الحلقة الثانية - ثبت رجلك - للكون إله

[مصطفى طالب مصطفى]

برنامج ثبت رجلك الموسم الأول

للأخ مسلم عبد الله

جميع الحلقات برنامج ثبت رجلك الموسم الأول

الحلقة الثانية: للكون إله

(word) (pdf) (mp3) (mp4) (soundcloud) (youtube)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النهاردة هنبدأ مع بعض أول حلقة جديّة في العلم؛ هنتكلم عن إثبات الوجود الإلهي.
مبدئيًا لازم نعرف أن إثبات الوجود الإلهي له أدله أكثر من أن تُحصى، لكنْ علماؤنا جمعوا الأدلة دي كلها في أربعة تصنيفات أساسيه: الأدلة الفطرية، والحسية، والعقلية، والشرعية.
مش هنتكلم عنها دي الوقتي؛ لأن منهجنا في برنامجنا أن احنا بنخاطب العقل، لما نتكلم عن الأدلة الفطرية هنتكلم عن دليلين بسرعة، لأن احنا مش عايزين نفصّل فيها كتير.
الدليل الأول: إحساس الكل أن فيه قوة عُليا متحكّمة فيه، ازاي؟
هل إنت فعلًا إنت اللي متحكم في كل حاجة في حياتك؟ مفيش إنسان عاقل في العالم يقول إن فعلًا أنا اه اللي متحكم في كل حياتي، ولو اتحدتني في كدة بص على أي شعرة في ظهر إيدك وغيّر لونها دلوقتي!
تاني دليل في الأدلة الفطرية: حاجة بحب أسميها (علم الرضيع)؛ الطفل أول ما بيتولد مبيكونش فيه أي وسيلة للتعلم، لكن بنلاقي إن هو أول ما بيتولد بيكون عنده معلومات معيّنة، على أساسها يقدر يكمّل حياته؛ أول حاجة بيعرف أن التقام ثدي الأم بتبقى حاجة كويسة ليه، وإن عالأساس دا هيتغذى. تاني حاجة: بيعرف آليه الامتصاص، المص دي حاجة مينفعش أصلًا ولد يتولد من غير ما يكون متعلّمها، لو جيت تفكر في آلية المص هتلاقيها صعبة شوية على الأطفال؛ الطفل بيحتاج إن هو يضم الشفتين ويستخدم اللسان والفكين لتفريغ الهوا وسحب اللبن من ثدي الأم، فدي هتعمله مشكلة كبيرة إنه مش متعود على كدا، لكن العجيب إن احنا بنلاقي الطفل أول ما بيتولد بيكون عنده القدرة دي!، فيا ترى اتعلمها من مين؟!
تاني حاجة من تصنيفات الأدلة: هي الأدلة الحسية؛ فيه بعض الأشياء اللي من خلالها بنحس فعلًا بالوجود الإلهي؛ زي مثلًا استجابة الدعاء، كام واحد فينا كان محتاج حاجة بجد ومكنش عارف يوصلها ازاي، ودعا ولقى الأسباب اتيسرت؟!
على النقيض بنلاقي إن فيه دليل تاني اسمه: نقض العزائم؛ ممكن يكون فيه حاجة إنت عاوزها فعلًا، وواخد كل الوسائل ومرتّب كل الأمور علشان توصلها، وفى نفس الوقت متحصلش! مين اللي تدخل في الحالة دي ونقض عزيمتك؟ وفى الحالة التانية استجاب دعاءك؟!
طبعًا الدليلين دول في الأدلة الحسية، دول اللي احنا بنستخدمهم كتير، وبنحس بيهم كتير، لكن كمان فيه عندنا أدلة تانية من الأدلة الحسية، اللي هي معجزات الأنبياء؛ طبعًا ممكن منتكلمش عليها دلوقتي لأن مفيش أنبياء دلوقتي موجودين، لكن اللي كانوا موجودين أيام الأنبياء وشافوا المعجزات الحسية دي وحصلت قدامهم، دا بيُعتبر دليل بالنسبالهم.
هنتكلم دلوقتى عن الادله العقليه
بالنسبه للأدله العقليه الادله العقليه كتير جدا لكن هناخد بعضها بترتيب معين علشان نفهمها
أول حاجة معانا في الأدلة العقلية: دليل الإيجاد؛ يعنى إيه؟ يعني ببساطة كل حاجة مكانتش موجودة وبقت موجودة لازم يكون فيه حد نقلها من العدم للوجود.
مكنش فيه هنا الشجرة دي، مين اللي أوجدها؟ يا جماعة الكتاب دا مكنش معمول مين اللي طبعه؟ بكدا نعرف إن كل حاجة مكانتش موجودة وبقت موجودة لازم يكون فيه حد هو اللي أوجدها، الموجد دا بنفسه إما أن يكون هو نفسه كان في العدم وأصبح له وجود فيحتاج هو كمان حد يوجده، واللي أوجدوا دا هيكون في العدم وكان محتاج لحد يوجده، واللي كان أوجده دا كان في العدم وكان محتاج لحد يوجده..
أو إن احنا هنوصل لواحد له الوجود الدائم، هو ممرش عليه حاله العدم عشان يحتاج لحد يُوجدخ، وهو دا صاحب الوجود الأول، هو دا الإله.
طيب في هنا اعتراض بيتوجه لنا، بيقول لنا: لا كل حاجة موجودة دلوقتي بدأت من الانفجار الكبير الـ( (big bang، هنقول: إن دا مش صحيح؛ الانفجار الكبير ببساطة هو طريقة الوجود مش سبب الوجود، بمعنى لما يكون عندي شوية خشب ومسامير وبعض الأدوات اللي بيستخدمها النجار، مقدرش أقول أن هي من نفسها كدا هتعمل الترابيزة، لكن لازم يكون فيه شخص هيستخدم الأدوات مع الخشب بآلية معينه علشان يوصل في الآخر إن هو يدّيلنا الترابيزة، كذلك بالنسبة للكون؛ مينفعش إني أقول إن آليه الكون اللي هي الانفجار الكبير هي سبب الكون. طبيعي لا، مين اللي سبَّب السبب دا؟ مين اللي وضع هذه الآلية؟ مين اللي استخدم الآلية دي عشان يعمل الكون؟!
هو دا اللي احنا بنتكلم عنه. احنا مش بنسأل كيف أوجد الكون؟ احنا بنسأل من أوجد الكون؟
طيب هنفترض أن الوجود دا نتج عشوائيًا زي ما بعض الناس بتدّعي، هل الوجود العشوائي بيكون منظّم زي محنا شايفين؟ الوجود كله قائم على النظام، اعترف بيه كل العلماء في كل المجالات، لدرجة أن العلوم البشرية كلها قائمة على المعادلات اللي العلماء بيكتشفوها. المعادلات دي هي اللي بُني بيها الكون.
مثلًا لما المريض بيروح للطبيب بيقولوا إن الأعراض دي نتيجة عن الفيروس الفلاني، والفيروس دا يتعالج بطريقه الدواء الفلانية، بالمواد الفلانية، الخطوات دي خطوات علمية، لو كان الكون نتج عشوائيًا مكنش هيبقى فيه النظام دا ما بين السبب ونتيجته. دا دليل إن الكون كله قائم على معادلات بيكتشفها العلم البشري مع الوقت، وبيعترف بيها كل علماء الكونيات فيما يسمى بالقوانين الكونية.
طيب يعني الوجود أوجد من عدم واتنظم، طيب مين اللي أوجده ومين اللي نظّمه؟ مين اللي خرجّه من حالة العشوائية للنظام اللي احنا قائمين عليه؟!
الدليل الثالث في الأدلة العقلية: دليل اسمه الإحياء؛ يعنى إيه دليل الإحياء؟
ببساطة جدًا امسك حتة خشبة وبذرة، وقولي: إيه الفرق ما بينهم؟ الفرق الطبيعي إنك إنت لو الإثنين دفنتهم في التراب فالمتوقع أن البذرة هي اللي تنبت، والخشبة ما بتنبتش. طيب ليه؟ مين اللي وضع في البذرة خاصية الحياة والإحياء، ومين اللي نزعها عن الخشبة دي؟!
ببساطة لازم يكون فيه حد صاحب تمييز وإدراك ميّز البذرة دي بخاصية الإحياء عن الخشبة.
طبعا موضوع الإحياء دا فيه قاصمة لأدعياء التطوّر اللي بيقولوا إن كل الكائنات الحية تطورت من بعض.
طيب هنفترض معاكم الأمر دا، مين اللي جعل الخلية الأولى دي كائن حي بعد ما كانت المفروض بحسب كلامكم ميتة؟؟ العلماء قالوا إن دا مستحيل من الناحية الكيميائية، ومن الناحية الرياضية.
رابع دليل من الأدلة العقلية: هي مسألة التكاثر، لو جينا نتكلم عن الخلية الأولى اللي هم بيقولوا إنها نشأت بالصدفة، طيب لو كانت نشأت بالصدفة ورُزقت خاصية الحياة بالصدفة، مين اللي وضع فيها خاصية التكاثر، إن هي تبتدئ تنقسم علشان نوعها يستمر لحد ما يحصل التطور؟ الحاجه دي مقدروش يردوا عليها.
الدليل الخامس: هو دليل التنوع؛ تنوع الكائنات الحية.
أي كائن حي عشان يتطور من نوع لنوع أكثر تعقيدًا بيحتاج إن (DNA) بتاعه الأحماض النووية بتاعته يضيف عليها معلومات، مين اللي بيضيف المعلومات دي؟ متقوليش إن الكائن الحي دا اللي يا دوب مدرك وجوده هيقدر يضيف معلومات في نواة خليته علشان يبقى كائن جديد!
الخلاصة إن دي بعض الأدلة اللي من خلالها نقدر نثبت يقينًا أن فيه إله، أو فيه كائن أعلى هو اللي بيقدر يحدد لنا مين وفين وامتى وليه..
الموضوع مش بإيدينا، الموضوع مش أرضيه بس، الموضوع خارج عن النطاق الكوني، الموضوع لازم من وجود قوه عليا أو كائن أعلى، الكائن دا هو اللي متحكم في حياتنا، هو اللي بيضيفلنا المعلومات، هو اللي أوجدنا وأحكم الكون، وهو اللي أحيانا ورزقنا موهبة التكاثر ورزقنا موهبة التنوع.
في النهاية متنساش تتابع البرنامج كل مرة، وتعمل لايك للفيديو وسبسكرايب للقناة، وتتابعنا على صفحة (قناة البينة) على الفيس بوك وعلى صفحة (على بصيرة).