المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [بعد الصَلب] هل أتت مريم المجدلية للقبر والظلام باق أم بعد طلوع الشمس ؟


مصطفى طالب مصطفى
04-14-2017, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعي, أمَّا بعد:

يؤمن المسلمون أن المسيح عليه الصلاة والسلام رسول من رُسُل الله سبحانه وتعالى, أرسله إلى بني إسرائيل ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان, قال تعالى: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 49]

ويؤمن المسلمون أنَّ اليهود راموا قتل المسيح وصلبه, ولم يستطيعوا إلى ذلك سبيلًا إذ أنَّ الله شَبَّهَهُ عليهم فصلبوا شخصًا آخر مكانه ظَنَّا منهم أنَّه هو, قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا [النساء: 157]

وبالتالي: فإن القصة التي نَسجها النصارى عن قبر المسيح وكيف خرج منه وغيرها من الخوارق, مخالف للحقيقة التي جاء بها الإسلام.

ولكي لا نكون مفترين على النصارى واعتقادهم, طالع علماؤنا كتبهم وأقوالهم وخرجوا بما يفيد الاضطراب الحاصل عندهم في القصة مما يوحي أنها قصة غير محكمة البناء وتفتقر إلى المصداقية العلمية والبحثية.

وكلامنا اليوم يتمحور حول ما فعلته مريم المجدلية عند القبر بعد حادثة الصلب لتقوم بتحنيط جسد المسيح.

جاء في إنجيل بحسب القديس متَّى

(Mt-28-1) وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.

جاء في الإنجيل بحسب القديس مرقس

(Mk-16-1) وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.
(Mk-16-2) وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.

جاء في الإنجيل بحسب القديس لوقا

(Lk-24-1)ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.

وجاء في الإنجيل بحسب القديس يوحنا

(Jn-20-1) وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.

يقول الدكتور خالد عبد القادر[1]: "تأمل التناقض في الأناجيل حول مجيء مريم إلى قبر يسوع.
فإنجيل متى ولوقا ويوحنا تقيَّد مجيئها عند فجر يوم الأحد وزاد يوحنا بقوله (والظَلَامُ بَاقٍ).
أما إنجيل مرقس فيحدد المجيء بقوله (مَعَ طُلُوعٍ الشَّمْسِ), فهل يا ترى يبقى ظلام مع طلوع الشمس كما ادعى يوحنا؟!"

----------------------

(1) الوهية يسوع بين الظن واليقين دراسة معمقة في الأناجيل القانونية الحالبة. دار مكتبة الإيمان للطباعة والنشر والتوزيع طراللس - لبنان، الطبعة تلأولى: ١٤٣٣ ه - ٢٠١١ م، صـ 143