انتهينا من توضيح الفئات الثلاثة : تقي ( مؤمن ) -
كافر ( غير مؤمن ) - منافق ( غير مؤمن )
الآن أول نداء في القرآن الكريم للناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم
يا أيها الناس ....
يا أيها الناس اعبدوا ربكم ..
ولم يقل اعبدوا الله ..
إنما ربكم المربي لكم خالق الكون ... من هو ؟؟؟؟؟
الذي خلقكم والذين من قبلكم ...
أي الذي خلق الكون هو الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم
طيب ليه نعبدك يارب ؟؟؟؟
لعلكم تتقون ....
ما شاء الله ، سبحان الله .... ربنا يخبر الناس جميعاً عن طريق الهداية
فيقل للناس جميعاً اعبدوا ربكم خالق الكون الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم إنساً وجناً وكل الملائكة وكل المخلوقات وكل الجمادات وكل شيء ...
لعلكم أي حتي تصلوا ، ولعل تستخدم للرجاء
تتقون أي تصلوا إلى طريق التقوى
نستذكر سوياً : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "
أها ... الكتاب ده هدى للمتقين .. وعرفنا أنه المتقين هم اللي وصلوا للهداية .. صح ؟؟؟
فهم وصلوا للهداية لأنهم آمنوا ....
إياك نعبد وإياك نستعين ..
حتى تصل إلى الإخلاص في العبادة لله تعالى عليك بطلب الاستعانة منه
فالدعاء عبادة ...
إن استعنت بالله على عبادة الله فعبدته وصلت إلى طريق التقوى ..
وإن وصلت إلى طريق التقوى وصلت إلى طريق الهداية
وإن وصلت إلى طريق الهداية هنيئاً لك ...
فهي ممتثلة بعبادة الله لا شريك له ...
إذن هي كالآتي
استعانة = عبادة = تقوى = إيمان = هداية للحق
فاستعن بالله تعالى بالدعاء على أن ييسر لك العبادة له سبحانه
فإن عبدته وحده لا شريك له وصلت إلى التقوى فدخل الإيمان قلبك .. وبهذا تكون وصلت إلى الهداية
الذي تكررها يوميا : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ...
الآن الآية التالية ربنا يوضح لنا من هو ولماذا سبحانه يستحق العبادة ؟؟؟؟
الذي جعل لكم الأرض فراشاً ( دي آية من آياته ) .. انظر إلى الأرض كيف هي مفروشة مبسوطة ممهدة للمشي بها .. سبحان الخالق المبدع
والسماء بناء (( أهو السماء انظر إليها وتفكر ببديع خلق الله دي آية ثانية )
وأنزل من السماء ماء ( إنزال المطر من السماء دي آية ثالثة )
فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم ( سبحان الله الأرض ربنا يخرج منها الثمرات رزقا منه لكم دي آية وعلامة رابعة )
المطلوب ايه يارب ؟؟؟؟
فلا تجعلوا للرب ؟؟؟
لا ... أهو ربنا يعرفك من هو الرب ...
فلا تجعلوا لله ... الله هو ربي وربكم لا شريك له
فلا تجعلوا لله أنداداً : أي شركاء في الملك ...
فخالق الكون واحد أحد لا شريك له .. ولو كان هناك شريك في الملك لفسدت الأرض ...
لا تشركوا به شيئاً فهو سبحانه توعد بأنه من عبده وحده لا شريك له مهما بلغ من الذنوب والمعاصي وجبت له الجنة رحمة وكرماً من الرحمن الرحيم الكريم الله رب العالمين ...
ومن أشرك به شيئاً وجبت له النار وحرام عليه الجنة كما أخبرنا سبحانه وتعالى إن مات على شركه ....
فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ... أي أنتم تعلمون أنكم تشركون بعبادة الله تعالى فلان وفلان ..
والعبادة مفهوم واسع .. العبادة معناها باختصار شديد : أن يكون الله تعالى فوق كل شيء .. فتقدم محبته على كل شيء ...
وتقدم طاعته على كل شيء ....
فربنا يقل لهم هم يعلمون أنهم مخطئون في اتخاذهم شركاء في عبادة الله تعالى ، ولهذا أحبط الله أعمالهم
وإن كنتم في ريب ...
أها ربنا بيقول لهم الي هم الكافرين ...
إن كنتم في ريب أي في شك
بالرغم من أن " ذلك الكتاب لا ريب فيه "
لكن ربنا أهو بقلهم لو كنتم في شك ومش مصدقين ومش متيقنين من أنني خالقكم ....
ده التحدي من الله تعالى ..
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ... كلمة عبدنا : تشريف
شرف لرسولنا صلى الله عليه وسلم بأنه عبد لله ..
نزلنا : من فوق لأسفل ..
على : علو لعلو المكانة والمنزلة
عبدنا : تشريف وتكريم ....
فأتوا بسورة من مثله : أي سورة مشابهة لما في القرآن الكريم بإعجازها ..
إن كنتم صادقين ... ، لأنهم كاذبين فهم يعلمون أنهم لا يستطيعون الإتيان ..
ولم يقل إن كنتم مؤمنين لأنهم ليسوا بمؤمنين حتماً ...
فإن لم تفعلوا أي لم تأتوا بسورة من مثله ...
ولن تفعلوا : كناية عن الاستحالة ...
فاتقوا النار ...
أها اتقوا : خافوا النار ....
اتقوا : حتى تصلوا للهداية ...
النار التي وقودها الناس والحجارة
الذي سيشعلل هذه النار : أنتم أيها الناس والحجارة ...
جمع بين الناس والحجارة لاحتقار هؤلاء الناس .. فهم في النار والعياذ بالله ...
أعدت للكافرين : أهي التوضيح أنه النار أعدت وجهزت وكيفت على أحسن تكييف لصنف من الناس
ألا وهم الكافرون ...
=============
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
خلصنا من حال الكافرين ...
حال المؤمنين .. ما شاء الله ربنا يبشرهم
وبشر الذين آمنوا ...
الإيمان وحده غير كافي
وعملوا الصالحات : أثبتوا أنهم مؤمنين بحق .. بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعمل كل أمر صالح ...
شوفوا الهدايا الربانية ليهم ..
أنّ : تأكيد ....
لهم : ملك لهم يعني ... فاللام حرف جر للملكية .. هم : ضمير للوصف ...
جنات : ماشاء الله .. لو لاحظت الآية الماضية .. النار مفردة لاحتقارها وللكناية على الوحدة والوحشة ...
أما هنا جنات : جمع ... مش جنة وحدة .. بل جنات ..
فالكرم الأول من ربنا الهم جنااااااااااااااااااااات .. ومش جنة وحدة بس ....
الكرم الثاني : تجري من تحتها الأنهار ...
الجنات دول تخيل معي فووووووق ... تجري من تحتها وليس من تحتهم
أي الجنات فوق والأنهار تحت ... مش نهر واحد .. أيضاً أنهار ... والأنهار دول كما فصلتها آيات أخرى نهر من عسل ونهر من خمر ونهر من لبن ... الخ
فالكرامة الثانية الجنات فوق علو المكانة ... وتخيل انت تطل من قصر في الدنيا على بحر ...
دي الدنيا الفانية وفيها من المناظر الخلابة الجميلة .. بالآخرة كده المنزلة ....
خالدين فيها .... لأ يا عمي بدري عليها لسا ..... ما تخطئ هنا ...
كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ( لاحظ الكرامة الثالثة : رزقوا دليل على أن هناك خدم لهم في الآخرة يوصلون إليهم رزق الله لهم ... )
الكرامة الرابعة ( أنهم كلما رزقوا رزقاً جديداً تذكروا نفس الثمرة الي أكلوها من شوية ... وده دليل على الاستمتاع والمتعة والتلذذ في الأكل )
وأتوا به متشابهاً ( كرامة خامسة ... الي تشتهييه حيكون قريب منك وما في شهوة في الآخرة إلا وتقضيها بكرم الله )
مش ع قد جنات وأنهار وأكل وشراب وووو ...
ولهم فيها أزواج مطهرة .... مش زوج .. وطبعاً زوج تدل على التأنيث أي أن للرجال أزواج غير نساءهم في الدنيا
فنساء الدنيا إن كن في الجنة هم سيدة الحور العين ..
أما المرأة فلها زوجها إن كان في الجنة .. وإن كان في النار رزقت بزوج في الجنة فلا يوجد أحد محروم في الجنة ...
أزواج مطهرة من الحيض ومن المخاط وووو الخ مما كان في الدنيا ...
دي الكرامة السادسة ..
بعد كل الجمال ده ... ( وهم فيها خالدون )
كل دي الكرامات حتكون لكم على الدوام ..... فهنيئاً لكم
اللهم اجعلنا من أهل الجنة ومن أهل الفردوس الأعلى بجوار حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم ....
هكذا نكون بحمد الله انتهينا من شرح وتوضيح الربع الأول من القرآن الكريم
سيتم التعقيب على هذا الربع لاحقاً
وبعد الانتهاء من التعقيب سندخل بالربع الثاني ...