للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الشفاعة حقيقتها وأركانها
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: فإن من أعظم المسائل والتي عليها مدار الدين هي الشفاعة, الشفاعة التي هي رحمة من الله عزَّ وجلَّ بخلقه, الشفاعة التي ضلَّ عن حقيقتها أقوام وزلَّت فيها أقلام وأفهام, تلك الشفاعة التي أنكرها أقوام فردوا نصوص الكتاب والسُنَّة, وغلا فيها أقوام فطلبوها من غير بابها فضلُّوا وأضلُّوا, لذلك وجب علينا أن نُبَيِّن الحق الذي نعتقده والله الموفق وعلى الله قصد السبيل. الشفاعة من الدين اعلموا إخواني أن الشفاعة من الدين لدلالة نصوص الكِتاب والسُنَّة عليها ومن أنكرها فقد اتبع ما تشابه من القُرآن قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء: 28] قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة: 254] وقال تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 48] وقال تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 123] فعمد أقوام إلى هذه الآيات الكريمات ففهموها على غير مُراد الله عزَّ وجلَّ, فضلوا عن الهدى المستقيم بقصد أو بدون قصد, ولكن هذه الآيات لا تنفي مُطلَق الشفاعة بل تنفي الشفاعة مُطلَقاً, وذلك أن الشفاعة تنفع في حالات ولا تنفع في حالات, فهناك شفاعة مُثبتة وشفاعة منفية, ولمعرفة ذلك عليها معرفة أركان الشفاعة أركان الشفاعة الثلاث وذلك بعد استقراء آيات الكتاب الحكيم وجد علمائنا الكِرام أنَّ الشفاعة لها ثلاثة أركان إن تحققت كانت الشفاعة معتبرة عند الله عز وجل, وإن اختل ركن من تلك الأركان كانت الشفعة محض أوهام لا وجود لها, وتلك التي قال الله تعالى في أصحابها أنَّه ليس لهم شفاعة! فأول ركن من أركان الشفاعة إذن الله عزَّ وجلَّ وذلك أن الله هو الحق وهو العلي الكبير وهو الرب مالك يوم الدين, فلا بُدَّ لأي أمر يحصل في الوجود أن يخرج عن إذنه سبحانه وتعالى, والركن الثاني هو رضى الله عزَّ وجَلَّ عن الشَّافِع, والشافع هو الرجل الذي سيشفع بين يدي الله عز وجل لرجل آخر ليجلب له منفعة, أو يدفع عنه مضرَّة, أي هو الواسطة يتوسط له عند الله عز وجل, والركن الثالث رضى الله عن المشفوع له. قال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26] وقال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ: 38] قال: لا إله إلا الله وفي السُنَّة قول النبي صلى الله عليه وسلم[2]: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصاً من قلبه، أو نفسه وقال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا [طه: 109] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: فإن من أعظم المسائل والتي عليها مدار الدين هي الشفاعة, الشفاعة التي هي رحمة من الله عزَّ وجلَّ بخلقه, الشفاعة التي ضلَّ عن حقيقتها أقوام وزلَّت فيها أقلام وأفهام, تلك الشفاعة التي أنكرها أقوام فردوا نصوص الكتاب والسُنَّة, وغلا فيها أقوام فطلبوها من غير بابها فضلُّوا وأضلُّوا, لذلك وجب علينا أن نُبَيِّن الحق الذي نعتقده والله الموفق وعلى الله قصد السبيل. الشفاعة من الدين اعلموا إخواني أن الشفاعة من الدين لدلالة نصوص الكِتاب والسُنَّة عليها ومن أنكرها فقد اتبع ما تشابه من القُرآن قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة: 254] وقال تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 48] وقال تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 123] فعمد أقوام إلى هذه الآيات الكريمات ففهموها على غير مُراد الله عزَّ وجلَّ, فضلوا عن الهدى المستقيم بقصد أو بدون قصد, ولكن هذه الآيات لا تنفي مُطلَق الشفاعة بل تنفي الشفاعة مُطلَقاً, وذلك أن الشفاعة تنفع في حالات ولا تنفع في حالات, فهناك شفاعة مُثبتة وشفاعة منفية, ولمعرفة ذلك عليها معرفة أركان الشفاعة أركان الشفاعة الثلاث وذلك بعد استقراء آيات الكتاب الحكيم وجد علمائنا الكِرام أنَّ الشفاعة لها ثلاثة أركان إن تحققت كانت الشفاعة معتبرة عند الله عز وجل, وإن اختل ركن من تلك الأركان كانت الشفعة محض أوهام لا وجود لها, وتلك التي قال الله تعالى في أصحابها أنَّه ليس لهم شفاعة! فأول ركن من أركان الشفاعة هو رضى الله عزَّ وجَلَّ عن الشَّافِع: والشافع هو الرجل الذي سيشفع بين يدي الله عز وجل لرجل آخر ليجلب له منفعة, أو يدفع عنه مضرَّة, أي هو الواسطة يتوسط له عند الله عز وجل قال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26] وقال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ: 38] وقال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا [طه: 109] وقال تعالى: إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر: 7] فلا يقبل الله من أحد يوم القيامة أن يتكلم بالشفاعة إلا من رضي له قولاً وقال صواباً وعمل صالحاً في الدنيا وكان من المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[1]: إِنَّ اللَّعَّانين لا يكونون شهداءَ ولا شفعاءَ، يومَ القيامةِ والرُّكن الثاني من أركان الشفاعة هو رضى الله عزَّ وجلَّ عن المشفوع له: لذلك فالكُفار ليس لهم شفاعة ولا حَظُّ في الآخرة قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء: 28] قال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26] قال تعالى: وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف: 86] وفي السُنَّة قول النبي صلى الله عليه وسلم[2]: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصاً من قلبه، أو نفسه وقد قال أن الشافع لا يشفع إلا للمؤمن: لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا [مريم: 87] وأما الكُفار فليس لهم شفاعة لأنه: لَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ [الزمر: 7] لذلك قال تعالى بعد أن ذكر قول الكُفار وإقرارهم على أنفسهم في النار: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر: 48] وقال: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ [الشعراء: 100] فأثبت الشفاعة ونفاها عنهم, فتأمل! وقال تعالى: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18] وقد وَضَّح الله للمؤمنين معالم الدين فقال: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة: 113] لذلك قال تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 80] فها هو إبراهيم على جلاله قدره, فهو خليل الرحمن ومع ذلك لم يشفه لوالده الذي مات كافراً ففي بادئ الأمر قال له: قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يوسف: 98] وقد اعتذر الله لإبراهيم الخليل عن هذا الصنيع فقال: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة: 114] وفي السُنَّة قال النبي صلى الله عليه وسلم[3]: يلقى إبراهيمُ أباه آزرَ يومَ القيامةِ ، وعلى وجه آزرَ قتَرةٌ وغبَرةٌ ، فيقول له إبراهيمُ : ألم أقُلْ لك لا تعصِني ، فيقول أبوه : فاليومَ لا أَعصيك ، فيقول إبراهيمُ : يا ربِّ إنك وعدتَني أن لا تُخزيَني يومَ يُبعثون ، فأيُّ خزيٍ أخزى من أبي الأبعدُ ؟ فيقول اللهُ تعالى : إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين ، ثم يقال : يا إبراهيمُ ، ما تحت رجلَيك ؟ فينظر ، فإذا هو بذِيخٍ مُتلطِّخٍ ، فيؤخذُ بقوائمِه فيُلقَى في النَّارِ وقد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم اللهَ تعالى أن يستغفر لأُمِّه فلم يُوذن له[4], وقد كان في أوَّل الدعوة يُنذِر أقرب قريب ويقول له لا أُغنِ عنك من الله شيئاً[5] فقد قام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ أَنَزَلَ اللهُ: وأنذر عشيرتك الأقربين قال : يا معشرَ قريشٍ، أو كلمةً نحوها، اشتروا أنفسَكم، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا، يا بني عبدِ منافٍ، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا، يا عباسُ ابنُ عبدِ المطلبِ، لا أُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا، ويا صفيةُ عمةَ رسولِ اللهِ، لا أُغْنِي عنكِ مِن اللهِ شيئًا، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، سَلِيني ما شِئْتِ مِن مالي، لا أُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا. والرُّكن الثالث من أركان الشفاعة وهو الأعظم إذ أنَّه متعلق بالله عز وجل وهو الإذن: فمن كمال ألوهية الله عز وجل وربوبيته أنَّه لا يحدث شيئ في الكون إلا بإذن منه سُبحانه جلَّ ذِكرُه, قال تعالى: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الزمر: 44] قُل معي: لله الشفاعة جميعاً : ) وقال تعالى في أعظم آية في القرآن الكريم: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255] وقال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26] وقال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ: 38] وقال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا [طه: 109] وقال تعالى: وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [سبأ: 23] تَمَنِّي الشفاعة قد تجد أخي الكريم أنَّ الكثير من البشر قد اغترَّ بالشفاعة حتى قال بعضهم: وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [الشعراء: 138] والناظر اليوم إلى حال النصارى مثلاً يجد مصداق ذلك إذ أنَّهم دائما يتغنون بالشفاعة حتى ركبوا المحرمات صغيرها وكبيرها فعلى حسب إيمانهم ان المسيح عليه الصلاة والسلام قال كما في إنجيل يوحنا: Jn-11-25: قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا. وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى: Jn1-2-1: يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار نعم, المسيح يشفع ولكن ليس معنى ذلك أن تفعل المحرمات جميعها ثم تتمسك بالشفاعة فهل تعتقد أنَّ الله يقبل الشفاعة هكذا... ونرى من عُبَّاد القبور العجب العجاب إذ يستشفعون مِمَن يعتقدون أنَّهم أولياء وقد يكونون كذلك ويطلبون منهم وقد يعتقدون أنَّ لهم تصرف في الكون!! فنقول لهم نعم هؤلاء صالحون: ملائكة, أنبياء, رجال صالحين, علماء ربَّانيين, وسلَّمنا جَدلاً أنَّكُم أهل للشفاعة فها رُكنين قد تحققا بقي الركن الثالث فعل عندكم من سلطان في أن الله اذن لكم بهذه الشفاعة؟ قلت: آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ [يونس: 59] لذلك فعلى المؤمن التَقي أن يطلب الشفاعة من الله عز وجل فهو مالكها, فيطلب منه أن يرزقه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ويعمل بموجبها قال تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ: 22] فهذه المعبودات التي اتخذها البشر وسائط بينهم وبين الله عزَّ وجل رجاء أن تقربهم من الله وتشفع لهم عنده وتحقق لهم مكاسبهم الدنيوية ما هي إلا ظنون يظنونها لا وجود لها إذ لا إله إلا الله نعم, قد تكون صالحة في ذاتها كالملائكة والأنبياء, ولكن للشفاعة شروط وأركان وليس كما يتمنَّى الظالمون الشافعون يوم القيامة وقد ثبت في القرآن والسُنَّة أن هناك شُفعاء يوم القيامة: فالأنبياء يشفعون والصالحون يشفعون والعمل الصالح يشفع والقرآن يشفع فلا يقبل الله من أحد يوم القيامة أن يتكلم بالشفاعة إلا من رضي له قولاً وقال صواباً وعمل صالحاً في الدنيا وكان من المؤمنين قال تعالى: إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[1]: إِنَّ اللَّعَّانين لا يكونون شهداءَ ولا شفعاءَ، يومَ القيامةِ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقد خَصَّ الله نبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بشفاعات لا يُشاركه بها غيره حيث قال تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ [البقرة: 253] وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعدد ما خصَّه الله تعالى به[6]: وأُعطِيتُ الشفاعةَ ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أنَّه قال[7]:لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ . فتعَجَّلَ كلُّ نبيٍّ دعوتَه. وإنِّي اخْتَبأْتُ دَعوتي شفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامةِ. فهي نائلةٌ، إن شاءَ اللهُ، من مات من أُمَّتي لا يُشركُ باللهِ شيئًا وهذا ما سنتكلم عنه في مواضيع أخرى إن شاء الله تعالى, فتابعونا ... -------- 1 أبو الدرداء وزيد بن أسلم رضي الله عنهما: صحيح مسلم (2598) 2 أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه: صحيح البخاري (99) (6570) 3 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري (3350) (4769) 4 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم (976): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذنتُ ربِّي أن أستغفرَ لأمِّي فلم يأذنْ لي . واستأذنتُه أن أزورَ قبرَها فأذِن لي 5 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري (2753) (4771) 6 جابر بن عبد الله رضي الله عنه: صحيح البخاري (335) (438) صحيح مسلم (521) 7 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري (6304) صحيح مسلم (199) واللفظ له |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أركان, الشفاعة, شفاعة النبي |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|