الدرس الأول من دروس الحديث في كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الأول من دروس الحديث في كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار

تجد في هذا الدرس:

1- فضائل وفوائد وآداب الذكر والدعاء
2- شروط استجابة الدعاء

تحميل الدرس: صوت: مباشر , فيديو : مباشر .
تحميل التفريغ: WORD , PDF .

مشاهدة على اليوتيوب

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على رسول الله سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..

فمرحبًا بكم أيها الإخوة المؤمنون وأيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدورة العلمية الثانية.

وهذا هو الدرس الأول من دروس الحديث من كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار.

وفي هذا الدرس نتعرف سويا على شيء من فضائل وفوائد وآداب الذكر والدعاء وشروط استجابة الدعاء.

فمن فضائل الذكر أن الذي يذكر ربه يكون ممتثلا لأمره سبحانه .

قال الله سبحانه وتعالى : وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً [الأعراف : 205]

والذكر أفضل من الدنيا وما فيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ".

والذكر سبب من أسباب مغفرة الذنوب . فإذا أردت أن يغفر الله لك ذنبك فعليك بذكر الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ".

والذكر عمل يسير وأجره عظيم لما رواه سعد بن أبي وقاص قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة ؟ " فقال رجل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة يارسول الله ؟ قال " يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة " .

كذلك بذكر الله سبحانه تغرس لك نخلة في الجنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ".

وللذكر فوائد كثيرة ، منها ..

١- أنه يطرد الشيطان .
٢- ويرضي الله سبحانه وتعالى .
٣- وأنه يجلب الرزق .
٤- وأنه ينجي من عذاب الله تعالى يوم القيامة .

وللذكر والدعاء آداب ينبغي للذاكر والداعي أن يتأدب بها. ومن هذه الآداب أنه يستحب استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى عند الذكر وذلك لقول الله تعالى : ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج : 32]

وإنه يستحب كذلك أن تبتدئ دعاءك بالثناء على الله سبحانه وتعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : " عجل هذا " ، ثم دعاه صلى الله عليه وسلم فقال له :" إذا صلى أحدكم ( أي إذا دعا أحدكم ) فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز" ( أي فليبدأ بتعظيم الله سبحانه وتعالى والثناء عليه ثم يصلي على النبي ثم يدعو بعده بما شاء) .

كذلك يستحب أن تدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسك في الدعاء وذلك لأن الله عز وجل قال : وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد : 19]

كذلك يستحب الإلحاح في الدعاء وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على قوم أو دعا لجلب خير كان يدعو ثلاثا . ومن هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل أن يدعو الله أن ينزل المطر قال " اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا " ثلاثا.

كذلك يستحب عند الدعاء رفع اليدين واستقبال القبلة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا " ( أي خائبتين لا شيء فيهما ).

وقد حث الله سبحانه وتعالى عباده على الدعاء فقال سبحانه : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة : 186] ،
وقال سبحانه : ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً [الأعراف : 55] أي في الخفاء.

واعلموا أيها الإخوة والأخوات أن للدعاء شروطا يجب أن تتوفر لكي يستجيب الله عز وجل للداعي . هذه الشروط أربعة ..

الأول : الإخلاص .

ومعنى الإخلاص أن يكون الدعاء لله وحده لا رياء فيه ، أن تقصد بالدعاء وجه الله سبحانه وتعالى ..
قال سبحانه : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة : 5] فمن دعا الله وهو يريد غير وجه الله سبحانه كأن يريد مثلا أن يثني الناس عليه فإن الله لا يستجيب له.

الشرط الثاني : المتابعة للرسول .. فلا يدعو بشيء فيه معصية أو مخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأن النبي قال " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي مردود عليه.

الشرط الثالث : الثقة بالله مع العزم و اليقين بالإجابة ..
بعض الناس اذا دعوا الله سبحانه لا يثقون في إجابة الله لهم وذلك من أسباب عدم استجابة الله لهم . والدليل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " أي ما لم يدع بمعصية أو قطيعة رحم.
وقال صلى الله عليه وسلم " ما لم يستعجل " قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال "يقول قد دعوت فلم أر الله يستجيب لي. فيستحسر عند ذلك" أي ينقطع عند ذلك .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له سبحانه وتعالى". فالله عز وجل لا أحد يكرهه فالله يفعل ما يشاء سبحانه فإذا دعوت الله فادع دعاء عازم مستيقن ..
عازم في الدعاء مستيقن للإجابة.

الشرط الرابع : حضور القلب مع الرغبة فيما عند الله سبحانه

وتعالى فالذي يدعو ربه بقلب لاهٍ لا يشعر بما يقول فالله عز وجل لا يستجيب له . والدليل
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ ".

• أسئلة الدرس :

السؤال الأول : اذكر فضلين من فضائل الذكر.

السؤال الثاني : اذكر أدبين مما يستحب عند الدعاء والذكر.

السؤال الثالث : ما الدليل على أن دعاء الغافل اللاهي لا يستجاب؟

هذا وصلى الله وسلم وبارك على مُحَمَّد.

[مصطفى طالب مصطفى]

https://www.youtube.com/watch?v=BKb-...ature=youtu.be