للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
الحوار مع منكري السنة ومن أنكر بعض التشريعات الإسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لماذا البخاري ؟ - المقدمة.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم المقدمة لماذا البخاري؟ فلماذا يُطعن في شخص أو منهج البخاري فقط من أجل إسقاط حديث مذكور عند غيره وصححه غيره؟
بل يتهم البعض أحيانا الإمام البخاري بوضع الحديث (تأليفه)، رغم أنه لم يذكر عنده فقط، ورواه آخرون قبله وبعده بأسانيد ليس فيها البخاري .. فلماذا البخاري؟ ودائمًا تكون هذه الطريقة عقبة كئود في طريق إزالة التشويش ودفع الخلط, وهي عدم تصريح مثير الشبهة أو صاحب الفكرة المختلطة بالسبب الحقيقي أو برؤيته الحقيقية الواضحة، فالتفافه وتدليسه يطيل طريق النقاش، ويفتح آلاف النقاشات تدور كلها من بعيد حول مصدر الإشكال ولا تعالجه; لأنه أخفاه من البداية، وتناقض في طرحه، إما بقصد التدليس وإنهاك المخالف، تم التشويش على المتابع; لتعقيد البسيط وإظهار أن الخلاف على الأقل يعد خلافًا كبيرًا، وأن ما يقوله هو كلام مُعتبر لا يمكن الرد عليه بسهولة، أو يكون هذا التناقض ناتجًا عن وقوع الطارح نفسه في الخلط وعدم وضوح الصورة لديه، فهو يتكلم ويكتب ويقول دون أن يُرتب أفكاره هو أولًا ودون أن يفرق بين القدمات والنتائج، ودون أن يدرس مآلات أطروحاته قبل أن ينشرها. إن اللجوء إلى الخلط من أنجح الوسائل التي تمكنك من اتهام المخالف بالخلط والتعميم، فهو- فيما يبدو- يهاجم البخاري ومنهجية تصحيحه للأحاديث، ويقول: أنا لا أهاجم السنة, إنما أهاجم البخاري. هل البخاري هو السنة؟! أتعلقون سنة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم بشخص واحد؟! ما لكم كيف تحكمون؟ كيف تكذبون علي وتقولون أنني أهاجم السنة أو هدمها؟ أليس هذا ما يُقال؟ إن مثل هذا كمن ينتقد - مثلا- سفينة صُمِّمَتْ على قانون الطفو لأرشميدس (بمعامل أمان عال)، يؤكد أن كل حسابات هذه السفينة خاطئة, والقواعد التي صممت عليها وهمية وستغرق حتمًا، ثم يدعي أنه لا ينتقد بذلك قانون الطفو، وأنه لا يقول أن كافة السفن التي صممت بناءً على هذه القواعد (بمعامل أمان أقل) ستغرق، أنا أتحدث عن هذه السفينة فقط، وفي هذا احتقار لأبسط قواعد العقل والمنطق، وإن ادعى أنَّه نصير العقل وحامي هماه. إن القول بأن (إسقاط منهج البخاري في التصحيح والتضعيف يكافىء إسقاط السنة)، ليس نابعًا من تعصب للبخاري، أو من تعليق سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلها برجل واحد يصيب ويخطى كما يزعم هؤلاء، ولكنه نابع من أن نفس الآلية التي استخدمها البخاري بدقة وتشديد عالٍ جدًا هي نفس الآلية التي امتخدمها كافة رجال الحديث بدقة وتشديد أقل منه، فإسقاط منهجيته الحديثية إسقاط لعلم الحديث بالضرورة; ولذلك هم الذين يختارون البخاري للهجوم، وليس المدافع هو الذي يختاره للدفاع، المدافع عن البخاري لديه سبب وجيه جدًا وواضح ومبني على أسس في تفضيله للبخاري على غيره، وإن كان لا يقصر في الدفاع عن غيره إن كان الهجوم عليهم بغير حق، أما الطارح فهو الذي ينبغي أن يجيب لماذا يتركز هجومه على البخاري دون غيره، طالما أن هدفه فعلا ليس إسقاط الأدق كي يسقط بالضرورة كل ما هو أدنى منه .. هل لا توجد نفس هذه الأحاديث التي تشغله وغيرها في الكتب الأخرى؟! الإجابة واضحة. إذن فالتفرقة بينه وبين من ينكر السنة كلها, أو من ينكر قواعد علم الحديث كلها وما ينبني عليها من تصحيح وتضعيف وقبول ورد, هي تفرقة شَكلية غير حقيقية، هذا لمن يماجم منهج البخاري في الحديث جملة. أما من يهاجم أحاديث بعينها لإشكال يراه في معناها, فهذا مشكلته أنه يزعم أن المشكلة مع البخاري، ويعطي للخلاف صورة تخالف حقيقته; لأن الكثير من هذه المعاني التي يرفضها عقله ليست موجودة فقط في البخاري ومسلم, بل في كثير من كتب السنة، وقد يثبت أنها موجودة في بعض آيات القرآن الكريم وهو لا يدري، أو يدري ويخفي لغاية في نفسه، في النهاية ينبغي التفرقة بين من مشكلته في منهج المحدثين (صَرَّحَ بذلك أو لم يصرح) وبين من مشكلته في معان يرفضها سواء وردت في البخاري أو غيره، بل وفي القرآن الكريم قبل ذلك .. وسأناقش النوعين في الصفحات القادمة بإذن الله. عندما يجيب المهتمون عن كتير من مسائل اتهام البخاري برواية الضعيف أو بوضع الأحاديث، أو يبين آراء المحدثين فيه مدحًا ونقدًا، ويبين أكذوبة أن علماء السنة يصفونه بالعصمة ولا يراجعونه، أو يبين كيف وصل البخاري بينهم إلى هذه المكانة، وكيف أن هذا حدت بعد وفاته بعقود وقرون بعرض منهجه وكتابه على أصول العلم وقواعده، وظهور مدى التزامه به وتحققها في رواياته، عندما يحدث كل ذلك يجيب أكثر هؤلاء بمعنى واحد: (مساكين هؤلاء، يجيبون علينا ويدافعون عن البخاري بقواعد نرفضها أصلًا). وهذا حدت معي شخصيًا، وهذا يدل على مدى بؤس الكثير من هؤلاء الذين يضيعون وقتهم ووقتنا بطرح المشكلة في غير صورتها، قل لي أن مشكلة في المنهج كله، وليس في حديث أو اثنين أو عشرة، وليس في محدث أو اثنين أو عشرة، أو كتاب أو اثنين أو عشرة، عدم تصريحك برؤيتك للمشكلة يضيع وقت الجميع. وقبل أن تنخدع أخي القارىء مرة أخرى وتظن أن هذه مشكلته الحقيقية، فاعلم أنه وهو يحاول هدم منهج المحدثين سيستدل لك بأحاديث نقلها نفس المحدثين بنفس الطريقة التي يذمها، منها الصحيح الذي يحرف هو معناه، ومنها ما هو ضعيف, بل منها ما هو موضوع (مُختلق) أصلًا، أي غير معترف به حتى في هذا المنهج الضعيف اللاعلمي في وجهة نظره, ولكنه يقبله ويقول به رغم عدم تقديمه آلية بديلة أكثر علمية من علم الحديث تثبت صحته. إن القرآنيين أنفسهم منكري السنة المجاهرين بإنكار السنة، تجدهم يستدلون بأحاديث منها ذلك الحديث الموضوع المكذوب: (ما جائكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فأنا قلته، وما خالف فلم أقله)[1]. كما يستدل بعضهم بأحاديث النهي عن التدوين المجتزأة كما سيأتي. ستجد من يقول لا أقر سوى الأحاديث المتواترة فقط, أما الآحاد فلا. وسيأتي في السطور والصفحات القادمة توضيح موجز لهذه المصطلحات. ومع ذلك ينكر معان جاءت بها الأحاديث المتواترة؟ كنعيم القبر وعذابه، وتحريم الخمر، ويقر معان جاءت في أحاديث الآحاد صحيحة وغير صحيحة, ستجده في نفس المواطن التي يهزأ فيها بأحاديث البخاري التي لا تخدم فكرته، يستدل بأحاديث من نفس الكتاب يراها تنفعه, كما أن استدلاله بالأحاديث الضعيفة لا ينتهي، لا سيما التي تخدم أفكاره المنحرفة، والتي تكون عادة حول التساهل بين الرجال والنساء وترك الحجاب، وما شابه. وأكرر: يكون هذه الاستدلال بتلك الأحاديث دون تقديم آلية بديلة أكثر علمية من علم الحديث تثبت صحتها. وبعد ما بينت قدرًا من هذا التداخل والخلط في الأطروحات المنتشرة هذه الأيام، أو بمعنى أدق: المعاد نشرها وانتشارها هذه الآيام; لأن الكثير منها يعود لعقود، وربما قرون مضت, أستهدف في السطور القادمة تفكيك بعض هذه المسائل وايضاح محتواها ومآلاتها، ومهم جدًا أن تعلم جيدا أن الذي سيقوم بهذه المهمة انها هو (مسلم عامي غير متخصص في العلوم الشرعية)، اضطره صمت الكثير من المتخصصين أو انشغالهم فيما هو أقل أهمية أو اكتفاؤهم بالتعليقات العامة المستهزئة بما يُطرح وحسب، اضطره كل ذلك للقيام بمحاولة ذاتية للاطلاع والمعرفة من أجل نفسه من الدرجة الأول كمسلم يبتغي الوصول للحق، نسأل الله الإخلاص والصدق والتوفيق. ولأن المؤمنين إخوة والتناصح فرض، فقرر أن يجعل ما وصل إليه متاحًا للجميع، طلبًا لنصيحة القارى والتكامل معه قبل أن يكون نُصحًا للقارىء, مهم جدًا أن تعلم ذلك. فأنت لا ينتظرك في الصفحات المقبلة كتاب علمي محض، أو بحث أكاديمي يمكن محاكمته أو محاكمة كاتبه للقواعد المثلى للعلم الشرعي والتصنيف فيه، إنني أقول وأكرر دائما: إن اضطرار مثلي للقيام بنشر مثل هذا العمل، والمجهود الذاتي، هو علامة على أننا نعيش محنة حقيقية, محنة تخلي المتخصصين عن مهامهم, في وقت أصبحت الأمة وشبابها في أمس الحاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى، ولكن لا يمكن أن يكون الحل هو الاستسلام لهذا الواقع المظلم تحت شعار أن الكلام يكون للمتخصصين فقط، فإذا صمتوا انتظرناهم إلى يوم الدين، فليقم كل منا بالدور المتاح بالطبع دون أن يتجاوز قدره, وليتكلم في حدود ما يعلم، مهما كانت تلك الحدود ضئيلة، وأنَّه هو الكريم الرحيم القادر على جعل فَسيلته بستانا لا يدري إلى أي مدى وإلى أي جيل يمتد نفعه. سعيت في اعداد هذا الكتاب لمناقشة العديد من الأسئلة التي يطرحها الواقع، ومناقشة عدد من الشبهات التي تصلني كأي مسلم عادي يحتك بالمجتمع بكافة أطيافه وأفكار أبنائه، وحاولت أن يكون ذلك بأسلوب محتصر ومرتب ومفيد، وبعيد عن التعقيد الذي يحول بين الكثير منا وبين الاطلاع على هذه المسائل, سائلًا الله عز وجل أنن يرزقنا الإخلاص والصواب والقَبول، وأن يجنبنا محبطات العمل وأسباب الزلل. معتز عبد الرحمن 11 محرم 1437 هـ 24 أكتوبر 2015 م ------------------- [1] بحث كتابة السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية للدكتور أحمد عمر هاشم. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لماذا البخاري, منكري السنة, القرآنيين |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
خدمة سفراء الدعوة المقدمة عبر مركز الحوار | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 1 | 12-09-2017 04:24 PM |
التطور والبرازخ الحقيقية..المقدمة | مصطفى طالب مصطفى | نقد نظرية التطور | 0 | 10-31-2016 04:39 AM |
صحيح الإمام البخاري وشروحاته ومختصراته والرسائل والكتب التي ألفت حوله | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 01-09-2016 04:33 AM |
[سنة] قراءة لكتاب صحيح البخاري بصوت رائع جدا | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 06-15-2015 02:34 AM |
ورع الإمام البخاري صاحب صحيح الجامع في الحكم على الرجال علم - الجرح والتعديل | مصطفى طالب مصطفى | الحديث الشريف وعلومه | 0 | 06-02-2015 08:40 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|