للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
[تحميل كتاب] الفتنة بين الصحابة, للشيخ محمد حسان حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين لطالما فكرت فيما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم وسبب تشتت المسلمين وطعن بعض الفرق بأشرف وأضهر الخلق بعد الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والحمد لله اني لم اقرأ من هنا وهناك فأخذ فكرة خاطئة عنهم رضي الله عنهم اجمعين فوجدت هذا الكتاب الرائع لفضيلة الشيخ محمد حسان جزاه الله عنا خيرا ~¤¢§{(¯´°•. قراءة جديد لإستخراج الحق من بين ركام الباطل .•°`¯)}§¢¤~ هو كتاب لدراسة الفتنة التي حدثت بين الصحابة من حيث اسبابها ودوافعها ورأي العلماء فيها ووصفها قراءة جديدة لاستخراج الحق من بين ركام الباطل إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 102] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء : 1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب : 70] يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب : 71] أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد .. فلقد كثر الطَّعنُ هذه الأيام في أشرف وأطهر الخلق بعد الرسل والأنبياء, في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووظَّقَ كثيرٌ من الجُهلاء الفتنة التي وقعت بينهم في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه, توظيفاً خبيثاً للنيل من مكانتهم والحطِّ من قدرهم للطَّعن في الدِّين; لأنهم هم الَّذين نَقَلُوا إلينا القرآن والسنَّة. ونزل الميدانَ من لا يُجيد فنَّ النِّزال !! وخاض السِّباحة وسط هذه الأمواج من لا يُحسن السِّباحة !! وانبرى للحديث عن الصَّحب الكرام من لا يعرف أصول معتقد أهل السُنَّة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ إن الحديث عنهم رضي الله عنهم يتطلب صفاءً في العقيدة, وإخلاصاً في النية, وأمانةً في النقل, ودِقَّة في الفعم, ونظرةً فاحصةً مدققةً لأراجيف المغرضين والكذَّابين والوضَّاعين. فآلمني كلماتٌ سمعتها هنا, وأوجعتني سطورٌ قرأتها هناك, وجرحتني مواقف ومشاهِدُ أهلمنا هنالك !!! فأسأل الله جل وعلا أن يجبر كسري, وأن يمدني بمددٍ من عنده, وأن يشرفني ويرفع من قَدْري بالزَّود عن أصحاب الرَّسول صلى الله عليه وسلم لأستخرج الحقَّ من بين ركام الباطل, وسط هذه الفتنة الصَّمَّاء البكماء العمياء, لأُزيل العبشَ الذي ران على القلوب, والظلامَ الذي حجب الأبصارَ عن رؤية النُّور, والباطلَ الذي خيَّم على العقول طيلة عقود وعقود, فحال بينهما وبين معرفة الحقِّ !! ووالله كنت في رُعبٍ وفزعِ – لا يعلمه إلا من بيَدِه القلوب – لأنِّي كنت أهرب من الخوض في هذه الفتنة, وأبتعد عن الحديث عن هذه الحِقبة; خشية أن أزلَّ بقلمي فِيها, وخوفاً من أن أفسد من حيث أريد الإصلاح, أو أضر من حيث أريد النَّفع. وأخشى ما كنت أخشاه أن تترك كلمةٌ مني – من غير قصد – أثراً سيئاً في قلب مسلم أو مسلمة, فاجتهدتُ قدر استطاعتي وعلى قدر حُبِّي للصحابة رضي الله عنهم, وتضرَّعْتُ ‘لى الله – جلَّ وعلا – أن يستخرج منِّي الحقَّ الذي يرضيه عنِّي, والذي يليقُ بمكانةِ وقدرِ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وأسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم بحبِّنا لهم, وإن لم نعمل بمثل أعمالهم, وأن يُجنبنا الزَّيغ والزَّلل, وأن يردَّنا إلى الحقِّ رداً جميلاً, وأن يُقِرَّ أعيننا جميعاً بنصرة الإسلام وعزِّ المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين, وأصحابه الغُرِّ الميامين, وسلم تسليماً كثيراً وكتبه أبو أحمد محمد بن حسان القاهرة المحرم 1428هـ حميل الكتاب 7,67MB [مركز تحميل الخليج] [ميديا فير] |
#2
|
||||
|
||||
فضائل الصحابة رضي الله عنهم
الحمد لله الذي شَرَّفَ نوع الإنسان بالأصغرينِ: القلبِ واللسانِ, وفضَّله على سائر خلقه بنعمتي المنطق والبيان, ورجَّحه بالعقل الذي وزن به قضايا القياس في أحسن ميزان, فأقام على وحدانيته البرهان, وأحمدُهُ حمداً يمدُّنا بمواد الإحسان, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي لو ملك السماوات والأرض وما بينهما العزيز الرحمن, فهو الواحد الأحد الماجد الصَّمد, مُوَقِّت الآجال, ومُقَدِّر الأعمال, وسامع الأقوال, وعالم الأحوال, مثبت الآثار, ووارث الأعمار, رافع الأخيار, وواضع الأشرار, مادِح الأبرار, وقاصِم الفجَّار, العليم, البصير, السَّميع,الذي من رَفَعَ فهو الرَّفيعُ, ومن وَضَعَ فهو الوَضِيعُ, بَيَّن وأنار, واصطفى واختار, اصطفى الرسلَ والأنبياء على سائر البرية, واختار أتباعَهم على جميع الوَرَى والخليقة, فجعل لكلِّ نبي أمَّة ووزراء وأصحاباً, ولكلِّ رسولٍ أنصاراً وأعواناً, رَفَعَ بهم المنازلَ, وشَرَّف بهم القبائلَ, فجعل نبيَّنا محمداً صلى الله عليه وسلم سيِّدَ الأنبياء والمرسلين, وجعل أمَّته سيِّدةَ الأمم والماضين, وفضَّل أصحابه رضي الله عنهم على جميع أتباع المرسلين والنبيِّين. وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله المخصوص بالآيات البيِّنات كل البيان, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه, صلاةً وسلاماً يبقيانِ في كلِّ رمانٍ وأوان, ورضي الله سبحانه عن أصحابه الطيبين الطاهرين رضي الله عنهم الذين تخلَّقوا بأخلاقه, وتَرَبَّوا بآدابه صلى الله عليه وسلم, وكانوا معه على كلِّ أمرٍ جامعٍ; فلا أحدَ كان أطيبَ منهم, ولا أحدَ جاء أخلصَ دينه لله ولرسوله مثلهم ; فهاجروا وآووا, ونصروا الله ورسوله, وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ; فكان اللهُ وليُّهم, ورسولُه قائدهم; فرضي الله عنهم وعمَّن سار على نهجهم إلى يوم الدين. أما بعد: فوالله ما كان حديثاً يُفترى ولا فُتُوناً يتردد. ذلك الحديثُ الذي يروي أنباءَ أطهَر ثُلَّةٍ عرفتها الأرض بعد الرُّسل والأنبياء, ولِمَ لا ؟! وهو قرآنٌ وسُنَّة. قال الله – جلَّ ذكره: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100] وقال تبارك وتعالى: لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 117] وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ [الواقعة : 10-14] وقال تباركت أسماؤه: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [الفتح : 18] وقال سبحانه: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29] وقال عز من قائل: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر : 8-9] فهذه الآيات اشتملت على أبلغ ثناء وتعطير من العليم الخبير; حيث أخبر تعالى أنه قد تاب عليهم, ورضي عنهم ورضوا عنه, وأكرمهم بجنَّات النَّعيم, وذلك لسبقهم وفضلهم,فالصحابيُّ هو من لَقِي رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على الإسلام وَيَالَهُ مِنْ شرف !!!. ولقد نال أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وبرسالته وصدقوه وآزروق وآووه ونصروه, وهم الذين عَظَّموا أمره وتفانوا في طاعته صلى الله عليه وسلم, وهم الذين أحبَّهم النَّبي صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنهم وزكَّاهم, وأوصى بهم, ودعا لهم بالرَّحمة والمغفرة, وبِشَّرهم بالجنَّة, وهم الذين نزل القرآن بموافقتهم, وهم الذين أجرى الله تعالى الحق على ألسنتهم وقلوبهم. يقول الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسيره [1]: يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان, ورضاهم عنه بما أعدَّ لهم من جنَّات النَّعيم, والنَّعيم المقيم ... إلى أن قال: فيا ول من أبعضهم أو سبَّهم أو أبعض أو سبَّ بعضهم ولا سيما سيِّد الصحابة بعد الرَّسول صلى الله عليه وسلم وخيرهم وأفضلهم – أعني: الصديق الأكبر, والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه; فإنَّ الطَّائفة المخذولةَ من الرافضةِ يُعَادونَ أفضل الصحابة ويُبغضونَهم, ---- 1 تفسير ابن كثير (2/370) |
#3
|
||||
|
||||
ويسبونهم – عياذاً بالله من ذلك – وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة, وقلوبهم منكوسة; فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن؟ إذ يسبون من رضي الله عنهم, وأمَّا أهل السُنَّة; فإنَّهم يترضَّون عَمَّن رَضِيَ الله عنه, ويسبُّون من سبَّه الله ورسوله, ويوالون من يوالي الله, ويعادون من يعادي الله, وهم متبعون لا مبتدعون, ويقتدون ولا يبتدون, ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون.
وقال القرطبي في تفسيره[1] عند تفسير قوله تعالى: وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات : 9]: ولا يجوز أن يُنسبَ إلى أحدٍ من الصحابة خطأٌ مقطوعٌ به; إذ كانوا كلُّهم اجتهدوا فيما فعلوه, وأرادوا الله عز وجل, وهم كلُّهم لنا أئمة, وقد تعبدنا بالكفِّ عمَّا شجر بينهم, ,ألا نذكرهم إلَّا بأحسنِ الذكر; لحرمة الصحبة ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سبِّهم, وأنَّ الله غفر لهم, وأخبر بالرضا عنهم. 1 تفسير القرطبي (16/321). ولقد زكَّى الله تبارك وتعالى أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات في مواضع عديدة من كتابه العزيز; فقال سبحانه: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157] وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 62] والآيات في فضائلهم ومناقبهم كثيرة جليلة, وقد مدحهم وزكاهم وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضن كثيرة جليلة, فَعَن عَمرَانَ بن حٌصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيرُكُم قَرني, ثم الذين يَلونَهم, ثم الذين يلونهم.[1] 1 أخرجه البخاري,كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم,باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (3651,3650) وانظر أطرافه في (2651), ومسلم كتاب فضائل الصحابة, باب فضل الصحابة رضي الله عنهم (2535). وقال عمران: لا أدري أذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قَرنينِ أو ثلاثة... الحديث وفي رواية له عنه رضي الله عنه: خيرُ أُمَّتي قَرني, ثم الذين يَلونَهم, ثم الذين يلونهم... الحديث. وفي رواية عبد الله رضي الله عنه: خيرُ الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم... الحديث [1] 1 أخرجه البخاري, كتاب الشهادات, باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (2652), ومسلم كتاب فضائل الصحابة, باب فضل الصحابة رضي الله عنهم (2533). وفي رواية الإمام مسلم عن عبد الله رضي الله عنه قال: سُشِل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: قَرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم... [2] الحديث 2 أخرجه مسلم, كتاب فضائل الصحابة, باب فضل الصحابة رضي الله عنهم (2533/211). قال النووي[3]: اتفق العلماء على أنَّ خير القرون: قرنه صلى الله عليه وسلم والمُراد: أصحابه. 3 شرح النووي على مسلم (8/314). وقال الحسن البصري – رحمه الله تعالى – وهو تابعي كبير زاهد مجمع على جلالته وإمامته: لقد أدركنا أقواماً – أي: الصحابة- أهل القرن الأول كنا جنبهم لصوصاً. وقال: ذهبت المعارف, وبقيت المناكير, ومن بقي اليوم من المسلمين فهو مغموم! وكان كثيراً ما يُنشد: لَيشَ مَن ماتَ فاستراحَ بِمَيِّتٍ إنَّما الميت مَيِّتُ الأحياءِ وقال الرَّبيع بن خُثَيم: لو رآنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لقالوا: هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب [1] !. 1 راجع: فيض القدير للعلامة المُناوي (3/479) صـ المكتبة التجارية, و الحلية (2/109,108). |
#4
|
||||
|
||||
وقال الطبري في "تهذيب الآثار"[2]: حدثني أبو حميد الحِمصي أحمد بن المغيرة, حذثنا عثمان بن سعيد, عن محمد بن مهاجر, حدثني الزبيدي, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم وبفيت في خَلَف كجلد الأجرب قالت عائشة: فكيفك لو أدرك زماننا هذا؟! قال عروة: رَحِمَ اللهُ عائشة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! ثم قال الزهري: رَحِمَ اللهُ عروة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! ثم قال الزبيدي: رَحِمَ اللهُ الزهري; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال محمد: وأنا أقول: رَحِمَ اللهُ الزبيدي; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال أبو حميد: قال عثمان: ونحن نقول: رَحِمَ اللهُ محمداً; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال أبو جعفر: قال لنا أبو حميد: رَحِمَ اللهُ عثمان; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال أبو جعفر: رَحِمَ اللهُ أحمد بن المغيرة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال الشيخ: رَحِمَ اللهُ أبا جعفر; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قلت: رَحِمَ اللهُ هؤلاء جميعاً; فكيفك لو أدركوا زماننا ورأوا أقوامنا؟! وعن أبي سَعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا أصحابي! فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفة. [2] وفي رواية للإمام مسلم عن أبي هريرة: لا تسبوا أصحابي, لا تسبوا أصحابي! فو الذي نفسي بيده, لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه [3]. وعن عطاء بن أبي رباح –بسند مرسلٍ صحيحٍ وهو حسن 1(1/124) 2 أخرجه البخاري, كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً. )3673), ومسلم كتاب فضائل الصحابة, باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (2541) 3 أخرجه مسلم, كتاب فضائل الصحابة, باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (2540). |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الصحابة, الفتنة, بين |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
مدارسة كتاب أصول الإيمان للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 0 | 10-30-2016 06:38 AM |
تحميل كتاب سابغات للشيخ أحمد السيد حفظه الله | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 03-12-2016 04:27 PM |
أسئلة القدر وإشكالاته للشيخ سلطان العميري حفظه الله | مصطفى طالب مصطفى | عقيدة أهل السنة والجماعة | 0 | 10-31-2015 05:25 AM |
كيف أحفظ متنًا ؟ للشيخ أحمد بن عمر الحازمي حفظه الله | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 0 | 10-09-2015 06:08 PM |
تفريغ كتاب عظم الأجر في صلاة الفجر تأليف عبد الهادي بن حسن وهبي حفظه الله | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 2 | 10-09-2015 05:53 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|