مما خطه قلمي "نصائح متنوعة" ( متجدد)

[صاحب القرآن]

طريقة للحفاظ على ماتم حفظه من القرآن الكريم وعدم نسيانه مطلقا ....

.

============================== ==============

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وبعد : سأروي لكم القصة كاملا ... ومنها تستخرجوا العبر ...
كثير منا حفظ وأتقن الحفظ حتى أصبح حفظه لسورة كذا حفظا متقنا بمعنى لا أخطاء ....

تفاجئ بأنه يقول لك : نسيت ما أحفظ ... لا أتذكر ما حفظته .... أنا أحفظ وأنسى فما الفائدة من أن أحفظ .. فأنا لا أحفظ لأنسى بل أحفظ لأحفظ لا لأنسى ...

بناء على تجربتي الشخصية أعطيك الطريق وأسأل الله العظيم أن يوفقني وإياكم على سلوكه من أجل المحافظة على ماتم حفظه وإتقانه والعمل والعلم بما فيه .....

بداية أذكركم بأنني كنت قد حفظت بحمد الله كتاب الله وأنا أبلغ من العمر 16 سنة .. ، وكان حفظي بمثابة إدخال فقط للآيات وكان في الإجازة الصيفية مدة شهرين بمعدل 10 ص يوميا .. ، كنت قد حفظت وفي نفس اليوم أو في اليوم الموالي له أكون قد نسيت .. ولم أراجعه ... إذن نسيت ... ولم أحفظ سوى " اسم " ... ، ، أصبح عمري 17 سنة والتحقت بدورة جديدة " تثبيت 10 أجزاء " كنا نراعي بها رؤوس الصفحات وذيولها والأرباع .. الخ ، وكان في الإجازة الصيفية أيضا مدة شهرين لكن كان بواقع 5 ص يوميا ... ، وهذه قد خرجت منها بحمد الله بأنني قد حفظت واعتبرت نفسي حافظا .. ، انتهيت من العطلة وأنا على مقدرة على التسميع مما أحفظه من الفاتحة حتى التوبة ... ونسيت هذه المرة وكان السبب هو انشغالي بدراسة التوجيهي ، فنسيت وقد أحبطت ووصلت من اليأس ماوصلت إليه ... حتى بتُ أقول في نفسي مسيئا الظن في ربي .. أنا لا أستحق أن أكون من الحافظين ، لهذا كلما أحفظ أنسى ، أنا لايمكن أن أحفظ ، وكل هذا فقط مكر من الشيطان ...
خلصني ربي من هذه المعضلة بالتحاقي في هذا المنتدى الكريم " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " .. كنت من باب الفضول كي أحيي الأمل الذي قد عدم لدي في شأن القرآن الكريم ، فأردت أن أستمع لمحاضرة د . يحيى الغوثاني الذي كانت باسم وسائل إبداعية لحفظ القرآن الكريم .. وهي التي أوصلتني للمنتدى .. وجدت أناسا يكتبون القرآن الكريم ويتم تصحيح الإجابة لهم فمن باب الفضول كنت قد قلت ان كان بإمكاني الانضمام وأن أشارككم في حفظكم أم أن التسجيل قد انتهى ... ، شاركت في تلك الحلقة والتي كان لها أثرا جليا في إتقان أول 4 أجزاء بنسبة قد وصلت إلى 100 % دون مبالغة .. ،
وهذا الشيء لم أصل له أبدا بيوم وليلة .. فقد وصلت تلاوتي ومراجعتي لسورة البقرة وحدها فوق ال 500 مرة ...
وقد وصل استماعي لها وحدها بشكل يومي متتالي لمدة أسبوعين .. حتى بت أحفظ النغم الصوتي التي يقرأ به الشيخ ياسر الدوسري ....
أول مرة كانت أخطائي فظيعة وكثيرة ... ثاني مرة قلت ، ثالث مرة قلت .. بعدا منها قلت كثيرا ... حتى عدمت الأخطاء ... ولكن كل تلاوة جديدة غيبا ترى بأنك اكتشفت أمرا جديدا ، فهمت شيئا جديدا ، أتقنت وانتبهت لأمرا لم تنتبه له ...
فتثبيت الحفظ بظني يحتاج إلى مداومة وتكرار دائم وعدم انقطاع ....
حافظت على هذا الحفظ مدة دامت أشهر .. في أي لحظة دون أن أحتاج إلى أن أطلب المراجعة أكن جاهزا ... والسبب بسيط جدا :
كنت دائما وأبدا أول ما أستيقظ من أولوياتي .. : تلاوة جزئين غيبا ... حدرا ..... وكان فقط يأخذ 40 د ..
وكنت في يوم ما أو أكثر قد قرأت ال 4 أجزاء دفعة واحدة في غضون ساعة فقط .. هي تأخذ ساعة وثلث في الطبيعي لكنها أخذت ساعة فقط بسبب سرعة التلاوة سرا حدرا ..
فأرى من وجهة نظري إن أردت أن تحافظ على محفوظك فتعاهده بأن تقرأه في أول يومك وأن لا تأخذ الصفحة أكثر من 1 د .. هي تأخذ من 40 ث إلى 60 ث .. بناء على تجربة سابقة ..
بعدا منها :: أقل لكم بأنني وصلت بحمد الله في تلك الأجزاء ال 4 إلى حفظ متقن جدا خالي من الأخطاء ولم أكن أحلم يوما أن أصل إلى ما وصلت إليه ، جزا الله من كان له سبب في ذلك خير جزاء وجعل الفردوس الأعلى ورضوانه من نصيبه يارب .. ...
التهيت باختبارات الجامعة التي طالت مايقارب شهرا وأهملت الحفظ ... فتراجع الحفظ وضعف المحفوظ ... ونزلت النسبة حتى أصبح المحفوظ لايتجاوز نسبته 80 % ...
ولو تركته مدة أطول لقل الحفظ أكثر .. ولتبخر وكأني لم أراه يوما ....
أنت أردت الحفظ فعليك أن تعرف بأن الحفظ كي لاتنساه معنى الكلام لاتترك وردك اليومي على الأقل جزءان 40 د ... يمكنك توفير ساعة يوميا ل 3 أجزاء .. ولا أظن بأن ساعة كثيرة على أن تحافظ على حفظك ..
لأنك ان لم توفر تلك الساعة فتكلفك في المستقبل ساعات لكي تسترجع ما حفظته بعد أن يفوت الأوان ...
كنت قد أكملت في الحلقة وأنهيت الأنعام ومعظم الأعراف ... وتوقفت بسبب استبدالي له بالتسميع الشفوي على شيخي الشيخ مصطفى أبوبكر حفظه الله وجزاه عني خير الجزاء
وقد بدأت من جديد معه .. وجزاه الله خيرا لا يجعلني أنتقل لصفحة جديدة دون أن يتأكد من أن حفظي لها جيدا .. فقد رجعت أكثر من مرة في أكثر من صفحة بسبب الحفظ ليس جيدا ..
انتهيت بحمد الله من تلاوة حتى منتصف سورة هود غيبا ... ولا أشعر بأنني أحفظ سوى ما كنت أكرره يوميا ألا وهو سورة البقرة ومنتصف آل عمران وما دونه قد تبخر ..
السبب : إهمال ... كسل ... انشغال بدراسة ع حساب القرآن ...
اذن الأسباب باتت واضحة ... أنت أردت أن تحفظ لابد أن تعمل ...
توقفك عن العمل لأي سبب كان .. معنى الكلام أنك ستنسى ما حفظته بسبب الإهمال ...
التسميع الكتابي لا يقل فائدة عن التسميع الشفوي فما تكتبه بيدك يثبت في الذهن وهذا عن تجربة ...
استماعك لتلاوة شيخ ما بشكل متتابع ومتتالي مدة أسبوع مثلا يوميا بتركيز عال ... أقرب مايكون إلى أنك ستقرأ الآيات دون أن تشعر بأنك تقرأها ... .. لهذا ليس من العجب أن تسمع أن أناسا يحفظ عددا لابأس به من الأغاني
السبب بسيط : كل يوم يسمع تلك الأغنية لأنه متعلق قلبه بها حتى بات يحفظ كل كلماتها .. وشتان شتان بين الكلام الفارغ وبين كلام الله عزوجل ...
==============================
الخلاصة باختصار :
===========
1 - ان كنت تريد حفظا متقنا وأن لاتنسى ما تحفظ فاقرأ ما تحفظ ولاتنسى أن تمر على كل ماتحفظه في غضون أسبوعين على الأكثر ..
2- لاتيأس من حفظك الأول لكتاب الله وتوهم نفسك بأفكار خاطئة بأنك لم تحفظ فما هذا إلا بداية الطريق .. فقد أنهيت حفظ كتاب الله مرتين وها أنا بالثالثة ولا أشعر أنني أحفظ ..
3 - تذكر دوما أنك بما أنك تحفظ كلام الله فأنت تريد العمل بما فيه .. بمعنى بسيط : الذنب سيكون له تأثيرا على حفظك .. وتأكد دوما أذنبت ذنبا نسيت جزءا مما تحفظ ..
4 - وحدك لن تستطيع أن تكمل مشوارك في حفظك كتاب الله ... فالنفس لاتطيق وتتحمل ذلك .. والشيطان من السهل أن يغلبك فهو يعرف كل أمرك وأنت ضعيف مالم تستعن بالله ... فاجعل لك من يشد عضدك ويرفع همتك كأخ لك تنافسه في كتاب الله ...

5 - لاتيأس من نسيانك ماحفظت بل تأكد أنك قد خطوت خطوة للأمام .. عد واحفظ من جديد ما نسيت .. وعندما تصل إلى أنك حفظت الصفحة 500 مرة .. حينها بعد أن تتعاهد أنك قد قرأت تلك الصفحة كل أسبوعين مرة واحدة مهما كانت الظروف والأحوال .. حينها راجعني إن كنت قد نسيت ماتحفظ ..

=======================
وفقكم الله وإيانا وجعل القرآن العظيم حجة لنا لاعلينا .. وأكرمنا وإياكم تثبيته في قلوبنا والعلم والعمل بما فيه وأن يكون لنا طريقا منيرا في الدنيا ومؤنسا في القبر وشفيعا يوم الحساب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته