بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد:
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أو دعاء يُقال عند غروب الشمس ، ولا يصح شيء في الباب .
جاء من حديث أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها ، كما عند الترمذي ، من طريق حسين بن علي بن الأسود البغدادي ، عن فضيل بن فضيل ، عبدالرحمن بن إسحاق ، عن حفصة بنت أبي كثير ، عن أبيها أبي كثير ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قولي : (( اللهم هذا استقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك ، أسألك أن تغفر لي )) ، [ جامع الترمذي - ٣٥٤٣ ، وجاء عند أبي داود ( السنن - ٤٤٥ ) ، وجاء عند البيهقي ( السنن الكبرى - ١٧٦١ ) ، وجاء عند أبي يعلى ( المسند - ٦٨٤٨ ) ، وجاء عند الطبراني ( المعجم الكبير - ١٩١٩٨ ) وغيرهم ، وهو معلول لا يصح ، في إسناده على حفصة بنت أبي كثير وأباها كلهما مجهولان ، وثمة في إسناده علل أخرى ، لهذا أعلّ الخبر الحافظ الترمذي ، حيث قال : هذا غريب نعرفه من هذا الوجه ، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا نعرف أباها .
وأعلّه الحافظ النووي ، حيث قال : وحديث أم سلمة رواه أبو داود والترمذي ، وفي إسناده مجهول ( المجموع - ٣/١١٦ ) . وأعلّه الحافظ ابن حجر ( نتائج الأفكار - ٣/١١ ) ] .
وأما ما جاء في الصحيحين ، من حديث أبي مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ٤٠٠٨ ، صحيح الإمام مسلم - ٨٠٧ ] . فهذا ليس فيه التحديد بغروب الشمس ، بل يبدأ وقته بدخول الليل ويستمر معه .
قال الحافظ النووي : (( قِيلَ مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَقِيلَ مِنَ الْآفَاتِ ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الجميع )) ، [ شرح صحيح الإمام مسلم - ٦/٩١ ] .