للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مصادر تلقي عقيدة التوحيد ( القرآن والسنة الصحيحة واجماع الصحابة المبني عليهما)
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الرسل والنبيين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
كما تعلمون أن النجاة من عذاب الله -عز وجل- هي بهذا الاعتقاد الذي جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى الإمام مسلم في صحيحه وغيره قال: «من لقي الله لا يُشرك به شيئًا؛ دخل الجنة، ومن لقيه يُشرك به شيئًا؛ دخل النار»، ولذلك فإن النجاة معتمدة على هذه القضية، وهي الاعتقاد الصحيح، ولذلك جاء هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أيضًا، هذه العقيدة الصحيحة يُكفِّر الله بها الخطايا فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا؛ لقيتك بقُرابها مغفرةً». فإذن يُغفر لأهل التوحيد وأهل الاعتقاد الصحيح، يُغفر لهم ما لا يُغفر لغيرهم. ومعنى قُراب الأرض: أن الإنسان لو أتى بملء الأرض -أو ما يوازيه- من الخطايا، لكنه لا يشرك بالله؛ فإن هذا الإنسان له هذا الوعد العظيم. وهنا قال: «شيئًا» لماذا قال شيئًا؟ قال: «شيئًا»؛ لأنها نكرة في سياق النفي؛ أي إنه لا يكون عنده شيء من الشركِ في ذلك. ولذلك فإن العقيدة الصحيحة تُقبل معها الأعمالُ، أما إذا كانت العقيدة غير صحيحة؛ فإنها لا تقبل معها الأعمال، ولذلك قال -عز وجل-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]. أما العقيدة الفاسدة؛ فلا تُقبل معها الأعمال، ولذلك الله -عز وجل- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن أن يقع من رسوله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، قال: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65] وهذا مستحيلٌ أن يكون من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكنه إذا وقع من أي أحد كائنًا من كان؛ فإنه لا يقبل في ذلك. |
#2
|
||||
|
||||
نأخذ الآن القضية الأولى وهي مصادر تلقي الدين؟
يعني كيف نتلقى الدين؟ من أين نتلقى الدين؟ ما هي الجهة التي نتلقى بها الدين؟ هذه قضية عقدية كبيرة ومهمة جدًّا، وقضية منهج تلقي الدين يجب أن تخضع للتحميص، فكل إنسان يجب أن يمحص من أين أتلقى الدين؟ فليس مجرد أن يقالل لي: اقرأ هذا، أو ادرس هذا، أو غير ذلك.. لا، يجب أن يُمحص. ولذلك فإن الله -عز وجل- دائماً يقول في القرآن: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ﴾ [النساء: 82]، ﴿ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50]، أي: أعْملْ ذهنك، وتأملْ ذلك. ولذلك مصادر تلقي الدين هو كتاب الله، المصدر الأول لتلقي الدين هو كتاب الله تعالى. المصدر الثاني: سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ماذا يدخل فيها؟ قوله وفعله وتقريره -عليه الصلاة والسلام-، كل ذلك داخل فيها، هل يدخل فيها الأحاديث الضعيفة والموضوعة؟ تُقبل هنا؟ لا، لا تُقبل، وإنما تكون للأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أيضًا الإجماع، والإجماع هنا مبني على كتاب الله وعلى سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك يُعرِّفون منهج تلقي الدين بأنه: الطريقة التي يُستمد منها الدين عمومًا، والعقيدة خصوصًا، من حيث المصادر والأسلوب أو الاستدلال، بحيث إن الإنسان يَعرف كيف يأخذ هذا الدين، يأخذه من حيث هذه المصادر، من هذه المصادر وبهذه الطريقة، يعني نأخذ بهذه المصادر ومن هذه الطريقة. فلا يمكن للإنسان إلا أن تكون مثل هذه القضية العظيمة -التي فيها نجاته- مُحددةً في ذلك. ولذلك فإن الله -عز وجل- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في المشهد العظيم والموقف العظيم يومَ عرفة، أكبر جمع في تاريخ رسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث حجَّ معه أكثر من مئة ألف، نزَّل الله عليهم في ذلك المشهد: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] فلذلك الذي لم يرضَ ذلك أو يأخذه من غير الكتاب والسنة؛ فهو لم يرض الإسلام دينًا. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض»، فلذلك المصدر الذي نأخذ منه هو كتابُ الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، والإجماعُ إجماعُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الأُمة بعد ذلك تفرقتْ أما الصحابة فقد اجتمعوا -رضي الله عنهم- في ذلك. |
#3
|
||||
|
||||
كيف نتلقى العقيدة من القرآن الكريم؟ هل لدينا استطاعة أن نتلقى العقيدة من القرآن الكريم؟ هل توجد من غير القرآن والسنة؟
لا يمكن أن نجد في ذلك، ولذلك سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- شيخنا العلامة سئل في الفتاوى: ما هو كتاب العقيدة الذي تنصحنا به؟ قال: كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ولذلك سنستعرض بعد قليل كتاب الإمام البخاري الصحيح، سنستعرضه، سنجد فيه أبواب في ماذا؟ في الاعتقاد، كتاب أبواب في الاعتقاد في ذلك، فإذن الدين يقوم على التسليم لله -عز وجل-، ولذلك كل شخص لما ترى ستجد أنه سيأتي بآراء ما يراه فلان لا يراه فلان، وما لا يراه فلان لا يراه فلان، وبالتالي يكون الافتراق. أما كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ففيهما الاجتماع، ويستحيل أن تجتمع هذه الأمة إلا على كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والإجماع هو تبع لهما. هل القياس يدخل هنا؟ لا، لا يدخل في العقائد، لكن في الفقه يدخل في ذلك |
#4
|
||||
|
||||
يرتبط بهذه العقائد بعض التنبيهات:
الأولى: فهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو حجة، فهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذه النصوص، نصوص الكتاب والسنة حجة، لماذا؟ لأنهم شهدوه، والقرآن نزل بلغة العرب لغتهم، فشهدوا نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا اختلفتِ الفهوم؛ ففهْم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- حجة، وكذلك من تابعهم حُجة، أين نجد أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟). نجدها في سيرهم و كتب التفسير؛ مثل تفسير الطبري -رحمه الله-، ذكرها بالأسانيد؛ قال ابن عباس، قال فلان، قال أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يأخذهم واحدًا ويقول هذا رأيه بالسند، انظر السند. وأيضًا، كتب الأحاديث سنجد فيها كثيرًا من آراء أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتابعين والأئمة رحمهم الله تعالى. نجد أن منهج السلف هو الأعلم وهو الأسلم وهو الأحكم، منهج السلف هو الأعلمُ، وهو أيضًا الأحكم، وهو أيضًا الأسلم، لماذا نقول هذا؟ لأنه قد وُجدت طوائف وقالوا: إن منهج السلف أسلم، بينما إن منهجهم هو الأحكمُ، يعني أن الصحابة ما كان منهجهم أرادوا فقط السلامة وأنهم كالأميين؛ أي ما فهموا ذلك، بل إن الصحابة لما تجد كلامهم.. يقول أبي العز الحنفي -رحمه الله- كلمةً جميلةً، يقول: "الصحابة والسلف الأول كان الرجل منهم يقول الكلمة والكلمتين فينفع بهما الفئام من الناس"، كلامهم قليل لكنه مفيد، والقول أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفهموا السنة، هذا حقيقة من الخطأ العظيم والظلم العظيم لمثل هؤلاء. أيضًا، العقيدة توقيفية لا يجوز تلقيها من غير الوحي إطلاقًا، العقيدة توقيفية. وتأمَّل الناس، فكثير من الناس يأتي ويتكلم كثيرًا، ويُطيل الكلامَ والنقاشَ، مع أن الإنسان لو نظر إلى نفسه وتأمَّلَها، سيجد أن هناك جوانب في حياته أو في نفسه هو لا يَعرفها، فلو سئل عن الروح، بل اكتشاف ذات جسد الإنسان إلى الآن والطب كل يوم يطلع لنا بجديد، فإذا كان الإنسان إلى الآن لم يكتشف ذاته؛ فكيف يريد أن يكتشف شيئًا آخر بعيدًا عنه، ولذلك فإن الوحي هو مصدر الاعتقاد، لا يمكن أن آخذ الاعتقاد من غير ذلك. أيضًا، أن هذه العقيدة مبناها على أمرين: الأول: التسليم لله -عز وجل-. الثاني: الاتباع لرسوله -صلى الله عليه وسلم-. سنجد من الأشياء المسلَّمة أن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لهم بإحسان هم على اعتقاد أهل السنة بالنقول الثابتة عنهم، وسيأتي لك سندٌ.. كما يفعل الإمام البخاري فهو يضع لك سندًا، و يقول: أخبرنا فلان، يعني أخبرنا سالم عن عبد الله بن عُمر، أو أخبرنا نافع عن عبد الله بن عمر، أو أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا السند أمامك الآن، هل تجد في هذا السند كذَّابًا أو وضَّاعًا؟! هذا يستحيل عليك أنك تجد في مثل هذا السند في ذلك، فنجد النقول الثابتة وعن التابعين كلها في هذا الأمر. |
#5
|
||||
|
||||
عندنا المصادر المخالفة لأهل السنة، أو يسمونها مصادر التلقي الباطلة.
ما هي المصادر الباطلة المخالفة للمصادر الصحيحة، التي يتلقون منها؟ أول هذه المصادر: الأهواء، والسلف يسمونها الأهواء، لماذا سموها الأهواء؟ قالوا: هي هوى في نفسه. ومثال على ذلك: شخص يريد أن يعمل كذا، ليس مستسلمًا لله، وإنما القضية التي لديه ما هي؟ هواه، هوى في نفسه، يريد أن يتابعَ مثل هذا الأمر أو يقول ذلك، أيضًا الآراء الشخصية والأوهام والظنون. خذوا مثالا الآن، وأنا أضربه لكم، "المواقف" لعضد الدين الإيجي، هذا كتاب معروف وله شروح كثيرة جدًّا، نجد أن عنده الموقف، والموقف عبارة عن باب، هو يُسمي الأبواب مواقفَ، عنده موقف كامل عن الأعراض، والموقف الثاني عن الجواهر. أتدري ما هذه النظرية؟ ثم قال: إثبات وجود الله ينبني على هذه النظرية، نظرية الجوهر والعَرَض، ما معنى الجوهر والعرض؟ الجوهر والعرض نظرية يونانية قديمة ليس لها أي أساس، أوهام، واحد يتوهم أشياء، وهي تقول: إن جواهر الأشياء متفقة، فجوهر الماء مثل جوهر النار، هل يمكن أن يتفقا؟ بل نجد أنَّ البغدادي -رحمه الله- ينقلُ الإجماع على أن الجواهر متفقة، وهذه من الأوهام والظنون، ولذلك الدين لا يُتلقى من ذلك، يُتلقى من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. جاء بعض الذين يُظهرون الزهد أو شيء من التصوف، الزهد المخالف للشرع، يلبس ثوبَ صوفٍ، الملابس الصوف يعني الخشنة؛ أي ثيابًا خشنةً جدًّا، ثم جاء إلى علماء السلف -رحمهم الله-، فجاء يكلمهم، قالوا: ضعْ عنا نصرانيتك، هل هو حَمَلَ نصرانية عليه، ماذا حمل؟ تقلد ملابسهم، أخذ هذا اللباس عنهم، أما الإسلام؛ فليس فيه ذلك، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حَثَّ على غير ذلك. |
#6
|
||||
|
||||
أيضًا من مصادر التلقي: الأحاديث الموضوعة المكذوبة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأئمة الهدى. الأحاديث المكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأئمة الهدى. سنجد كتبًا كثيرةً جدًّا مليئة بهذه الموضوعات، وهي عُمدة عند طوائفَ من المسلمين، هل تعمدوا أن يأخذوا هذه الأحاديث الموضوعة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟! معاذ الله، لكنْ ظنوه شيئًا ثابتًا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ مثل "بحار الأنوار"، يخرج أحد الباحثين ويقول: خمس وتسعين بالمئة مما في هذا الكتاب مكذوب، فوُجدت كتب كثيرة فيها أحاديث موضوعة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. والرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم-؛ «من كذب عليَّ مُتعمِّدًا؛ فليتبوأ مقعده من النار». أيضًا: منها الرؤى والأحلام، الرؤى والأحلام، كيف يجعلون الرؤى والأحلام من مصادر التلقي؟ أمثلتها كثيرة جدًّا، كثير من القبور المنتشرة في العالم الإسلامي كلها رُؤى، واحد يقول: أنا رأيتُ في المنام أن قبر فلان هنا، مثل الخضر، هل هو حي فعلًا؟ الجماهير على أنه مات قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك له عدة قبور في العالم الإسلاميِّ. ونجد أن في كثير من المؤلفات يأتيك الغزاليُّ في "إحياء علوم الدين"، وقبله أخذ من "قوت القلوب"، سنجد أنه يقول: والله رأيت الخضرَ! قال لي الخضر! فعل الخضر! كل هذه رؤى وأحلام من الشيطان. |
#7
|
||||
|
||||
أيضًا، من المصادر المتشابِه والغريب والشاذُّ من الأقوال.
المتشابه: فيتمسكون بجزء من المتشابه ويتركون ما ثَبَتَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومنها: القول بعِصمة الرجال، هل هناك أحد يقول إن هناك أحدًا معصوم بعد الرسول؟ قالوا: الولي محفوظ، وهناك من قال: الأئمة معصومون مثل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكنها ليست مثل عصمة الرسول، لكن حقيقة القول وخلاصة القول إن هناك عصمة لهؤلاء، فهذه هي بعض المصادر التي ابتلي بها المسلمون وكانت من أسباب ضلالهم. كيف تأتيك هذه المصادر؟ هل يأتيك يقول: مصادرنا من الرؤى والأحلام، لا يأتون بها بهذه الطريقة، وإنما غالب المؤلفين يكون فيهم شيء من الذكاء فماذا يفعلون؟ يأتي لك بقصة ويُورد ضمنها هذه الرؤى وهذا الحُلم أو هذه الأشياء، فيوردها من ضمن هذا الباب، ولذلك يُوردنها مرة بقصة، ومرة بكرامة، بقصة كرامة، ومرة بعِدة ألوان وأشكال في ذلك. |
#8
|
||||
|
||||
الآن أخذنا مصادر التلقي، منهج تلقي الدين يتضمن شيئين: الأول مصادر التلقي. الثاني: الأسلوب، الذي هو منهج الاستدلال. كيف نستدل بهذا؟ الآن أصبح عندنا القرآن الكريم، وعندنا سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كيف نستدل بهما؟ سنجدُ منهج الاستدلال عند أهل السنةِ ومنهج الاستدلال الصحيح هو حصْر الدليل في الوحيِ، ولذلك قال أهل العلم: "لا يَفصل النزاع بين الناس إلا كتابٌ منزَّل من السماءِ"، ولذلك الآن الذي يقولُ بالحريةِ، الحرية عَظَمَتها في متابعة الوحي، أعظم من هذه الحرية شيء، أنه ليس عليك سلطانٌ من البشر أبدًا، ولذلك كل من انحرف عن منهج السُّنة فهو يدخل في قول الله تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 31]، وهذه فسرها من؟ فسرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث عَدِي بن حاتم، قال: يا رسول الله، ما عبدناهم، ما ركعنا لهم ولا سجدنا لهم، ماذا يكون؟ قال: «ألم يكونوا يحلون الحرام فتطيعوهم؟»، قال: بلى، «أليسوا يحرمون الحلال فتطيعوهم؟»، قال: بلى، قال: «تلك عبادتهم»، ولذلك أهل السنة الدليل الذي يلزمني ويلزمك ويلزم الناس جميعا هو الوحي، الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-. القاعدة الثانية في منهج الاستدلال: مراعاة قواعد الاستدلال، فلا يُضرب بها عُرض الحائط هذه الأمثلة، أو لا ننظر إليها، ولذلك انظروا ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، جاؤوا إليها وقالوا: استولى، كيف أتيتم بها "استولى"، من أين؟ عليكم مراعاة قواعد الاستدلال، العرب إذا جاءت "استوى" مع "على"؛ فمعناه "ارتفع"، ولذلك قال: أتوا إلى بعض الأعراب: فقال وكان في مكان مرتفع فقال: استووا، قال: ما فهمنا ماذا يقول، حتى جاء رجل آخر يعرف العربية قال: معناه ارتفعوا إليَّ، اصعدوا إليَّ، فالمقصود مراعاة قواعد الاستدلال، مراعاة الآيات الأخرى، تجمع الآيات وتفسر النصوص معا. |
#9
|
||||
|
||||
أيضًا، من قواعد الاستدلال لكن لأهميته يُبرز، الاعتماد على تفسير القرآن بالقرآنِ، وهذا هو منهج من؟ منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك لما اهتمَّ الصحابة -رضي الله عنهم- في قوله تعالى: ﴿ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، فكأن القضية عندهم أصبحت كبيرة، قالوا: يا رسول الله، وأيُّنا لم يظلم نفسه؟! قال: «ألم تسمعوا قولَ العبد الصالح: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]»، ففسرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الآيةَ بآيةٍ أخرى، وهذا تفسير الصحابة -رضي الله عنهم-. ولذلك الإمام محمد الأمين الشنقيطي ألف كتابًا كبيرًا عظيمًا "أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن"، فَسَّرَ القرآنَ بالقرآنِ، ولذلك الآيات تجدُ تفسيرها، والقصة تجد تفصيلها في موضع آخر. وكذلك تفسير القرآن بالسنة؛ لأن القرآن يُفسر بسنةِ الرسول -صلى الله عليه وسلم-. أيضًا، الاعتماد على تفسير الصحابة؛ بأن يُفسر القرآن بأقوال الصحابةِ وفهْم الصحابة وفعل الصحابة ¬-رضي الله عنهم- لأنهم أزْكى الأمة وأفضل الأمة، وهم الذين نزل الوحي وهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومنها: تجنُّب الألفاظ المبتدَعة: الألفاظ المبتدعة يَتجنَّبها أهلُ السنة، مثل لفظ: الجسم. وبعض خصوم أهل السنة يقول: أنتم مُجَسِّمة، طيب، هل قلنا بجسم؟َ أهل السنة لا يُطلقون هذه اللفظة ولا يَنفونها، ويسألون: ما معناها؟ ماذا تريدون بها؟ إن أراد بها نفْي الصفاتِ، فنحن لا نقبلُ هذا اللفظ، لكنا لا نُطلق هذا اللفظ، أهل السنة لا يُطلقون مثل هذه الألفاظ. وأيضا: حُلول الحوادث، هذا مصطلح عند أهل البدع، ماذا يريدون به؟ يريدون به نفي صفاتِ الرب -سبحانه وتعالى-. ولذلك أرادوا به معنى حقَّا ومعنى باطلًا، ولذلك أهل السنة يتوقفون، وهذا الغاية وهذا قِمة العدْل، يقولون ماذا هذا المعنى الذي تريد؟ هل هذا المعنى مقبولٌ في كتابِ الله؟ الحمد لله، غير مقبول في كتاب الله؛ فهو مردود في ذلك. أيضًا تجنُّب المِراء والخصومات في الدين، ما هو المراء؟ المجادلةُ بالباطل، المراء هو الجدال بالباطلِ، حتى لو كنتَ بحقٍّ، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الجدال، ولذلك كثير من الجدالِ لا يُؤدي إلى خير، لا يأتي بخير إطلاقا. ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنا زعيم في بيت في رَبَضِ الجنة لمن تَرَكَ الجدال وإن كان مُحقًّا». طيب أهل السنة يجادلون، أهل السنة جادلوا في بعض المواقف، جادلوا عند الحاجة وعند الضرورة يجادلون أهل البدع، لكن على إطلاق؟ لا، ليس في ذلك. |
#10
|
||||
|
||||
أيضًا، من قواعد الاستدلال نفي التعارض بين العقل السليم والفطرة الصحيحة ونصوص الشرع: لا يمكن للعقل أن يعارضَ النصوص، لكن لماذا قلنا العقل السليم؟ لأن هناك عقولًا غير سليمة منحرفة عندها مفاهيم خاطئة، فنحن نتكلم عن العقل السليم، فإنه يَستحيل أن يخالف الكتاب العزيز. ولذلك ألف أكثرُ من واحد من أهل السنة في باب درء تعارض العقل والنقل، لا يمكن، يستحيل، ونجد من قواعد المخالفين للكتاب والسنة أنهم يضعون قاعدة: أن ما خالف العقل لا نقبله. طيب أي عقل؟ فالناس متفاوتة في العقول، العقل الذي في القرن الخامس الهجري، أم الذ في الثالث؟ أم في القرن المعاصر؟ أم في شرق الأرض أم في غربها؟ مختلفة، المفاهيم مختلفة، ما يقبل عند قوم لا يُقبل عند آخرين. فأي العقول تريد؟ والناس متفاوتة في العقول، فأيها يريد؟ ولذلك هذا من أسباب الضلال. أيضًا: ترك التأويل، لا يتأولون النصوصَ ولا يَرُدُّونها، بل يقبلونها كما جاءت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أيضًا من مناهج الاستدلال: العناية بالإسناد؛ إنه يذكر الإسناد عنه، طيب هناك أيضًا منهج الاستدلال عند المخالفين للسنة، لكن هو عكس هذا المنهجِ، مثلًا عندك نفي تعارض العقل السليم والفطرة، لذلك نجد بعضهم يقول إنه من أصول الكفر عندهم الأخذ بظاهر نصوص الكتاب والسنة في الأسماء والصفات، هذا لعدمِ العناية بالإسنادِ، هو منهج أهل البدع مخالف لمنهج الاستدلال عند أهل السنة، فلذلك لا نُطيل عليكم في ذلك. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مصادر, التوحيد, الصحابة, السنة, القرآن, الكريم, تلقي, عقيدة, إجماع |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
مصادر اصول الفقه | d.ali.mansour | الفقه وأصوله | 0 | 03-15-2017 10:33 PM |
لا تصح قصة دفن موسى أخاه هارون عليهما السلام | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 12-31-2015 05:18 PM |
ما جاء في أذكار النوم الصحيحة مع تخريج مختصر . | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 09-11-2015 04:18 AM |
صفة المضمضة والإستنشاق الصحيحة وحكمهما | مصطفى طالب مصطفى | المنتدى الإسلامي العام | 0 | 06-09-2015 02:33 AM |
مناظرة بين الدكتور فارم والدكتور ميشو حول إعجاز القرآن والسنة في خلق الجنين | إظهار الحق | الحوار مع النصارى | 0 | 05-11-2015 05:14 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|