رحيق الشباب - مقولة إن الله يمهل ولا يهمل هل هي صحيحة وهل هي حديث نبوي شريف أم قول

بسم الله الرحمن الرحيم

تشتهر هذه المقولة عند بعض الناس ، على أنها حديثٌ نبوي من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا خطأ ، فهذه المقولة ليست بحديث ، ولا أصل لها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه الكرام ، ولا وجود لها في دواوين السنة .

أما من جهة معناها فهو مستقيم ، قال تبارك وتعالى : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [ سورة إبراهيم - ٤٢ ] .

وقوله تبارك وتعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [ سورة النحل - ٦١ ] .

وقوله تبارك وتعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى [ سورة فاطر - ٤٥ ] .

وجاء في الصحيحين ، من حديث أبي موسى الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) ، قَالَ أبي موسى الأشعري : (( ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) ، [ متفق عليه - ٤٣٤٣ - ٤٦٨٦ - والآية في سورة هود ، رقم ١٠٢ ] .

فهذه المقولة ( إن الله يمهل ولا يهمل ) يشهد لمعناها جملة من الآيات والأحاديث ، لكنها بهذا اللفظ ليست بحديث ، فتنبّه لهذا !