![قديم](images/statusicon/post_old.gif)
07-21-2016, 09:12 PM
|
![الصورة الرمزية مصطفى طالب مصطفى](image.php?u=1&dateline=1476162239) |
الإدارة
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
|
|
رد: مدخل إلى منهج التأصيل العقدي. د.سعود العريفي
كما يلزم الإعراض عن المصادر غير الشرعية, ورد المناهج البدعية, يجب أن يُعلم أن الميل بمصادر العقيدة الصحيحة المعتمدة شرعاً عن طريقة السلف في فهمها والإستدلال بها يعطل شرعيتها, ويدخل المائل بها في دائرة الابتداع.
ومن الآفات التي أدخلها أصحاب المناهج البدعية على مصادر العقيدة الشرعية:
1- التأويل الإصطلاحي: الذي أحدثه المتكلمون[1], وهو صرف ألفاظ القرآن والسنة عن ظواهرهما المتبادرة إلى الذهن بحسب اللسان العربي, إلى معانٍ مرجوحة; لمجرد معارضاتٍ عقلية وهمية غير صريحة, وقد أفضى هذا التأويل إلى تحريف كثير من معاني الوحي, وفتح باب التأويل الباطني لكل العقائد[2].
2- الميل بدلالات السنة النبوية: إما بقبول ما لم يصح كما هو فاشٍ عند المتصوفة[3] والشيعة, أو برد ما صح من الأخبار بحجة عدم إفادة أخبار الآحاد اليقين, كما هو منهج المتكلمين عامة[4].
3- الميل بالدلالات العقلية: إما بتسليط العقل الوهمي على الوحي, وجعله حاكماً عليه مصححاً له, ما يفضي إلى عطيل حقيقة وظيفة الرسالة, وإما بتعطيل الدلالات العقلية الصريحة وتجاهلها, وإهمال ما زخر به القرآن منها[5], والنظر إلى دلالاته على أنها سمعية مجردة تؤخذ على قاعدة التسليم, فلا يخاطب بها غير المؤمن بالرسالة.
4- عدم توثيق الإجماعات: والتساهل في حكايتها دون مستند, في مسائل عقدية لا يُتصور خفاؤها مع عموم الحاجة إليها.
وبعد فهذه لمحات موجزة عن منهج التأصيل العقدي عند أهل السنة والجماعة, نرجو أن تكون قد صورت للقارىء الكريم معالم ذلك المنهج الرباني النبوي, ونبهت على ضرورة العناية بهذا النوع من الدراسات المنهجية النقدية, وأن التصحيح العقدي في المنهج سابق لأي تقرير واستدلال, وأن النقد العقدي المنصف المتجرد من صلب منهاج النبوة, وأنه الضمانة بإذن الله لخروج الأمة الإسلامية من آفة التفرق والخلاف العقدي, والله أعلم, وصلى الله على نبيا محمد وآله وصحبه.
--------------------------
1 هم كل من يقرر العقائد على خلاف منهج السلف معتمداً على العقل المجرد مصدراً أساسياً مقدماً على الوحي, وأشهر فرقهم الجهمية والمعتزلة والأشعرية.
2 انظر: الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام بن تيمية ضمن مجموع الفتاوى 3/ 29-30.
3 من أظهر الأمثلة على ذلك كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي; فالأحاديث الضعيفة والموضوعة والتي لا أصل لها تشكل إحدى المواد الأساسية للكتاب.
4 انظر: الكفاية في علوم الرواية للخطيب البغدادي صـ 432
5 راجع في هذا " الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد", رسالة ماجستير لكاتب هذا المقال
تنبيه: يمكنك تحميلها من هذا الرابط : http://goo.gl/bBTc3W
__________________
[align=center] [/align]
|