ما الفرق بين الكذاب والمتهم بالكذب عند المحدثين ؟

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

قد يقول قائل: الكذاب هو مُتهم بالكذب والمتَّهم بالكذب هو الكذاب فلو أنه لم يكن كذاب لما أُتُهم بالكذب، وقد يقول قائل آخر: الكذاب ثبتت الكذبة عليه والمتهم بالكذب هو شخص مُدَّعى عليه ممكن يكون كذاب وممكن لا وهو بريئ لأن المتهم بريئ ما لم تثبت إدانته ^__^

لكن الصحيح أن نقول: لفظ "كذاب" ولفظ "متهم بالكذب" هي مصطلحات يستعملها أهل الحديث، وبالتالي لمعرفة معاني هذه المصطلحات يجب الرجوع إلى علماء الحديث.

يعني مثلا: قرأت في أحد المحلات، هذا براد حديث من إيطاليا

فلو كان معك صحفي هل يفهم كلمة حديث على أنه كلام بين شخصين أو أكثر؟

كلا، فلو فهمها هكذا لقال: جزا الله خيرا صاحب المحل يحذرنا من هذا البراد ويقول عنه مجرد كلام وقصده لا تصدقوا الشعارات البراقة!!!

وبالتالي فإن علماء الحديث عليهم رحمة الله تعالى يطلقون مصطلح "كذاب" على من ثبت كذبه على حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ولو تاب فإن روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تُقبل زجرًا له ولأمثاله فقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم - لفظًا - حُرمة الكذب عليه.

ويطلقون مصطلح "المتهم بالكذب" ويريدون به من جُرِّب عليه الكذب في حديث الناس ولم يُجَّرب عليه الكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فمحتمل تسوء حالته ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك العلماء احترزوا من حديثه، وهذا أحد أسباب الطعن بالراوي ورَدِّ حديثه, لأن من شروط الحديث الصحيح الخمس "العدالة" أي: الديانة والأمانة.


فعلمنا أنهم يوردون هذه المصطلحات ويريدون بها معنًى خاصًا.


ومن ثمرات هذا لتقسيم الإصطلاحي معرفة مدى حرص الأئمة على حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لأن عندنا عقيدة في رواية الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي حُرمَة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم.