إذا كان الله غفر لآدم لماذا لم يعيده للجنة
بسم الله الرحمن الحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: يعترض النصارى - ومن وافقهم في الطعن بالإسلام - على حادثة عصيان أبينا آدم ﷺ لله عز وجل بأكله مما حرَّم الله عليه، وآدم عليه الصلاة والسلام هو أبو البشر ومن مادَّة البشر فهو يُصيب ويُخطىء وينسى ويغفل وممكن أن يصدق بالباطل إن عُرضَ له بطريقة ملتوية، وكما قال الرسول ﷺ إنما أنا بشر وقد أقضي بحو ما أسمع،،،، والله عزَّ وجلَّ أسكن آدم وحواء الجنة وأباح لهم جميع الطيبات إلا الأكل من شجرة معيَّنة حرمها عليهم ابتلاءً وامتحاناً منه سبحانه لهما ولتكون سنة الله في خلقه الذي لم يخلقهم إلا لعبادته ﷻ وكان قد حذرَّهم من إبليس اللعين وأنه سوف يخرجهما من الجنة لعيظه من آدم إذ كان قد تكبر عن السجود لآدم وفق قياسه الفاسد بأه خير منه ! لذلك فإبليس اللعين حاول بشتَّى الطُرُق إغواء أبوينا فأغراهم فلم يفلح فاتخذ حيلة خبيثة مستغلاً شدة إيمان آدم بالله عز وجلَّ فأقسم له بالله أنه ناصحٌ له ولزوجه، فما كان من آدم بطيبة قلبه إلا أن غفل عن أمر الله فصدقه فيما يقول وعصى آدم فغوى ، فمضى حكم الله فيهما فأخرجهما إلى الأرض التي خلقهما لها. بيد أن آدم عليه الصلاة والسلام سرعات ما تدارك الخطأ وأعلن التوبة والندم لله عز وجل فما كان من الرحمن الرحيم إلا أن غفر له ذلته : ثم اجتباهربه فتاب عليه وهدى ولكن ومع مغفرة الله لآدم ﷺ لم يرجعه إلى الجنة التي كان فيها قبل الخطيئة وهنا مكمن اعتراض النصارى، فهم يفترضون أن التوبة تستلزم الرجوع، وقد قام أحدهم بمغالطة فقال: السجين إن حكمت عليه المحكمة بالبراءة فسوف تُطلِق سراحه إذ لا معنى للحكم إن بقي في السجن ! لذلك فطالما الله غفر لآدم ولم يعده للجنة فإنه ليس للمغفرة أي اعتبار ! وبما أننا لسنا في الجنة إذا لم يغفر الله لآدم ﷺ ! وهذه المغالطة مبنية على مقدم، ونتيجة: المقدمة ا أن المغفرة والتوبة تستلزم الرجوع إلى الجنة ، والنتيجة هي أن عدم الرجوع يعني عدم وجدان المغفرة. وقد دلل بمثال على المقدمة بذكر السجين والحاكم، ولكن هذا المثل لا ينطبق على قصة آدم عليه الصلاة والسلام ، أولا هناك فرق بين المسامحة والمغفرة والحكم بالبراءة فالحكم بالبراءة يستلزم اطلاق السراح لأن الحبس وجد لوجود الإدانه وطالما انتفت الادانة ثار الحبس ظلماً أما التوبة والمسامة لا تستلزم اعادة آدم للجنة إلا إذا نُصَّ على ذلك، فممكن أن يسامحه على زلته التي بدرت منه ولا يعيده للجنة هنا وجد العقاب على الفعل والغضب على الفاعل والمغفرة ازالت الثاني لا الأول وممكن تزيل الأول إذا نص على ذلك أو أراد ذلك الله عز وجل ثانيا لا قياس بين المثال المطروح والحادثة الإسلامية وذلك لتباين أحداثها ففي الإسلام أن الأساس هو أن آدم خلق للأرض وما الحياة في الجنة إلا مرحلة طارئة عاشها لتكتمل سنة الله في خلقه من الابتلاء والامتحان وعداوة ابليس وكيف يكون سببا للشقاء والبعد عن الله وغيرها من السنن أما في المثال المذكور فإن الحرية أو اطلاق السراء هو الأساس والحبس كان طارىءً فقكيق يقاس ما هو طارىء على ما هو أساس فالجنة طارئة والأرض أساس والحرية الأساس والسجن طارىء فإذا كان حكم البراءة يلغي الطارىء وهو الحبس فإن التوبة لا تثبت الطارىء وهو الجنة ! لو كانت الجنة هي الأساس والله أخرجهم كعقاب على فعلتهم ثم تاب عليه لقلنا قد يعيده للجنة كما أن الحرية الى الأساس والمتهم انحبس على فعلته التي اتهم بها ثم تبينت براءته فأخرجه من السجن لكن القصة الإسلامية على نقيض ذلك بل المثال الذي طرحه النصارى ينطبق على اعتقادهم هم فدليلهم المذكور ينقلب عليهم لأنهم يعتقدون أن ادم خلق ليحيا في الجنة للأبد فالطرد كان طارىء لذلك فبما أن ادم لم يعد للجنة فانه لم يحدث مغفرة لذلك فاعتقادهم قائم على أن اللهلم يغفر لآدم ولكن المشكلة عندهم هي أن ابن الإله نزل وتجسد في بشر واضطهد وقتل وصلب كفارة لتلك الخطيئة ومع ذلك لم نعد للجنة ! فإن كانت التوبة لا توجب زوال العقاب فإن الكفارة مع العقاب ظلم عظيم ! وذلك أن التوبة على الذنب المقترف لا علاقة لها بالعقاب أما الكفارة فليست على الذنب بل على العقاب نفسه
__________________
[align=center] [/align]
|