عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-14-2016, 02:23 PM
الصورة الرمزية مصطفى طالب مصطفى
مصطفى طالب مصطفى مصطفى طالب مصطفى غير متواجد حالياً
الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
مصطفى طالب مصطفى is on a distinguished road
افتراضي رد: تسهيل دورة البناء العلمي

بسم الله الرحمن الرحيم


‫#‏الدرس‬ [12]


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.


وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنِّه وكرمه أن يجعلنا وإيَّاكم ممن إذا أُعطِيَ شكر، وإذا ابتُلِيَ صبر، وإذا أذنب استغفر، فإنَّ هذه الثلاث عنوان السعادة. اللهم آمين.


في هذا اللقاء وهو الدرس الثاني عشر من دروس البناء العلمي، والتي تُقدَّم من خلال هذه الدورة العلمية نتحدث -بإذن الله عز وجل- عن موضوعٍ أعتقد أنَّ كلَّ مَن يروم طلب العلم الشرعي ويقصده لابُدَّ أن يقرأ في هذا الموضوع، ولابُدَّ أن يبني فيه نفسه بناءً علميًّا سليمًا صحيحًا.

أيضًا من الصِّفات -وهي الصفة السادسة- صيانة العلم:
فالعلم مِنحةٌ إلهيةٌ من الله -عز وجل- تفضَّل بها عليك من بين كثيرٍ من البشر، إذن لابُدَّ أن تعرف هذه النِّعمة، وأن تعرف قدرها، وأن تحفظ كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم.
فأنت قدرك عند الناس ليس في ذاتك؛ وإنَّما فيما تحمله من علمٍ، فيجب عليك أن تصُون العلم، وصيانتك للعلم من شعائر الله التي قال الله -عز وجل- عنها: ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج: 32].
يقول أحدُ العلماء: "دخلتُ على حماد بن سلمة وكان جالسًا في منزله، وكان فقيرًا -رحمه الله- يجلس على حصيرٍ، وقريب منه ماء؛ ليتوضأ به، ومصحفه، وكتبه، فدخل عليه رسولُ محمد بن سليمان الوالي، فكتب له رسالةً يقول فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة، فقد طرأ لي أمرٌ فائتني من أجل أن أسألك عنه. فقلبَ الصفحة وقال: إلى محمد بن سليمان، مسَّاكَ الله بما مسَّى به أولياءه وأهل طاعته، فقد رأينا العلماءَ والناس يأتون إليهم، وهم لا يأتون إلى الناس، فإن عَنَّ لك أمرٌ فائتنا فأسأل عنه، وإذا أتيتني فلا تأتني بخيلك ورَجِلِكَ، فلا أنصح لك، ولا لنفسي، والسلام.
فأتى محمد بن سليمان فقرع الباب ودخل وجلس بين يديه، فقال له -رحمه الله تعالى: يا إمام، ما لي إذا وقفتُ بين يديك ارتعدتُ خوفًا منك؟ فقال: حدَّثنا فلانٌ عن فلانٍ عن فلانٍ قال -صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللهِ هَابَهُ كُلُّ شَيءٍ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْنزَ بِعِلْمِهِ الكُنُوزَ هَابَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ»".
فهذا نوعٌ من صيانة العلم ومعرفة فضله، وكما قال الأول:
يَقُولُونَ لِي فِيكَ انْقِبَاضٌ وَإنَّما *** رَأَوْا رَجُلاً عنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَما
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُم *** وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَم أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا *** بَدَ مَطْمَعٌ صَيَّرتُه لِي سُلَّمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَرسًا وَأَجْنِيه ذِلَّةً *** إِذَن فَاتِّبَاعُ الجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُم *** وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
هذه بعض الآداب التي كنا نتمنى أن نتحدَّث عنها كثيرًا، لكن لعلنا -بإذن الله عز وجل- في لقاءاتٍ قادمةٍ نتحدث عن جملةٍ أخرى من الآداب التي يجب على طالب العلم أن يتحلَّى بها.

__________________
[align=center]

[/align]
رد مع اقتباس