[1]:

المراد بالعلو الذاتي: هو أنه مستوٍ على عرشه, فوق جميع خلقه, مباينٌ لهم, وهو مع هذا مطَّلع على أحوالهم, مُشاهِدٌ لهم, مدبرٌ لأمورهم الظاهرة والباطنة, متكلم بأحكامه القدرية وتدبيراته الكونية وبأحكامه الشرعية.

والمراد بعلو القدر: فهو أنَّ صفاته كلها صفات كمال, وله من كل وصفٍ ونعتٍ أكمله وغايته.

وأما على القهر: فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات, فالعالم العلوي والسُفلي كلهم خاضعون لعظمته مفتقرون إليه في كل شؤونهم.

قال تعالى: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ [الملك : 16]

قال القرطبي في تفسيره أن المراد بـ "من في السماء"[2]: الله عزَّ وجلَّ.



--------------

1 توضيح الكافية الشافية: طبعة أضواء السلف صـ 180-181
2 تفسير الطبري: طبعة دار الفكر بيروت جـ 7 صـ 29