للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
استعمال النبي للفظ [السُنَّة] في حديثه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: فمن عجائب هذا العصر أنه لم يحظ بطفرة علمية هائلة - وهذا أمر محمود شرعا - فحسب , بل حظي بنماذج من العقول التي تَصدُق فيها عبارة الشيخ الحافظ ابن حَجَر العسقلاني المصري رحمه الله حيث يقول[1]: وَإِذَا تَكَلَّمَ الْمَرْءُ فِي غَيْرِ فَنِّهِ أَتَى بِهَذِهِ الْعَجَائِبِ. وإن من الطوام التي يكثر الحديث عنها في هذه الأيام هو رد السُنَّة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم , فإن القوم أرادوا الطعن بالإسلام فلم يستطيعوا, أرادوا تحريف القرآن فلم يستطيعوا , فعمدوا إلى الطعن بِنَقَلة هذا الدين إلينا - وهم الصحابة - فلم يستطيعوا , حاولوا دس سمومهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فلم يستطيعوا - بتقييض الله لعلماء أفذاذ يذلوا الغالي والنفيس في سبيل حماية وصيانة حديث النبي صلى الله عليه وسلم - , فأرادوا* الإعتماد على القرآن وحده ونبذ السنة النبوية وراء ظهورهم ليحققوا بذلك ما قاله وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم[2]: أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلا لا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الأَهْلِيِّ وَلا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ. فَهُم في أفضل حالاتهم دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4-3] فها هم يقولون : لفظة "السُنَّة" اخترعها العلماء وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , فنقول لهم فضلاً اعتبروا بعبارة ابن حجر عليه رحمه الله حتى لا تتحفونا بعجائبكم, فلفظ "السُنَّة" استعمله النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين , وطبعًا أقصد أولئك المغرضين وليس الإخوة الصادقين الذين لُبِّس عليهم. ففي الحديث المتفق عليه من حديث حُذيفة رضي الله عنه قال[3]: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ القُرْآنُ فَقَرَءُوا القُرْآنَ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ. وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[4]: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ. وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال[5]: جَاءَ ناسٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَقَالوا: أَن اِبعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعلِّمُونا القُرآنَ والسُنَّةَ, فَبَعَثَ إِلَيهِم سَبعِينَ رَجُلًا مِنَ الأنصَارِ يُقَالُ لَهُم القُرَّاءُ (...) إلى آخر الحديث. وعَنْ أَنَسٍ[6]أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمْنَا السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. لاحظ أن حُدثاء العهد بالإسلام يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم من يعلمهم السُنَّة ولا يُنكر عليهم اللفظ ! وأما استعمال الصحابة لهذه اللفظة فكثيرٌ جداً وسأكتفي ببعض الأحاديث والتي نرد بها على بعض الإشكالات. فمثلا بعد الناس يقولون أن المراد بالسنَّة هو دين الإسلام وليس تشريعات وأحكام نقول ليس هذا فهم الأولين للسنة النبوية المشرفة فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال[7]: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أدخلَ الميِّتُ القبرَ، قال: بسمِ اللَّهِ، وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّهِ وقالَ أبو خالدٍ مرَّةً: إذا وُضعَ الميِّتُ في لحدِهِ قال: بسمِ اللَّهِ، وعلى سنَّةِ رسولِ اللَّهِ ، وقالَ هشامٌ في حديثِه: بسمِ اللَّهِ، وفي سبيلِ اللَّهِ، وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّهِ فمن أخطأ وقال "سنة" بدل "ملَّة" صُحِحَ له! وعنن طاوس رضي الله عنه قال[8]: قلنا لابنِ عباسٍ في الإقعاءِ على القدَمينِ, فقال: هي السنةُ. فقلنا له: إنا لنراهُ جفاءً بالرجلِ. فقال ابنُ عباسٍ: بل هي سنةُ نبيِّكَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. لاحظ أن هذه الحركة في الصلاة ليست في كتاب الله عز وجل, إنما هي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم, فلا عزاء لمن يقول أن ما وافق القرآن قبلنا به وما خالفه رددناه, فهذا هو الصحابي الجليل الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالتفقه في الدين فصار حِبر الأمة وحَبرها, هل تفهمون من السنة ما لا يفهمه علماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولمن يقول أن الصلاة أتت بالقرآن وتفصيلاتها بالسنة فلا إشكال عندنا وأما كلامنا عن تلك الأحكام التي لم تأت في كتاب الله عز وجل نقول: كان عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رضي اللهُ عنه يقول[9] : لقد أتَى علينا زمانٌ وما نسألُ ولسنا هناك ، ثمَّ بلَّغنا اللهُ ما ترَوْن ، فإذا سُئل أحدُكم عن شيءٍ فلينظُرْ في كتابِ اللهِ فإن لم يجِدْه في كتابِ اللهِ فلينظُرْ في سنَّةِ رسولِ اللهِ ، فإن لم يجِدْه في كتابِ اللهِ ولا في سنَّةِ رسولِ اللهِ فلينظُرْ فيما اجتمع عليه المسلمون فإن لم يكُنْ فليجتهِدْ رأيَه ، ولا يقُلْ أحدُكم إنِّي أخشَى فإنَّ الحلالَ بيِّنٌ والحرامَ بيِّنٌ وبين ذلك أمورٌ مشتبِهةٌ ، فدَعْ ما يُريبُك إلى ما لا يُريبُك وها هو القاضي شريح يبعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن أحكام القضاء فكتَب إليه : أَنِ اقضِ بما في كتابِ اللهِ ، فإن لم يَكُنْ في كتابِ اللهِ فبسنةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يَكُنْ في كتابِ اللهِ ولا في سنةِ رسولِ اللهِ ، فاقضِ بما قضى به الصالحون ، فإن لم يكن في كتابِ اللهِ ولا في سنةِ رسولِ اللهِ ولم يَقْضِ به الصالحون ، فإن شِئْتَ فتَقَدَّمَ ، وإن شئت فتَأَخَّرَ ، ولا أرى التَّأَخُّرَ إلا خيرًا لك ، والسلامُ عليكم. فنرى هنا فقه الصحابة والتابعين لجانب من جوانب السنة النبوية وهو الذي ينكره القوم فيقولوا: فإن لم تجد في كتاب الله فالتنظر في سنة رسول الله, وهم يقولون: لا ما وافق القرآن قبلناه وما خالفه رددناه, فتأمل! ------------ * في كلامي هذا لا أقصد عوام المسلمين أصحاب الغيرة على الإسلام الذين قد أُشربوا هذه الأفكار , بل أقصد رؤوس الفكر الطاعن بالإسلام . 1 أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي: فتح الباري شرح صحيح البخاري, دار المعرفة بيروت، 1379, رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي, قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب,عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز, عدد الأجزاء: 13 جـ 3 صـ 584. 2 المقداد بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه: صحيح الجامع (2643) قال الإمام الألباني: صحيح 3 حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: صحيح البخاري (7276) صحيح مسلم (143) صحيح الترمذي (2179) 4 عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود رضي الله عنه: صحيح مسلم (673) صحيح النسائي (779) صحيح الترمذي (235) صحيح ابن حبان (2127) (2133) صحيح أبو داود (584) 5 أنس بن مالك رضي الله عنه: صحيح مسلم (677) 6 أنس بن مالك رضي الله عنه: صحيح مسلم (2419) 7 عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: صحيح أبن ماجة (1270) قال الألباني: صحيح. صحيح الترمذي(1046) 8 عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: صحيح مسلم (536) والإقعاء: أن يَجعلُ أليتَيْهِ على عَقِبَيْهِ بين السَّجدتين وَلَيسَ كَإقعَاءِ الكَلب بِأَن يَجعَل إليَتَيه على الأرضِ وَيَنصُبَ رِجلَيه 9 عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: موافقة الخبر الخبر(1/119), قال الإمام ابن حجر العسقلاني: موقوف صحيح , أي هو من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
السنة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|