حوار مع أولادي حول اللمبة!

[مصطفى طالب مصطفى]

اليوم جلست مع ابني أنس ٩ سنوات و بنتي أروى ٧ سنوات و قلت ما رأيكما نقعد شوية نتفكر و نتأمل في حاجة في الأوضة ( الغرفة ) ، و اخترنا اللمبة الموجودة في السقف و بدأت معاهم شوية أسئلة :
أنا : هل ممكن تكون اللمبة دي جت هنا و ركبت لوحدها في المكان ده ؟🤔
أنس و أروى : لأ طبعا.
أنا : طيب هل ممكن تكون اتعملت اللمبة أصلا بالشكل ده و اتصنعت لوحدها ؟
أنس و أروى : لأ طبعا مش ممكن.
أنا : يعني لازم يكون فيه حد ركبها و قبل كده لازم يكون حد صنعها بالشكل ده ؟
أنس و أروى : نعم أكيد.
أنا : طيب أنتم شفتوا الشخص اللي صنعها أو ركبها هنا أو تعرفوه ؟
أنس و أروى : لأ مشفناش حد .
أنا : خلاص بما أنكم مشفتهوش بعنيكم يبقى مش موجود و بالتالي مفيش و هي اتصنعت لوحدها و ركبت لوحدها ؟🙄
أنس و أروى : ضحكوا و قالوا يا بابا مينفعش يحصل كده 😀
أنا : طيب ممكن يا أنس تقولي أيه شكل الشخص ده يعني طويل أو قصير ، أبيض أو أسود ، و تقدر تقولي بيحب أيه و بيكره أيه مثلا ؟
أنس : إزاي يا بابا أعرف الحاجات دي و أنا مشفتوش و لا أعرفه.
أنا : طيب لو أنا أعرفه و هو كلمني و قال لي مواصفاته و بلغني أيه بيحب و أيه بيكره ، ها تصدقني ؟
أنس : أيوه طبعا.
أنا : بس أحنا ممكن نعرف بعض صفاته هو من اللمبة ؟ يعني بما أنه صنعها كويس يبقى هو عنده قدرة و علم و خبرة بدليل أنه طلع حاجة كويسة كده؟ و إلا لو مكنش يعرف و معندوش علم مكنش ها يقدر يصنعها أصلا أو تطلع بايظة!!
أنس : أيوه صح كده يا بابا..
بص يا حبيبي اللمبة دي مثال و ممكن تشيلها و تحط مكانها أي حاجة أعظم و أكبر منها ممكن تشوفها في الكون ده من سموات و أرض و شمس و قمر و ليل و نهار و حيوانات و بحار و أنهار و أنت نفسك ، لا يمكن تيجي لوحدها و لا تظهر بدون سبب و أكيد فيه حد اللي عملها كده و بالشكل العجيب ده ، و مش معنى أننا مشفنهوش يبقى مش موجود زي ما أتفقنا ، و ممكن نعرف بعض صفاته من صنعته و خلقه زي أنه قادر و قوي و عليم و خبير و حكيم زي ما أتفقنا في موضوع صانع اللمبة.
و كمان أحنا منقدرش نعرف عنه أكثر من كده بعقولنا مثل تفاصيل كثير لأننا مشفنهوش إلا عن طريق حد يعرفه كويس مثل الرسل اللي ربنا أرسلهم لأنه تكلم معاهم و قالهم تفاصيل عنه و عن الحاجات اللي بيحبها أو بيكرهها.
و بما أننا مؤمنين أن فيه خالق للكون و عرفناه بالعقل و الفطرة السليمة و بالتأمل في مخلوقات الله ، فلا يمكن نعرفه بالظبط و نعرف ماذا يريد منا إلا عن طريقه مباشرة أو عن طريق رسول صادق يرسله لنا.
اللي جعلني أتأكد أن الأولاد ها يفهموا كلامي رغم صغر سنهم أن دي فطرة يولد بها كل طفل و موجود بداخله المبادئ العقلية الضرورية مثل قانون السببية.
يعني أنت لو جيت جنب طفل رضيع و تكلمت بصوت عالي فجأة هتلاقيه بيبحث بعينه عن مصدر الصوت و لا يمكن يعتقد أن الصوت حدث لوحده بدون سبب ، و نفس الأمر لو ضربته دون أن يراك لبحث عن من ضربه و لا يمكن يقتنع أبدا و هو طفل صغير أنه الضرب حدث بدون سبب أو وُجِد لوحده.
#الإلحاد_ضد_الفطرة_و_العقل
#لكل_حادث_محدث
#أفي_الله_شك
#علموا_أولادكم_العقيدة