مصطفى طالب مصطفى
09-29-2016, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على كثرة آلائه، والصلاة والسلام على سيد أنبيائه، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله و أصحابه، وأتباعه وأوفيائه، وبعد:
فلعلي لا أكون بعيداً عن الحقيقة ولا مجانباً للصواب، إن زعمت أن مهارة الحفظ هي من أرقى المهارات التي تجب العناية بها، لأنها تاج البراعات، فهي في سلم درجات الوصول إلى العلم تأتي في قممها.
قال ابن المبارك "أولُ العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم العلم ثم الحفظ ثم النشر" ([1]) وإنما جاءت مرتبتها في القمة، لأن العلم هو ما خزنته الصدور لا ما خزنته الدفاتر ([2]).
وقد أشار إلى هذا الشاعر محمد بن بشير الخارجي بقوله:
ليس بعلمٍ ما حوى القِمطرُ *** ما العلمُ إلا ما حواه الصدرُ
لقد أدرك أسلافنا رحمهم الله تعالى قيمة هذه المهارة، (لأنها العلم كله)، فأرهقوا لتحصيلها أجسامهم، وقضوا لتزكيتها أعمارهم، وأشغلوا لتثبيتها أوقاتهم، ووفقهم الله في مسعاهم، حتى صارت علوم الحضارة الإسلامية كلها في صدورهم وعقولهم، وها هي آثارها الآن حاضرة متجسدة فيما خلفوه لنا من تآليف وتصانيف، يعجز العادُّ عن عدها، وتقصر فيما أحسب حواسب الحاسبين والحاسبات عن حصرها، رحمهم الله تعالى.
- فما حقيقة هذه المهارة ؟
- وما وسائل هذه البراعة ؟
- وما مظاهرها عند حذاقها وصناعها ؟
- وكيف سار القوم في حفظها وتثبيتها ؟
- وهل من سبيل إلى الرجوع إليها ؟
هذا ما أردت بيانه في هذا البحث الموجز
وبالله التوفيق
(مهارة الحفظ في تراثنا)
بقلم/ أ. د. رياض بن حسن الخوام
جامعة أم القرى
--------------------
1 الديباج الذهب جـ 2 صـ 408
2 المستطرف جـ 1 صـ 43
الحمد لله على كثرة آلائه، والصلاة والسلام على سيد أنبيائه، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله و أصحابه، وأتباعه وأوفيائه، وبعد:
فلعلي لا أكون بعيداً عن الحقيقة ولا مجانباً للصواب، إن زعمت أن مهارة الحفظ هي من أرقى المهارات التي تجب العناية بها، لأنها تاج البراعات، فهي في سلم درجات الوصول إلى العلم تأتي في قممها.
قال ابن المبارك "أولُ العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم العلم ثم الحفظ ثم النشر" ([1]) وإنما جاءت مرتبتها في القمة، لأن العلم هو ما خزنته الصدور لا ما خزنته الدفاتر ([2]).
وقد أشار إلى هذا الشاعر محمد بن بشير الخارجي بقوله:
ليس بعلمٍ ما حوى القِمطرُ *** ما العلمُ إلا ما حواه الصدرُ
لقد أدرك أسلافنا رحمهم الله تعالى قيمة هذه المهارة، (لأنها العلم كله)، فأرهقوا لتحصيلها أجسامهم، وقضوا لتزكيتها أعمارهم، وأشغلوا لتثبيتها أوقاتهم، ووفقهم الله في مسعاهم، حتى صارت علوم الحضارة الإسلامية كلها في صدورهم وعقولهم، وها هي آثارها الآن حاضرة متجسدة فيما خلفوه لنا من تآليف وتصانيف، يعجز العادُّ عن عدها، وتقصر فيما أحسب حواسب الحاسبين والحاسبات عن حصرها، رحمهم الله تعالى.
- فما حقيقة هذه المهارة ؟
- وما وسائل هذه البراعة ؟
- وما مظاهرها عند حذاقها وصناعها ؟
- وكيف سار القوم في حفظها وتثبيتها ؟
- وهل من سبيل إلى الرجوع إليها ؟
هذا ما أردت بيانه في هذا البحث الموجز
وبالله التوفيق
(مهارة الحفظ في تراثنا)
بقلم/ أ. د. رياض بن حسن الخوام
جامعة أم القرى
--------------------
1 الديباج الذهب جـ 2 صـ 408
2 المستطرف جـ 1 صـ 43