المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الذي جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم ؟ من الذي سخر الرياح لسليمان ؟ من هو


مصطفى طالب مصطفى
09-16-2016, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فقد جاءت هذه الشريعة بالحق الواضَح ونَهَت عن الغُلُو المُفرط وكذا عن التساهل المُخِل ولذا هي أُمَّة وسط بين الأمم.

وقد جاء النهي واضحًا في كتاب الله عن الغلو في الصالحين.

فجاء النهي عامًا لأهل الكتاب

قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة: 77]

كما أتت النصوص في نهي النصارى عن الغلو بعيسى حتى أدى بهم الأمر إلى تأليهه !!

قال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء: 171]

وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بسد المَنابع المفضية إلى الشرك ومن أعظم أسبابها رفع الصالحين فوق مقامهم البشري ومن أبرز وسائله الغلو فيهم !

قال النبي صلى الله عليه وسلم[1]: لا تُطْروني، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه.

ولكنَّنا نرى أقوامًا بالَغوا في إطراء وتقديس رموزهم حتى جعلوا لهم ما ليس من حقِّهم بل هو حق الله عزَّ وجلَّ, أو ألَّفوا عليهم القَصص التي تُفضي إلى الغلو فيهم !

ومن ذلك ما ذكره السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية[2] نسبة لعلي رضي الله عنه - وهو منه براء - : الحادي عشر: ما رواه صاحب كتاب القدسيات وهو من أعظم محققي الجمهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لعلي يا علي إن الله تعالى قال لي يا محمد بُعِثَ عليًا مع الأنبياء باطنًا ومعك ظاهرًا, ثم قال صاحب ذلك الكتاب وصرَّح بهذا المعنى في قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي ليعلموا أن باب النبوة قد خُتِمْ وباب الولاية قد فُتِحْ. وإشارة بَعث علي عليه السلام مع الأنبياء عليهم السلام باطنًا إلى سر الولاية التي ظهرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ليكون علماء أمته الذين هم الأولياء داعين للناس في سواديه دايرة الولاية وبياضيتها إلى الحق. أقول هذا الذي رَواه مِن َبعثه عليه السلام باطنًا قد روى مضمونه في أخبار أهل البيت عليهم السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو إشارة إلى سر إلهي في الغاية القصوى من التحقيق وهو أنَّه قد روى عنه عليه السلام أنَّه قال في جواب من سأله عن فضله وفضل من تقدمه من الأنبياء مع أنهم حازوا غاية الإعجاز أما إبراهيم عليه السلام فقد نجَّاه الله سبحانه من نار النمرود وجعلها عليه بردًا وسلامًا ونوح عليه السلام قد نجَّاه الله من الغرق وموسى عليه السلام من فرعون وأتاه التوراة وعلَّمه إيَّاها وعيسى عليه السلام أتاه النبوة في المَهد وأنطقه بالحكمة والنبوة وسليمان عليه السلام الذي سَخَّر له الريح والجن والإنس وجميع المخلوقات. ((فقال عليه السلام: والله قد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها بردًا وسلامًا وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق وكنت مع موسى فعلمته التوراة وأنطقت عيسى في المهد وعلَّمته الإنجيل وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته وكنت مع سليمان على البساط وسخَّرت له الريح)).


تقول الرواية: والله قد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها بردًا وسلامًا

ويقول الله تعالى: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء: 69]

تقول الرواية: وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق

ويقول الله تعالى: وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [الصافات: 76]

تقول الرواية: وكنت مع موسى فعلمته التوراة

ويقول الله تعالى: ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 154]

تقول الرواية: وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل

ويقول الله تعالى: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ... [المائدة: 110]

تقول الرواية: وكنت مع سليمان على البساط وسخَّرت له الريح

يقول الله تعالى: فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ [ص: 36]


وهذا الإقتباس موثَّق


https://ia601505.us.archive.org/13/items/shbaboma_hotmail_Shia/ali%20-%20ibrahim%20-%20nar.png




--------------------
1 عمر بن الخطاب رضي الله عنه: صحيح البخاري (3445) (6830)
2 السيد نعمة الله الجزائري: الأنوار النعمانية, دار القارىء - دار الكوفة, الطبعة الأولى 2008 جــ 1 صـ 28