[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

لقد حرمت الشريعة الإسلامية جميع الوسائل المؤدية للشرك ولو كان ذلك الفعل عبادة لله تعالى, ومن ذلك اتخاذ القبور مكاناً يتقرب فيه إلى الله تعالى بالصلاة, فقد نهت الشريعة الإسلامية عن ذلك اشد النهي حماية لجناب التوحيد وسد الطرق المفضية للشرك


هل تعلم من هم شرار الخلق عند الله؟

حسنا, إن شرار الخلق عند الله هم الذين يتخذون القبور مساجد لحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان من شرار الناس : من تدركه الساعة وهم احياء ومن يتخذ القبور مساجد

ومن المؤكد ستدخل الحيرة على نفسك وتتعجب من ذلك وتقول : لماذا كانوا شرار الخلق عند الله وهم يقصدون بذلك التقرب من الله؟

حسنا سأجيبك كانوا شرار الخلق عند الله لعدة أسباب

أولا: إن اتخاذ القبور مساجد من أعظم أسباب وقوعهم وايقاع غيرهم في الشرك بالله فيكونون قد ضلوا واضلوا من حيث كان الواجب عليهم هداية أنفسهم وهداية الآخرين

ثانيا: أنهم تسببوا في اتخاذ أطهر الأماكن وهي بيوت الله لمحادته والاشراك به فبدل أن يذكر اسم الله فيها و تتخذ لعبادته تسببوا ان يذكر فيها اسم غير الله تعالى

ثالثا: أنهم بفعلهم هذا يلبسون على الناس ويوقعونهم في الشرك بالله حيث أنهم دعوا الي ضلال و فساد بطريق ظاهره صلاح


وبالطبع اتخاذ القبور مساجد يشمل ثلاثة أمور:

1- بناء المساجد عليها والصلاة فيها

2- الصلاة إليها بأن يتجه للقبر في حال الصلاة

3- الصلاة عندها وإن لم يبن عليها مسجد, لأن كل موضع يصلى فيه يسمى مسجد

وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد حتى انه لعن من فعل ذلك والدليل حديث أبو هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا تجعل قبري وثناً لعن الله قوما اتخذوا قبور انبيائهم مساجد

وفي هذا الحديث التنبيه عن اتخاذ القبور مساجد وهي ان ذلك من أعظم أسباب الشرك حيث ان البناء عليها يجعلها وثنا يعبد من دون الله ختاما أخواتي وأخواتي حافظوا على كمال توحيدكم واحذروا ان تفعلوا امورا تنقضه فتكونوا خرجتم من دائرة الإيمان لدائرة الكفر