للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العلم والعلماء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: من القرآن الكريم الدليل الأول: قال تعالى: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه : 114] فلم يأمر الله جل وعلا نبينا صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء في الدنيا إلا من العلم الدليل الثاني: قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 11] وفيها دليل على رفعة درجة أهل العلم الدليل الثالث: قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر : 28] شهد لهم بالخشية ! الدليل الرابع: وأرجوا أن تتأملوه جيدا قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [البينة:7-8] وقررنا في الآية السابقة أن أحق الناس بخشية الله هم العلماء ... يقول الإمام القرافي رحمه الله وهو من كبار علماء المالكية في كتابه "الذخيرة"[1]: إنَّ مَن خشي الله فهو خير البرية كما في سورة البينة فمَن خشي الله فهو خير البرية وكلُّ مَن خشي الله فهو عالم، فينتج عن هاتين المقدمتين النتيجة وهي: أن خير البرية هم العلماء. قال تعالى: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً [الأحزاب : 39] وأعظم من بلَّغ رسالات الله هم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين ! الدليل الخامس: قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد : 19] ترجم الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم بابًا من أفقه تراجم الإمام البخاري, وقال العلماء "فقه البخاري في تراجمه", قال: باب العلم قبل القول والعمل, وصدَّره بهذه الآية ! يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: لأن العلم هو المصحح للنية التي يصح بها كل قول وكل عمل. الدليل السادس: قال تعالى: وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف : 68] وقال تعالى: وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [يوسف : 6] وقال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل : 15] فالعلم منة وفضل وهبة من الله عز وجل يتفضل بها على من شاء من عباده ! الدليل السابع: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 31] فقد شرَّف الله آدم عليه الصلاة والسلام ميَّزه على الملائكة وعندما سألوا عن ذلك أبان لهم الأمر بالعلم ! الدليل الثامن: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [الزمر : 9] أهل العلم متميزون عن غيرهم ! الدليل التاسع: قال تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران : 18] هذه الآية الكريمة في سورة آل عمران دلَّت على فضل العلماء من وجهين: الوجه الأول: أنَّ الله عز وجل قَرَن شهادة العلماء في الأرض بشهادته عز وجل بنفسه وشهادة ملائكته، ولا شكَّ أنَّ هذا الاقتران يدلُّ على فضلهم ومكانتهم ومنزلتهم. الوجه الثاني: أنَّ الله عز وجل استشهدهم على أعظم مشهودٍ، وهو توحيد الله سبحانه وتعالى, فقال: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، قال العلماء: فهذا دليلٌ على فضل العلم وفضل أهله ومنزلتهم ومكانتهم. وقد استنبط الإمامُ ابن القيم رحمه الله تعالى في "مفتاح دار السعادة" وفي "مدارج السالكين" عشرة أوجه من هذه الآية، كلها تدلُّ على فضل العلم ومنزلة أهله ومكانتهم, قال: اسْتشْهد سُبْحَانَهُ باولى الْعلم على اجل مشهود عَلَيْهِ وهوتوحيده (...) وَهَذَا يدل على فضل الْعلم واهله من وُجُوه[2]: أحدها: استشهادهم دون غَيرهم من الْبشر وَالثَّانِي: اقتران شَهَادَتهم بِشَهَادَتِهِ وَالثَّالِث: اقترانها بِشَهَادَة مَلَائكَته وَالرَّابِع: ان فِي ضمن هَذَا تزكيتهم وتعديلهم فان الله لَا يستشهد من خلقه الا الْعُدُول الْخَامِس: انه وَصفهم بكونهم اولى الْعلم وَهَذَا يدل على اختصاصهم بِهِ السَّادِس: انه سُبْحَانَهُ اسْتشْهد بِنَفسِهِ وَهُوَ اجل شَاهد ثمَّ بِخِيَار خلقه وهم مَلَائكَته وَالْعُلَمَاء من عباده ويكفيهم بِهَذَا فضلا وشرفاً السَّابِع: انه اسْتشْهد بهم على اجل مشهود بِهِ واعظمه واكبره وَهُوَ شَهَادَة ان لَا إِلَه إِلَّا الله والعظيم الْقدر انما يستشهد على الامر الْعَظِيم اكابر الْخلق وساداتهم الثَّامِن: انه سُبْحَانَهُ جعل شَهَادَتهم حجَّة على المنكرين فهم بِمَنْزِلَة آدلته وآياته وبراهنيه الدَّالَّة على توحيده التَّاسِع: انه سُبْحَانَهُ أفرد الْفِعْل المتضمن لهَذِهِ الشَّهَادَة لصادرة مِنْهُ وَمن مَلَائكَته وَمِنْهُم وَلم يعْطف شَهَادَتهم بِفعل آخر غير شَهَادَته وَهَذَا يدل على شدَّة ارتباط شَهَادَتهم بِشَهَادَتِهِ فَكَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ شهد لنَفسِهِ بِالتَّوْحِيدِ على السنتهم وانطقهم بِهَذِهِ الشَّهَادَة فَكَانَ هُوَ الشَّاهِد بهَا لنَفسِهِ إِقَامَة وإنطاقاً وتعليما وهم الشاهدون بهَا لَهُ إِقْرَارا واعترافاً وَتَصْدِيقًا وإيمانا الْعَاشِر: انه سُبْحَانَهُ جعلهم مؤدين لحقه عِنْد عباده بِهَذِهِ الشَّهَادَة فَإِذا ادوها فقد ادوا الْحق الْمَشْهُود بِهِ فَثَبت الْحق الْمَشْهُود بِهِ فَوَجَبَ على الْخلق الاقرار بِهِ وَكَانَ ذَلِك غَايَة سعادتهم فِي معاشهم ومعادهم وكل من ناله الْهدى بِشَهَادَتِهِم واقر بِهَذَا الْحق بِسَبَب شَهَادَتهم فَلهم من الاجر مثل اجره وَهَذَا فضل عَظِيم لَا يدرى قدره الا الله وَكَذَلِكَ كل من شهد بهَا عَن شَهَادَتهم فَلهم من الاجر مثل اجره ايضا --------------- 1 الذخيرة: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى: 684هـ) المحقق: جزء 1، 8، 13: محمد حجي جزء 2، 6: سعيد أعراب جزء 3 - 5، 7، 9 - 12: محمد بو خبزة, دار الغرب الإسلامي- بيروت, الطبعة الأولى، 1994 م, عدد الأجزاء: 14 (13 ومجلد للفهارس) جـ 1 صـ 41 2 مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) دار الكتب العلمية - بيروت عدد الأجزاء: 2, جـ 1 صـ 48 - 49 مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي, دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م عدد الأجزاء: 3, جـ3 صـ 438 - 439 |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
مرحباً بطالب العلم.. مكانة العلم والعلماء في الإسلام | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 4 | 05-04-2015 04:44 AM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|