[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي أنزل لنا كتاباً هاديا ومُنيرا والصلاة والسلام على من أرسل مبشرا ونذيرا , وبعد:

فإنه لا يخفى عليكم تِلكُم الفِرية التي يشنها القرآنيين على سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم مخالفين بذلك صريح القرآن !

لذلك فإننا نستخرج لهم من القرآن الكريم الذي يزعمون إنتسابهم إليه - خاصَّة - ما يدحض شُبهَتَهُم المتهالِكة .

فنقول: يوم بدر كان عدد المؤمنين يوم ذاك قليل جداً مقارنة بعدد الكفار وما معهم من آلة الحرب , ولكن الله سُبحانه وتعالى ناصرٌ لنبيه ومُعِزٌ لدينِه , فجعل للمؤمنين بُشرى عظيمة وأخبرهم أنَّ النصر من عند الله وحده !

قال تعالى: وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [آل عمران : 126]

فما هو هذا الأمر الجَلَل الذي حصل ذاك اليوم ؟

إنه إمداد الله عز وجل المؤمنين بجنود مُطَهَّرين , إنهم ملائكة الرحمن جلَّ جلالُه وتقدست أسماؤه وعَظُمَ بهاؤه .

قال جلَّ مِن قائل: بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران : 125]

بلى ... لماذا قال بلى ؟ هل هناك كلاماً قبل هذا !

نعم , لا تستغرب فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته بأمرٍ فأخبر الله سبحانه - وهو الكريم - أنَّهم إن يصبروا على لقاء العدو ويتقوا الله تعالى أنَّه سيُمددهم بخمسة آلاف بدل ...

قال تعالى: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ [آل عمران : 124]

سؤال: إن كان تشريع الله فقط القرآن الكريم , من أين للنبي صلى الله عليه وسلم امداد الله للمؤمنين بثلاثة آلاف من الملائكة ؟!

هل النبي صلى الله عليه وسلم - وحاشاه - يفتري على الله !

أم أنَّ الله أوحى له بهذا الكلام وهذا العدد ليخبر المؤمنين به ؟

طبعاً القرآن أخبر أنَّ نبيه قال ذلك فلا مجال أمامكم لتقولوا صحيح وضعيف وتكتبون الأحاديث بمزاجكم , هذا قرآن !

لي إجابة في هذا الموضوع أرجو مراجعتها في هذا الموضوع