الدرس الخامس من دروس الحديث في كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الخامس من دروس الحديث في كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار

تجد في هذا الدرس:

١- ما يقال في التشهد في الصلاة
٢- وما يقول من بلي بالوسوسة في إيمانه
٣- وفضل الذكر
٤- وبعض أذكار الاستيقاظ من النوم
٥- ودعاء الذهاب إلى المسجد
٦- ودعاء الاستفتاح
٧- ودعاء الرفع من الركوع
٨- ودعاء السجود
9- والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد


تحميل الدرس: صوت: مباشر , فيديو : مباشر .
تحميل التفريغ: PDF , WORD .

مشاهدة على اليوتيوب

[مصطفى طالب مصطفى]

https://www.youtube.com/watch?v=RT79...ature=youtu.be

[مصطفى طالب مصطفى]

الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مرحبا بكم أيها الإخوة المؤمنون وأيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدورة العلمية الثانية .

وهذا هو الدرس الخامس من دروس الحديث من كتاب جني الثمار شرح صحيح الأذكار .

وفي هذا الدرس نتعرف على ما يقال في التشهد في الصلاة ، وما يقول من بلي بالوسوسة في إيمانه ، وفضل الذكر ، وبعض أذكار الاستيقاظ من النوم ، ودعاء الذهاب إلى المسجد ، ودعاء الاستفتاح ، ودعاء الرفع من الركوع ، ودعاء السجود ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
الرابع عشر : التشهد
في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : كنا نقول التحية في الصلاة ونسمي ونسلم بعضنا على بعض فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( قولوا : "التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض ) .
ومعنى قوله : كنا نقول التحية أي التشهد .
ومعنى قوله : ونسمي أي نذكر أسماء فنقول السلام على جبريل وعلى ميكائيل ....
ومعنى قوله : الصلوات أي الصلوات الشرعية والصلوات اللغوية . فالصلوات الشرعية هي الصلوات الخمس التي نصليها وصلوات النوافل.
أما الصلوات اللغوية فهي بمعنى الدعاء ، فكل هذه لله سبحانه وتعالى لا يجوز لأحد أن يصرف شيئا منها لغير الله سبحانه وتعالى.
ومعنى قوله : الطيبات أي أن لله سبحانه وتعالى من الأوصاف أطيبها ومن الأفعال أطيبها ومن الأقوال أطيبها . وله سبحانه وتعالى كذلك من أعمال العباد القولية والفعلية الطيب .
ومعنى قوله : عباد الله الصالحين أي الذين تعبدوا لله فتذللوا له بالطاعة امتثالا للأمر واجتنابا للنهي ، ويدخل فيهم الملائكة والأنبياء والصحابة والتابعون والصالحون .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : ألفاظ التشهد توقيفية فلا يصح التشهد بغيرها .
الثانية : استحباب البداءة بالنفس عند الدعاء.


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
الخامس عشر : من بلي بالوسوسة :

في الصحيحن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا ، حتى يقول من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) .
ومعنى قوله : من بلي بالوسوسة أي ما يقول من جاءه الوسواس من قبل الشيطان ليشككه في إيمانه .
ومعنى قوله : ليستعذ أي يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
ومعنى قوله : لينته أي يكف عن التفكير في هذا الأمر .

ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : مشروعية الاستعاذة بالله عند الوسواس .
الثانية : مجيء الشيطان ليوسوس للعبد دليل على قوة إيمان العبد . لأن الشيطان لا يوسوس لغير المؤمنين .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
السادس عشر : فضل الذكر .
روى البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : ذكر الله فيه حياة للقلوب .
الثانية : الذي لا يذكر ربه يموت قلبه وبدنه .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
السابع عشر : أذكار الاستيقاظ من النوم ، أي ماذا يقول المسلم والمسلمة إذا استيقظا من النوم :
روى البخاري عن حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال : ( باسمك اللهم أموت وأحيا ) . وإذا استيقظ من منامه قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) .
ومعنى قوله : أموت أي موت النوم .
ومعنى قوله : النشور أي بعث الموتى يوم القيامة .

ومن الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : مشروعية ذكر الله تعالى عند النوم بقول : باسمك اللهم أموت وأحيا ، وعند الاستيقاظ من النوم تقول : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .
الثانية : عظمة حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم مما جعلهم ينقلون عنه كل شيء .

قال شيخنا حفظه الله تعالى :
الثامن عشر : دعاء الذهاب إلى المسجد ، أي ما يقول المسلم في طريقه للذهاب إلى المسجد :
روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستيقط النبي صلى الله عليه وسلم فتسوك وتوضأ وهو يقول : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة ، ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات ، ست ركعات ، كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ، ثم أوتر بثلاث ، فأذن المؤذن ، فخرج إلى الصلاة وهو يقول : ( اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا ، اللهم أعطني نورا ) .
ومعنى قوله : رقد أي نام .
ومعنى قوله : لآيات أي دلائل واضحة على وجود الله سبحانه وتعالى .
ومعنى قوله : لأولي الألباب أي لأصحاب العقول السليمة .
ومعنى قوله : نفخ أي أخرج من فمه الهواء صلى الله عليه وسلم .
ومعنى قوله : أوتر أي صلى الوتر .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : من نام من سائر البشر حتى نفخ فقد انتقض وضوؤه فلا يجوز له أن يصلي حتى يتوضأ.
الثانية : استحباب قراءة خواتيم سورة آل عمران عند الاستيقاظ من نوم الليل .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
التاسع عشر : دعاء الاستفتاح ، أي ما يقول المصلي بين التكبير للصلاة وبين قراءة الفاتحة :
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتا فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول ؟ قال : ( أقول " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد " .
ومعنى قوله : خطاياي أي ذنوبي .
ومعنى قوله : نقني أي طهرني .
ومعنى قوله : الدنس أي الوسخ .
ومعنى قوله : البرد أي الماء الجامد ينزل من السحاب قطعا صغارا ويسمى حب الغمام .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : استحباب دعاء الاستفتاح بين التكبير والقراءة .
الثانية : ينبغي للمسلم أن يسأل الله مغفرة ذنوبه إلى أن يموت .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
العشرون : دعاء الرفع من الركوع ، أي ما يقول المصلي عندما يرفع رأسه من الركوع :
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه ، فجحش شقه الأيمن ، فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ) .
معنى قوله : صرع أي طرح على الأرض صلى الله عليه وسلم .
ومعنى قوله : فجحش أي خدش صلى الله عليه وسلم .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : الابتلاء سنة ماضية إلى يوم القيامة .
الثانية : وجوب متابعة الإمام في كل رفع وخفض .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
وروى البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال : كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال : ( سمع الله لمن حمده . قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ ) قال : أنا. قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدلونها أيهم يكتبها أول ) .
معنى قوله : بضعة أي العدد من الثلاث إلى التسع .
ومعنى قوله : يبتدلونها أي يسرعون إليها .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : استحباب الزيادة على قول ربنا ولك الحمد .
الثانية : وجوب صلاة الجماعة .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
الحادي والعشرون : دعاء السجود ، أي مايقول المصلي في سجوده :
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه و سجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) .
ومعنى قوله : سبحانك أي أنزهك يارب من كل عيب ونقص وأنزهك عن مشابهة المخلوقين .
ومعنى قوله : بحمدك أي أثبت لك يارب كل صفات الكمال والجمال .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : وجوب تنزيه الله عز وجل عن كل عيب ونقص .
الثانية : مشروعية الدعاء بمغفرة الذنوب حال الركوع والسجود .


قال شيخنا حفظه الله تعالى :
الثاني والعشرون : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد :
روى البخاري عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قيل : يارسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : ( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
ومعنى : اللهم صل ، الصلاة من الله على العبد ثناؤه عليه في الملأ الأعلى
ومعنى قوله : آل محمد أي كل أتباعه على دينه .
ومعنى قوله : حميد أي محمود .
ومعنى قوله : مجيد أي ممجد . والمجد هو العظمة والسلطان والعزة والقدرة .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
الأولى : العبادات توقيفية من عند الله سبحانه وتعالى فلا يجوز لأحد أن يأتي بشيء منها من عند نفسه .
لثانية : وجوب الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم في التشهد الأخير .


أسئلة الدرس :

السؤال الأول :
ماهي أهم الفوائد المستنبطة من حديث فضل الذكر ؟

السؤال الثاني :
ماهو دعاء الاستفتاح ؟

هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.