عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-16-2016, 01:39 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: تأملات في كتاب الله ( بقلمي ) متجدد

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( 8 )
من : حرف جر للتبعيض ، بعض الناس الذين كفروا يقولون بألسنتهم ( آمنا بالله ) ...
المفاجئة : يوم القيامة وما هم بمؤمنين ... لقد نفى الله تعالى عنهم الإيمان ...
ربما سائل يقول لم : وباليوم وليس واليوم ..... هذه دلالة والله أعلم على أنهم قالوا : آمنا بالله بألسنتهم
ولم يقولوا : آمنا بالله واليوم الآخر ...
---
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 9 )

احفظ معي المنافق مخادع ...
يخادعون : مضارع دليل على الاستمرارية في الخداع ... وهم يظنون أنهم حقاً يخدعون الله والذين آمنوا بإظهار الإيمان لهم وإخفاء وإبطان الكفر ...
يخادعون الله والذين آمنوا ..... بمعنى يظنون أنهم يخادعون الله والذين آمنوا ...
وما يخدعون إلا أنفسهم : أي لا يوجد أحد مخدوع إلا هم أنفسهم ...
وما يشعرون : للأسف هم لا يشعرون بأنهم هم المخدوعون
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون ( 10 )
هم لا يشعرون أن في قلوبهم مرض ( أي شك ) فقلبهم مظلم ... فزادهم الله مرضاً فأصبحت قلوبهم مظلمة فوق ما هي مظلمة ، وعكس الشك اليقين .. فالمؤمنون يوقنون .. والكافرون في شك ...

ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون ...
لاحظ معي : سبحان الله لهم عذابٌ أليم ... لماذا أليم ؟؟؟؟
سبحان الله عندما كانوا يؤذون ويؤلمون المؤمنون بألسنتهم كان الجزاء من جنس العمل ... لهم عذاب أليم ..
بما كانوا يكذبون .. الآية التالية ستوضح كذبهم ....

الآن لنتعلم من القرآن الكريم وسائل الدعوة إليه سبحانه :
1- النهي عن المنكر
2 - الأمر بالمعروف ..

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ... فإنسان منافق واحد كفيل بأن يفسد أمة بكاملها .. فقط كلمة يبث بها السموم يؤلم الآخرين بها ، تشاع هذه الكلمة ومنها تنشأ مشاكل وخلافات كبيرة .. والسبب : كلمة .... فهم مفسدون ولكن لا يشعرون بإفسادهم .. فدور المسلم أن ينصح من يفعل ذلك ...
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض .....
أنكروا أنهم مفسدون ... وكان ردهم ليس نفياً عن التهمة ... بل تغييراً لها وكأنهم يفعلون الخير وننكره عليهم ...

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ...
ربنا يرد عليهم ويحذرنا منهم
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 )
هم كذبوا عليكم بقولهم أنهم مصلحون ولكن لا يشعرون بكذبهم لأن قلوبهم مريضة فاسدة .. وإن فسد القلب فسد سائر الجسد ...

المحاولة الثانية في إصلاحهم بأمرهم بالمعروف :
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس .... نقول لهم اهو ده ما شاء الله إنسان ملتزم شرع الله ، امشي زيه ....
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ... أنت عايزني أصير زي الأهبل ده !!! مالك انهبلت انت بعقلك ؟؟؟؟؟
ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)
ربنا دافع عن المؤمنين الذين اتهموا بالسفاهة والجهالة ...
وأخبرنا بأنهم هم السفهاء ... ولكن هم لا يعلموا بأنهم هم السفهاء الجهال بأنهم على باطل وإلى طريق الهاوية ...

الآن توضيح وتفصيل من هو المنافق ::
وإذا لقوا الذين آمنوا .... مجرد اللقيا ...
قالوا آمنا ... أظهروا لهم الإيمان باللسان .. ولكن القلب بعيد كل البعد والجوارح لا تعمل بالإيمان ....
وإذا خلوا ... يا سلام خلو دلالة على أنه ما في حدا مؤمن في المكان ده ، لأنهم خايفين ينكشفوا في أي لحظة ...
وإذا خلوا إلى شياطينهم ... سواء أنفسهم أو أصدقاء السوء الذين أضلوهم عن السبيل والطريق المستقيم
قالوا إنا معكم : احنا معاكم ...
إنما نحن مستهزؤون :
بس بنتسلى ونضحك على الهبلان دووول ...

الله يستهزئ بهم .. الجزاء من جنس العمل ....
ويمدهم في طغيانهم : جحودهم واستكبارهم
يعمهون : أي كالأعمى متحير لا يعرف أين الطريق الصواب ، أين طريق الحق ، أين طريق الهداية
وأين الطريق الخاطئ ....

أولئك : اسم اشارة للقريب دليل على أنهم قريبون من الضلالة ....
الذين اشتروا الضلالة بالهدى : أي بدلا من الهدى ...
سبحان الله اشتروا ... وكأنها تجارة خاسرة ....
فعلى سبيل المثال والتوضيح : الإنسان الذي يدخن يعلم أن السجائر مدمرة لصحته ومهدرة لأمواله .... فلا نفع منها
ليس على هذا فحسب .. بل إنها زيادة على هذا تضره ....
وطبعاً المدخن ليس بمنافق وليس بكافر إنما هو عاصٍ أسأل الله أن يتوب علينا وعليهم جميعاً وهذا مثال للتوضيح فحسب ...
كذلك الأمر بالنسبة للمنافق : اشترى الضلالة شرية ... بدور عليها تدويير ..
اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ... أي تجارتهم هذه خاسرة
ظنوا أنهم سيخلدون في الدنيا ... نسوا أن الدنيا دار ممر .. نسوا أن الموت في أي لحظة قد يأتيهم ..
ظنوا أنهم أيضاً سيستمتعون ويسعدون بالدنيا ... وللأسف كما أخبرنا ربنا عنهم : خسر الدنيا والآخرة ....
فلا هو حصل الدنيا وأضاع الآخرة أيضاً ...
وما كانوا مهتدين : أي للأسف لم يصلوا إلى طريق الهداية ... الذي وصل إليه المؤمنون ...
ولم يصل للأسف إليه الكافرون بصنفيهم الكافر والمنافق ....

يتبع لاحقاً ...
رد مع اقتباس