الحلقة الثامنة - ثبت رجلك - قل صدق الله فاتبعوا

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

برنامج ثبت رجلك الموسم الأول


للأخ مسلم عبد الله

جميع الحلقات برنامج ثبت رجلك الموسم الأول

الحلقة الخامسة: الوحي وأدلة الدين الصحيح

(word) (pdf) (mp3) (mp4) (soundcloud) (youtube)

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد ما خلصنا في برنامجنا من أول إثبات الوجود الإلهي لإثبات وحي القرآن، أقدر بكل أريحية النهاردة أبدأ وأقولكم: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أهلًا وسهلًا ومرحبًا بيكم في حلقة جديدة من برنامجكم (ثبت رجلك).
أظن كفاية عليكم أوي الحلقتين اللي فاتوا اللي كانوا طوال جدًا، وتكلمنا فيهم بالتفصيل عن إثبات وحي القرآن والرد على كل من يزعم أنه يأتي مثل القرآن، وأثبتنا تحدي القرآن وإعجاز القرآن اللغوي والعلمي.
ومن هنا النهاردة إن شاء الله هتبقى الحلقة بسيطة وصغيرة إن شاء الله، وبرضو هنبني على الحلقة اللي فاتت زي ما تعودنا إن احنا في كل حلقة بنبني على اللي اقتنعنا بيه وأثبتناه الحلقة اللي قبلها.
فبما إننا أثبتنا وحي القرآن تعالوا النهاردة نتكلم أي وحي سواء القرآن أو غيره من الرسالات الإلهية، أي وحي يتضمن إيه؟
الوحي يا جماعة بيتضمن ثلاث حاجات:
1- التعريف بالإله.
2- أوامر الإله.
3- أخبار غيبية يخبرنا بها الإله.
رقم (1): التعريف بالإله؛ طبيعي لأن زي ما أرسل لنا رسالة، لازم يعرّفنا أكتر عن نفسه، مش بس هيكتفي باللي إحنا وصلنا له بالعقل.
رقم (2): وهي الأوامر؛ الطريقة اللي نوصل بيها للإله، الطريقة أو المنهج، منهج الحياة اللي الإله عاوزنا نسير فيه عشان نوصله.
رقم (3) الأخبار؛ الأخبار الغيبية اللي الإله بيقول فيها الطاعة، لو أطعتوني نتيجتها كذا، والمعصية ولو عصيتوني نتيجتها كذا.
تعالوا الأول النهاردة يا جماعة نتكلم عن الأخبار الغيبية.
الأخبار الغيبية، يعني إيه؟ يعنى خبر جايلك بالسماع، إنت ما تقدرش توصله بالحواس الخمسة، عشان كدا هو غيب، لكن لو دخل في الحواس الخمسة يبقى علم مشاهد.
مثلًا الغيب بالنسبة لي إيه؟ اللي بيحصل ورا الحيطة، أو إيه اللي بيحصل ورايا، الحاجات دي أنا لا أقدر أسمعها ولا أشوفها ولا أمسكها ولا أشمها ولا أدوقها، فبناء عليه تبقى بالنسبة لي غيب، لكن الغيب دا بالنسبة للآخرين ميبقاش غيب، ممكن يكون مشاهد، يعني اللي قاعد في الأوضة اللي ورا الحيطة دي بالنسبة له اللي بيحصل فيها مش غيب، اللي قاعد قدامي اللي بيحصل ورايا بالنسبة له مش غيب، فده اسمه الغيب النسبي، يعني غيب بالنسبة للبعض ومشاهد بالنسبة للآخرين.
لكن دا ما ينفيش إن فيه حاجة اسمها الغيب المطلق، يعني حاجة تغيب عن إدراكنا كلنا، وطريقة معرفتنا بيها هي الأخبار الصادقة بس، وعشان تعرفوا أكتر عن العلاقة بين العقل والعلم والدين يا ريت ترجعوا لأول حلقة تكلمنا فيها عن علاقة العقل بالعلم بالدين.
طيب يا جماعة بالنسبة للغيب النسبي، الغيب النسبي أنا معرفوش، ومش واقع في إدراكي بالحواس الخمسة، طريقة معرفتي بيه هي طريقة الخبر، حد تاني يشوف الموضوع دا يشوف الواقعة دي وييجي يحكيهالي، مثلًا أنا معاكم دلوقتي بصور ومشفتش اللي في الشارع، لو حد طلع وقال لي أن فيه حادثة في الشارع مثلًا، صدق الخبر بالنسبة لي معتمد على 3 شروط:
1- علم اللي بيتكلم؛ يعني مينفعش واحد معايا قاعد في نفس الأوضة ويجي ويقول والله دا فيه حادثة تحت، أول حاجة هسألهاله: طب وإنت إيش عرفك؟؟
2- صدقه؛ يعنى لو حد جايلي من تحت دلوقتى بيقول لي أن فيه حادثة تحت، اه إنت ممكن توصلها بالعلم، لكن هل إنت صادق ولا لاء؟ ده الشرط التاني.
3- الشرط التالت يا جماعه هو: إرادة المخبر للخير؛ هو عايز يفيدني بالمعلومة دي هيقولهالي صادقة ومن غير لف ودوران.
يعني الخلاصة يا جماعة إن فيه تلان صفات محتاج إني أتأكد من وجودهم في المخبر عشان أصدق كلامه؛ العلم، الصدق، إرادة الخير.
طيب دا بالنسبة للأخبار اللي بالنسبة لنا أخبار حياتية عادية، طيب بالنسبة للأخبار الدينية اللي تكلمنا فيها من شوية، اللي هي الأخبار الغيبية اللي جايالي في الوحي علشان أصدقها لازم أتأكد من تلات أمور: العلم والصدق وإرادة الخير من المخبر.
طيب هو مين المخبر في الوحي؟ الإله، صح يبقى علشان أصدق الخبر اللي جايلي في الوحي لازم أتأكد من علم وصدق وإرادة الخير من الإله، وعشان نوصل لتفصيل ده يا ريت ترجعوا لحلقة (الكمال المطلق) اللي فيها تفصيل الكلام عن إثبات الكمال المطلق للإله عز وجل.
طيب بعد ما تأكدنا إن الإله عز وجل يتصف بكمال العلم، كمال الصدق، كمال الهداية، بناء عليه يبقى الأخبار الغيبية اللي وردت في الرسالات الإلهية اللي هي الوحي لازم نصدقها ونسلم بيها، ليه؟ لأنها جاءت عن مخبِر عليم صادق هادي، طيب يا جماعة بالنسبة لنا الأخبار الغيبية دي ممكن تكون مقبولة عقلًا ومتصوّرة، وممكن تكون صعب تصوّرها.
يعني مثلًا تعال نتكلم مع شخص من القرون الوسطى عن الفرق ما بين الويندوز والأندرويد!، مش هيفهم حاجة، مع إننا بنكلمه على أمر واقع وأمر حق، واحنا بنتكلم بعلم وصدق وهداية، لكن هو مش هيفهم الكيفية، ليه؟ لأنها غائبة عن تصوره. كذلك يا جماعة بالنسبة للأخبار الغيبية اللي جاءت في الوحي الصحيح، ممكن تكون غير متصوّرة، لكن احنا بنصدق بيها لأن جاءت عن عليم صادق هادي.
طيب إيه أمثلة الأخبار الغيبية في الرسالة الإلهية اللي هي القرآن؟
مثلًا الكلام عن الملائكة، الكلام عن الجن، الكلام عن الشياطين، الكلام عن تفاصيل اليوم الآخر، الكلام عن تفاصيل الأمم السابقة، الكلام عن الأنبياء السابقين، كل الحاجات دي منعرفهاش غير من الإله، غير من الأخبار الإلهية الموجودة في الرسالة الإلهية، وبنؤمن بيها وبنصدق بيها، لأنها جاءتنا في إطار الخبر الإلهي من عليم صادق هادي.
طيب تعالوا نرجع تاني لأول الحلقة اللي قلنا فيها إن أي رسالة إلهية تنظمها تلات حاجات، ايه همة؟ تعريف الإله، الأوامر الإلهية، والأخبار الغيبية.
هكذا تكلمنا عن الأخبار الغيبية. دلوقتى هنتكلم عن الأوامر الإلهية، ليه لازم نطيع الأمر الإلهي ونستسلم ليه؟ وسؤال مهم وبيتكرر كتير في عصرنا الحالي هو: الإله أصلًا هيستفاد إيه من عبادتنا؟ يعني هو ليه يأمرنا واحنا نعبده فيحاسبنا سواء بثواب أو بعقاب؟ استفاد هو إيه من عبادتنا؟؟
الموضوع ده ببساطة يا جماعة محتاج إنك تفهم فلسفة العبادة في الإسلام؛ العبادة في الإسلام ما هي إلا تصديق، التصديق يعني إنت بتدّعي إنك إنت مؤمن، إنك إنت مصدق أن هذا الوحي وحي إلهى، إن هذه الرسالة رسالة إلهية، بناء عليه تُبتلى بالأوامر الإلهية، الأوامر اللي تثبت هل إنت فعلًا مصدق ولا بتدَّعي التصديق؟ هل إنت مؤمن ولا بتدعي الإيمان؟
عشان كدا الله عز وجل في القرآن قال لنا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، تبقى فلسفة العبادة في الإسلام ما هي إلا الدليل الظاهري الدنيوي على صدق الإيمان، مثال بسيط جدًا تعال نتكلم عن المدارس، إيه اللي يثبت إن الطالب ده مجتهد وملتزم وإن الطالب التاني لا مجتهد ولا ملتزم؟ المقياس ما بينهم هو الامتحان، الاختبار، الاختبار هو اللي بيثبت مين اللي ملتزم ومجتهد ومين اللي كسول ومنفض الدنيا.
طيب تعال نتخيل إن السنين الدراسية بتم من غير اختبارات، إيه اللي هيميز بقى الطالب المجتهد عن الطالب الكسول؟ الاتنين هيرتقوا مع بعض، هيتساووا في النتيجة، فبناء عليه كأني بقول للطالب المجتهد ولا تذاكر ولا تشغل دماغك خليك منفض لحياتك، وتتساوى بالتاني الكسول، وإنتو كدا كدا الاثنين معديين، لكن دا ما بيحصلش، لازم يكون فيه مقياس يثبت تميز المجتهد باجتهاده ويثبت عدم أحقيه غير المجتهد التأهيل للسنة الدراسية الجديدة.
وكذلك بالنسبة للدين؛ الدين لازم يكون فيه اختبار عشان يثبت المؤمن صادق الإيمان ممن يدعي الإيمان، والاختبار ده هو العبادة، بما إن العبادة فلسفتها هي مجرد الطاعة فمش لازم تقترن بالعبادة فائدة، يعني مثلًا إيه الفايدة اللي هتعود عليّ دنيويًا من إني أحط إيدي اليمين على إيدي الشمال في الصلاة؟ طيب إيه الضرر الدنيوي إني آكل في نهار رمضان؟ طب ايه الفايدة إني أصلي أربع ركعات الضهر، أربع ركعات العصر، ثلاث ركعات المغرب، أربع ركعات العشاء، ركعتين في الفجر؟ طب إيه الفايدة إني أصلّي بركوع واحد وسجودين في كل ركع؟!
الأصل في الحاجات دي كلها إن الفعل لازم من لوازم الطاعة، وأن الطاعة تتعلق بوجود الأمر الإلهي مش بوجود فائدة مباشره لينا، أو بمعنى أصح مش بعلمنا بالفائدة المباشرة لينا، يعني سواء إنت عرفت الحكمة الدنيوية من الموضوع ده أو معرفتش، إنت بتطيع.
عشان كدة تاخدوا بالكم إن الإله في الإسلام أمرنا بعدة صور للصلاة، فممكن نصلي من غير ركوع وسجود اللي هي صلاة الجنازة، ممكن نصلي بركوع واحد وسجودين اللي هي أي صلاة عادية، ممكن نصلي بركوعين وسجودين في كل ركعة اللي هي صلاة الكسوف، ممكن نصلي من غير لا ركوع ولا سجود ولا وضوء، اللي هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
يبقى كدة تكلمنا عن الجزء الثالث من أي رسالة إلهية اللي هو الأخبار الغيبية، وقلنا إن هي واجبة التصديق لأنها من عليم صادق هادي، وتكلمنا عن الأوامر الإلهية أنها واجبة الطاعة، لأنها من الله العظيم.
فاضل لنا بس نتكلم عن التعريف بالإله، وده خاص بباب معين في علم العقيدة اسمه باب الأسماء والصفات، اللي بيعرّفنا فيه أكتر على أسماء الله عز وجل وصفاته.
ولحد كدة هننهي الحلقة عشان مطوّلش عليكم زي ما وعدتكم في أول الحلقة.
متنسوش تعملوا لايك للفيديو وسبسكرايب للقناة، وتنشروا الفيديوهات دي كلها، وده عشان تساعدوا أي حد مهزوز في الدين أو أي حد عايز يعرف عن الإسلام وتقول له: (ثبت رجلك).
معلش يا جماعة أنا آسف قبل ما أنسى، بالنسبة للناس اللي بيكلمونا كتير على الفيديوهات أو على الفيس بوك عن موضوع اللحي؛ إنت لحيتك شكلها وحش، إنتو دواعش، إنتو مش عارف إيه، الناس اللي بتتكلم في موضوع اللحية وإن هي مش عجباهم، لو عايز تتكلم في موضوع اللحية من ناحية علمية: تقدر حضرتك تقرأ في علوم الفقه، ويا ريت تسمع محاضرة (اللحية لماذا؟) سواء بتاعت الشيخ مسعد أنور، أو الشيخ أبو إسحاق الحويني، هيفسر لك الموضوع من ناحية علمية، أما اللي عنده شوية أفكار في دماغه بتتكلم وبتقوله إن اللحية وحشة؛ مقدرش أرد عليك غير بكلمة واحدة: خليها تاكلك!