للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قيام الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: أهلا بكم في الدرس الخامس من دروس سلسلة [تثبيت الأقدام في أرض الإسلام], وما زِلنا في نتكلم عن قيام الحجة الإلهية على الخلق وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران: 182] تكلمنا في الدرس الأول عن الغيب وطاقة الإنسان في أدراك ما حوله, وتكلمنا عن الوسيلة الشرعية لكي تجعلنا نتصل بالغيب, فما سواها دجل وكذب وإختلاق, فالله عز وجل خلق الإنسان الأول آدم عليه الصلاة والسلام ومسح على ظهره فأخرج ذريته فأشهدهم على أنفسهم أنه الرَّب المعبود, ثم خلقهم على الفطرة السوية التي تقبل الحق بسهولة, وخلق للإنسان العقل والحواس والتي بها يدرك ما حوله, فكل ما في الحياة من السماء وبناءها وما فيها من أجرام ضخمة والجبال وضخامتها وصلابتها والبحار واتساعها واليابسة وسهولة العيش عليها لشاهد على عظيم قدرة الله عز وجل ثم أرسل الرُّسُل وأنزل عليهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه, اختار أنبياءه من بين ملايين البشر فأصطفاهم, وهؤلاء الأنبياء يتمتعون باخلاق رفيعة تجعلهم القدوة الحسنة لمن أراد أن يتخذ إلى ربه سبيلاً, وأيدهم بالمعجزات الدَّالة على كمال قدرة الله وعلى صدقهم في دعوتهم فالفطرة حجة لله في خلقه والخلق حجة لله في خلقه والرسل حجة لله في خلقه ومعجزاتهم حجة لله في خلقه وكمال الشريعة حجة لله في خلقه فليس للإنسان من عذر بعد هذا قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ[الأنعام: 149] فقد جاء عن أبي ذر رضي الله عنه[1]: ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً وبعد هذا رُسلَهُ قد أَرسَلا ... لهم وبالحق الكِتاب أنزلا لكي بذا العهد يذكروهم ... وينذروهم ويحذروهم كي لا يكون حُجَّةٌ للناسِ بَل ... لله أعلى حُجَّةٍ عزَّ وجَل ○ ولكمال عدله سبحانه قال: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء: 15] فالله عزَّ وجَّل لا يُعذِّب أحداً إلا بعد الإنذار, فقد أرسل لكل أمة رسول, قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر: 24] الإنسان ظالم لنفسه قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس: 44] مثال على ذلك: نجد الكثير الآن ممن كفر بالرُّسُل أو لم ينصاع لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم, هو نفسه يريد النجاة يوم القيامة, هو نفسه يطمع بعفو الله ورحمته وإدخاله جنته. وهو هو إن تعرض لمرض بسيط آلمه في جسده يذهب فيبحث ويتحرى عن أحسن الأطباء ولو كان ثمن أجرتهم غالٍ فيبحث ويسأل ويستفسر ثد يذهب إليه فيطيعه في كل ما يقوله وربما لو قال له لا تنزل من البيت شهراً, قال له سمعاً وطاعةً وهذا حصل معي شخصياً, يقوم بذلك كله ليقينه أن الطبيب هو العارف بالأمراض وأسبابها وطرق علاجها وهو الذي يملك الدواء المناسب ويعلم يقينا أن طاعته فيما أمر هو السبيل الوحيد للشفاء من ذلك المرض, يعرف كل ذلك بفطرته فما باله عندما يتعلق الأمر بالدين يعصي الأنبياء الذي هم حملة الشريعة الذي فيها الحلول المناسبة لكل المشاكل التي يتعرض لها الإنسان, وربما يوقن بذلك, وفيها الشفاء كما قال تعالى قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا [الإسراء: 82] ما هذا التناقض الفاضح!!! إن هذا التناقض لدليل على الخلل الذي وقع فيه ذلك الشخص والشق الأول منه دليل على أن هذا الشخص ليس له عُذُر, لأنه عاقل يفكر والدليل حادثة المرض والطبيب. حالة ثانية:تجد مثلاً من يريد أن يعمل في أي عمل يريده يذهب أولا الى تعلم أساسياته وربما بل أكيد يتوسع في التعلم ليزداد خبرة لكي يتفوق بين أقرانه وعندما تأتِ للدين تراه يصلي كما علمه أبوه أو كما رآى وسمع فلاناً يقول ولم يفتح ولو كُتيِّباً واحداً ليتعلم الصلاة الصحيحة, مع علمه بقول النبي صلى الله عليه وسلم[2]: صلوا كما رأيتموني أصلي. فهل هناك من عُذر؟ ومع ذلك فالله غفور رحيم بخلقه حليم لا يُعاجلهم بالعقوبة, فالله عزَّ وجل يرسل الدعاة لنصح الأمة وأمر بالتعلم ونَشْرِ العلم والنصيحة بل إن الدين كله نصيحة كما قال[3] الخليل صلوات ربي وسلامه عليه ----- 1 أبي ذر رضي الله عنه: مُسنَد الإمام أحمد(21689)(21770)(21771) صحيح 2 مالك بن الحويرث: صحيح البخاري(7246), قال الإمام البخاري: صحيح 3 تميم الداري: صحيح مسلم(55), قال الإمام مسلم: صحيح ○ الأبيات من منظومة سلم الوصول الى على الأصول للشيخ خافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحجة, الرسل, الكتب, بإرسال, وإنزال, قيام |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
بحث رائع بعنوان الحاجة إلى الرسل | مصطفى طالب مصطفى | عقيدة أهل السنة والجماعة | 1 | 12-10-2016 08:30 PM |
الرد على شبهة : هل الرب عجز عن حفظ الكتب السماوية السابقة ؟ | صاحب القرآن | المنتدى الإسلامي العام | 0 | 05-16-2016 02:37 AM |
دعاء اسفتاح صلاة قيام الليل | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 10-30-2015 05:04 PM |
شروح صوتية لمجموعة من الكتب في شتى العلون الشرعية | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 8 | 05-03-2015 06:48 PM |
لماذا خضعت الكتب السابقة للتحريف والقرآن حفظه الله؟ | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 05-03-2015 03:44 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|