للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ما هي الفطرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:فما زلنا في هذه السلسلة المباركة [تثبيت الأقدام في أرض الإسلام], وما زلنا نتكلم عن عدل الله عزَّ وجل, فالله سبحانه خلقنا لعبادته: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وكما قلنا في أول درس [الإيمان بالغيب] أن الله غيب لا يُمكِن إِدراكه بالحواس الخمس, لذلك فولكي يقيم الحُجَّة على العباد خلق عدة عوامل من شأنها أن تجعل الإنسان خاضِعاً لله جل جلاله: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام 149] تكلمنا عن [المثاق الأول], واليوم سنتكلم عن الفطرة, تلك الفطرة التي فُطِرَ الناس عليها ما هي الفطرة؟ قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30] وقال النبي صلى الله عليه وسلم[1]:ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه (...) ثم يستشهد أبو هُرَيرَةَ رضي الله عنه فيقول: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا وفي رواية[2]: ما من مولود يولد إلا وهو على الملة وفي رواية[3]: ما مِن مولودٍ يولَدُ إلَّا على فطرةِ الإسلامِ فالفطرة باختصار هي خلق الإنسان على الإيمان بوجود الله عز وجل وأنه الخالق لكل موجود وأنه المعبود بحق وحده. تلك القوة الداخلية التي يستشعرها الإنسان إزاء الخالق جل جلاله فمن الفطرة أن يلجأ الإنسان الى من هو أقوى منه عند حلول المشاكل والمصائب, لذلك فإنك لا تجد منطقة على هذه البسيطة إلا وفيها معبداً سواء كان صحيحاً أو باطلاً, فالفطرة مجبولة على اللجوء للقوة الخفية في عالم الغيب, وما إرسال الرُّسُل إلا لتصحيح مسار التوجه, لذلك قال الله لنبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25] تلك الفطرة التي تجعل الإنسان يستشعر ما حوله, يستشعر ما فيه سعادته, تلك الفطرة التي تجعل الإنسان يبحث عن مصلحته, فذاك الطفل عندما يحس بالجوع يلتقم ثدي أمه ليأكل, من أعلمه أن هذا هو الغذاء؟! تلك الفطرة التي تجعل الطفل يبكي عند حدوث ما يَسوؤه, ويفرح عند حدوث المسرَّة: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم: 43] فهذا الشعور الداخلي وهذه الأحاسيس لهي شاهد ودليل على الإحساس بقوة الله عز وجل والخضوع له, والطلب منه والإستغاثة به, راجع هذا الموضوع (هنا) ومن الفطرة أيضا: الأخلاق الحميدة, فمن من الناس لا يعلم أن السرقة شيئ سيئ؟ من أعلمنا ذلك؟ الله جل جلاله, فعلى سبيل المثال: تلك القطط إن وضعت الطعام جانبا تأتي متسللة لتأخذه وتهرب بسرعة, أما لو وضعته لها لرأيتها تتبختر في مشيتها وتأكل وذنبها يرقص طربا, ما الفرق؟ ما الإختلاف؟!! والأخلاق منها ما هو مكتسب, لقوله صلى الله عليه وسلم[4]: إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ. ومنها ما هو جِيِلِّي, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأشَج عبد القيس[5]:إن فيكَ خصلتينِ يحبهُما اللهُ : الحلمُ والأناةُ. وكما في الرواية الأخرى أن هاتان الخلصتان جبله الله عليهما فالأخلاق هِبة ربَّانِيَّة أودعها الله في الفِطَر ونَمَّتها الحواس الخمس والعقل تحت ظل شريعة الله عز وجل, قال النبي صلى الله عليه وسلم[6]: الناسُ معادِنٌ ، خيارُهم في الجاهلِيَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهُوا وقال صلى الله عليه وسلم[7]: أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال. ثم نزل القرآن. فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ولا يخفى ما للأخلاق الحسنة من أهمية للعيش الرغيد والآمن وما لسوء الأخلاق من الفساد, قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد: 22] فالإنسان يجد الراحة مثلا في مساعدة الغير, وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم[8]:إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يَعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة. والفطرة السليمة كفيلة بصد الإنسان عن ما يسوءه, فهذا النبي الكريم قبل أن ينزل عليه القرآن لم يسجد لصنم قَط وكان ذلك مصرفة من الله تعالى إياه عن ذلك إلهاما إلهيا إرهاصا[9] لنبوءته. فهذه الفطرة بكل خصائصها كفيلة بهداية الإنسان, خاصة إن علم بالميثاق الأول وأتته الرُّسُل ودعته الى ما فيه سعادته في الدنيا والآخرة, لذلك لا نجد حجة أمام الكفار بالرُّسُل إلا التكذيب والمحاربة بالباطل, قال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل: 14] وبَعدَ هَذَا رُسْلَهُ قَد أَرسَلا ... لَهم وبِالحقِّ الكتاب أنزلا لكي بذا العهد يُذَكِّروهم ... ويُنذِروهُم ويُبَشِّيروهم كي لا يَكونَ حُجَّةٌ للناسِ بَل ... لله أعلى حُجَّةٍ عزَّ وجَل والإسلام من أوله إلى آخره موافق للفطرة التي فطر الله الناس عليها فكما في الحديث الشريف[10]: الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً. فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ. وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ. والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ. وقال صلى الله عليه وسلم[11]: عشرٌ من الفِطرةِ: قصُّ الشَّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغسلُ البراجمِ، ونتفُ الإبطِ، وحلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ. قال زكريَّاءُ: قال مصعبٌ: ونسيتُ العاشرةَ. إلَّا أن تكونَ المضمضةَ. زاد قُتيبةُ: قال وكيعٌ: انتقاصُ الماءِ يعني الاستنجاءَ . وقد أقام الله الحجة على العباد بالفطرة, حيث أنَّهم يؤمنون بوجود الخالق لهذا الكون, فقال لهم: بما أنني أنا الخالق الوحيد وأنا الرازق الوحيد وأنا المحيي المميت الوحيد فإذا يجب عليكم عبادتي وحدي, لماذا تعبدون ما لا يملك لكم نفعاً ولا ضراً؟ قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21] وقال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ [النحل: 73] وقال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا [الفرقان: 55] وقال عز وجل: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ [يونس: 18] فهذه المعبودات لا أصل لها, قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [الحج: 71] قد يتساءل سائل: ما بال الملحدين اليوم ينكرون وجود الله عز وجل وأنت تقول الفطرة الفطرة ولا تبديل لخلق الله! قلت: نعم, ذاك بسبب المؤثرات الخارجية المكتسبة, التي تجعل على القلب الران فيصده عن سبيل الله ولكن سرعان ما يزول عند أول مصيبة يتعرض لها ذلك الإنسان فإنه لن يتركك باللجوء الى الله عز وجل ودعوته لكشف كربته ورفع غمته, فهذه الفطرة وإن ضعفت بالمؤثرات الخارجية إلا أن نورها لا يخبو ويضمحل أبدا فمن الأمثلة أيضا, عندما كنت في عملي أتت فتاة صغيرة لم تنتبه لي فحاولت أخذ سلعة صغيرة حاولت اخفاءها وانا انظر إليها فعندما رأتني قلت لها هاتيها, فاعطتني إياها ورأسها بالأرض وذهبت ومن بعيد تنظر إلي فهذه بفطرتها علمت أن ما قامت به خطأ, ولكن ربما بمؤثرات خارجية كحرمانها من أهلها أو رأت أحدهم يسرق والنفس مفطورة على حب التملُّك, والفطرة تعرف الصح من الخطأ, لكن نحتاج للأخلاق لكي نقوم المسار وإليكم ما وجدت خلال تصفحي للفيس بوك, ولا أدري إن كان هذا الشخص صادق فيما يقول أم يحاول التأثير على الملحدين, ولكن بلا شك أن إجابة الملحد تفي بالغرض وعلى سبيل اكتشاف عقل الملحد ------------ 1 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري(1358), قال الإمام البخاري: صحيح 2 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم(2658), قال الإمام مسلم: صحيح 3 الأسود بن سريع: صحيح ابن حبان(132), قال ابن حبان: صحيح 4 أبو الدرداء و أبو هريرة رضي الله عنهما: صحيح الجامع(2328), قال الألباني: حسن 5 عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: صحيح مسلم(17), قال الإمام مسلم: صحيح 6 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري(3383), صحيح مسلم(2526), قال البخاري ومسلم: صحيح 7 حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: صحيح مسلم(143), قال الإمام مسلم: صحيح 8 نُقِلَ عن إبن القيم رحمه الله 9 محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ): التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور, مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان, الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م, جـ34 صـ 239 10 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم(35), قال الإمام مسلم: صحيح 11 أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: صحيح مسلم(261), قال الإمام مسلم: صحيح -الأبيات من منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي |
#2
|
|||
|
|||
الله اكبر ماشاء الله
|
#3
|
||||
|
||||
الحمد لله
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفطرة, تثبيت الأقدام في أرض الإسلام |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
ملخص كلام د.حمزة الحمزاوي عن فن النوم .. كلام نفيس يساير الفطرة | مصطفى طالب مصطفى | حوارات الشباب | 6 | 12-05-2019 01:01 AM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|