من صام "يوم الشك" إحتياطاً فليفطر

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فالحمد لله الذي وهدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وأسأل الله الكريم جل وعلا أن يوفقنا ويمد بأعمارنا لنصوم هذا الشهر الكريم , وأن تكون يا صاحب هذا الحساب وزوارنا الكرام من عتقاء الرحمن الرحيم
فكل عام وأنتم بخير
وبعد :
فحديثنا اليوم عن صيام يوم الشك , فما هو هذا اليوم ولماذا نتكلم عنه
يوم الشك هو يوم لا يدري الإنسان فيه هل هو أول أيام رمضان أم لا ويكون يوم الثلاثون من شعبان
لماذا هو يوم الشك ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في البخاري ومسلم : الشهر تسع وعشرون ليلة ...
فإذا كان الشهر 29 فإن يوم ال 30 يكون اول ايام رمضان
فماذا يفعل بعض الناس ؟
يقوم بصيام اليوم 30 احتياطاً إذ لم تثبت الرؤية الشرعية للهلال
وهو قد احسن النية ولكن كما تعلمون جميعاً
الإسلام = نية + اتباع
فيقول هذا الأخ أنا أصوم يوم ال 30 فإن كان أول أيام رمضان ربحت صيام رمضان وإن لم يكن أول أيام رمضان فأنا لم أخسر شيئاً فيكون كصيام التطوع
نقول أن هذا الأخ وقع بمحذورين
الأول : قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه مسلم : لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه.
وهو قدم صيام رمضان بصيام يوم قبله
والثاني : قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم : الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين.
فالواجب على المسلمين إن لم يروا هلال رمضان ليلة ال 29 أن يفطروا يوم ال 30 ويكون إكمالا لعدة شعبان ثلاثين وبذلك يتحقق الإتباع الأكمل للنبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك قال ابن عمر لمن قال إني صائم يوم الشك كما في البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم : من صام اليوم الذي يشك به الناس فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
وذهب إلى التحريم المالكية ، والشافعية ، واختاره ابن المنذر ، وابن حزم ، والصنعاني
قال ابن المنذر : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أ، يتعجل شهر رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فيأتي ذلك على صومه .
قال ابن حزم : ولا يجوز صوم يوم الشك الذي في آهر شعبان , ولا صيام اليوم الذي قبل يوم الشك المذكور إلا من صادف يوماً كان يصومه فيصومهما حينئذ للوجه الذي كان يصومهما له لا لأنه يوم الشك , ولا خوفاً من أن يكون من رمضان.
قال الصنعاني : يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير الهلال في ليلة بغيم ساتر أو نحوه فيجوز كونه من رمضان وكونه من شعبان , والحديث وما في معناه يدل على تحريم صومه , وإليه ذهب الشافعي واختلف الصحابة في ذلك منهم من قال بجواز صومه , ومنهم من منع منه وعده عصيانا لأبي القاسم والأدلة مع المحرمين.
وإنما وقع الإختلاف بينهم لعدم سماع بعض الصحابة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم او لم يبلغهم التحريم والله اعلم