للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الميثاق الأول في عالم الغيب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد: أهلا بك في درس جديد من دروس تبسيط الإيمان, تكلمنا في السابق عن الطريق الشرعي الصحيح لمعرفة الغيب, ومعرفة الله عز وجل, واليوم سنتكلم عن أولى الحجج والأدلة الربانية الموجبة على العبد أن يعبده وحده لا شريك له, وكل ذلك كما أشرنا رحمة منه سبحانه بخلقه, قال تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى[القيامة:36] قال ابن كثير[1]: أي: ليس يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدى لا يبعث، بل هو مأمور منهي في الدنيا، محشور إلى الله في الدار الآخرة. لذلك فإن الله سبحانه خلقنا لعبادته جل جلاله, فقال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56] قال شيخ الإسلام بن تيمية[2]: " الْعِبَادَةُ " هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ: مِنْ الْأَقْوَالِ، وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ. ومن أجل ذلك قطع الله الحجة على العباد بكثير من الطُرُق, منها: الميثاق الأول قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف:172] أخرج الله عز وجل من ظهر أبينا آدم عليه الصلاة والسلام كل ذريته الى يوم القيامة نسلاً بعد نسل لذلك قال "مِنْ ظُهُورِهِمْ" صغار الحجم كثيراً, ولا غرابة في ذلك فجسم الإنسان الصغير فيه البلايين من الخلايا[3] فالله أخرج على الحقيقة ذرية آدم من ظهره,وأشهدهم على أنفسهم أنه الإله المعبود بحق, ولا تنبغي العبادة إلا له, فشهدوا بذلك, وكان هذا الميثاق الأول, ثم أرسل الرسل لتذكير الناس بهذا الميثاق ووجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له وفي ذلك يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه[4]: يقالُ للرجلِ من أهلِ النارِ يومَ القيامَةِ : أرأَيْتَ لو كان لك ما على الأرضِ من شيءٍ أكنتَ مفتديًا بِه ؟ فيقولُ : نعم ؟ فيقولُ اللهُ : كذبْتَ قدْ أردْتُّ منكَ أهونَ من ذلِكَ ، قد أخذتُ عليكَ في ظهرِ آدمَ أن لَّا تُشرِكَ بي شيئًا فأبيتَ إلَّا أنْ تُشْرِكَ وقال عليه الصلاة والسلام[5]: إنَّ اللهَ أخذ الميثاقَ من ظهر آدمَ عليه السلامُ بنعمانَ يومِ عرفةَ فأخرج من صلبِه كلَّ ذرِّيَّةٍ ذراها فنثرها بين يدَيه ثم كلَّمهم قُبُلًا قال أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إلى قولِه الْمُبْطِلُونَ أَخْرَجَ فِيمَا قَدْ مَضَى مِن ظَهْرِ ... آدَمَ ذُرِّيَتَهُ كَالذَّر وَأَخَذَ العَهْدَ عَلَيْهِم أَنَهُ ... لا رَبَّ مَعبُودٌ بِحَقٍ غَيْرَهُ[6] قال الإمام الشوكاني[7]: أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره، فاستخرج منه ذريته، وأخذ عليهم العهد، وهؤلاء هم عالم الذرّ، وهذا هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه، ولا المصير إلى غيره، لثبوته مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وموقوفاً على غيره من الصحابة، ولا ملجىء للمصير إلى المجاز، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وأخيرا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه[8]: إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العبادِ فوجدَ قلبَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيرَ قلوبِ العبادِ فاصطفاهُ لنفسِهِ فابتعثهُ برسالتِهِ ثم نظرَ في قلوبِ العبادِ بعدَ قلبِ محمدٍ فوجدَ قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وُزَرَاءَ نبيِّهِ يُقاتلونَ على دِينِهِ فما رأى المسلمونَ حسنًا فهوَ عندَ اللهِ حَسَنٌ وما رَأَوا سيِّئًا فهو عندَ اللهِ سيئٌ ------------ 1 أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ): تفسير القرآن العظيم, المحقق: سامي بن محمد سلامة الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع,الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م, عدد الأجزاء : 8, مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف 2 تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى : 728هـ): الفتاوى الكبرى, المحقق : محمد عبدالقادر عطا - مصطفى عبدالقادر عطا الناشر : دار الكتب العلمية, الطبعة : الطبعة الأولى 1408هـ - 1987م, عدد الأجزاء : 6 4 أنس بن مالك: صحيح الجامع(8123), قال الألباني: صحيح 3 راجع جسم الإنسان بلغة الأرقام 5 عبد الله بن عباس: البداية والنهاية(1/83), قال ابن كثير: إسناده جيد قوي على شرط مسلم, وهو موقوف له حكم المرفوع 6 الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي: سلم الوصول الى علم الأصول مقدمة: تعرف العبد بما خلق له وبأول ما فرض الله تعالى عليه وبما أخذ الله عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم وبما هو صائر إليه 7 محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ): فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير, جـ 3 صـ 113 8 عبد الله بن مسعود: مُسند أحمد(5/211), قال الإمام المحدِّث أحمد شاكر: إسناده صحيح وهو موقوف على ابن مسعود |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الميثاق, الميثاق الأول, الأول, العجب, تثبيت الأقدام في أرض الإسلام, عالم, عالم الغيب |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
[تحميل كتاب] تبيين العجب بما ورد في فضل رجب للحافظ ابن حجر العسقلاني | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 04-19-2015 11:45 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|