الحلقة الخامسة - ثبت رجلك - الوحي وأدلة الدين الصحيح

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

برنامج ثبت رجلك الموسم الأول

للأخ مسلم عبد الله

جميع الحلقات برنامج ثبت رجلك الموسم الأول

الحلقة الخامسة: الوحي وأدلة الدين الصحيح

(word) (pdf) (mp3) (mp4) (soundcloud) (youtube)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مرحبا بيكم في حلقة جديدة من برنامج (ثبت رجلك).
اتفقنا في الحلقة اللي فاتت على ضرورة وجود مرحلة الإله يحاسبنا فيها ويقتصّ من المظلوم للظالم، ويحسن إلى المحسن ويعاقب المسيء، فهل بالمنطق كدا هينفع الإله بعدله الكامل يحاسبنا من غير ما ينزلّ لنا القوانين اللي هيحاسبنا عليها؟!
هضربلكم مثال دنيوي؛ هل ينفع في أي دولة محترمة واحد يكون ماشي في الشارع الشرطة تمسكه وتقبض عليه ويتقدّم للمحاكمة، ويتحاكم فعلًا من غير ما يعرف القانون اللي هيتحاكم على أساسه؟؟ طبعًا دا مستحيل، ليه؟ لأن دا ظلم، ومفيش دوله محترمة بتطبق الظلم.
يبقى العدل بيستلزم وجود قوانين، وإعلام المكلَّفين بيها قبل ما يتم تطبيقها. هو دا بالضبط مبدأ الوحي الإلهي، فما دمنا بنؤمن بالعدل الإلهي وبنؤمن باليوم الآخر، دا بيلزمنا بالإيمان بالوحي، وزي ما الإيمان بالإله من غير الإيمان باليوم الآخر يستلزم الطعن في عدل الإله؛ كذلك الإيمان باليوم الآخر من غير الإيمان بالوحي يستلزم الطعن في عدل الإله سبحانه وتعالى عند ذلك.
يبقى تلخيص لكل اللي قلناه في الحلقات اللي فاتت لحد دلوقتي: الله عز وجل موجود، له وجود حقيقي، الله عز وجل يتصف بالكمال المطلق، الله عز وجل من عدله أنه يحاسبنا في اليوم الآخر على أعمالنا الاختيارية في الدنيا، سواء كنت أعمال حسنة أو أعمال سيئة. الله عز وجل من كمال عدله سبحانه وتعالى أنه بيعرفنا القوانين اللي هيحاسبنا عليها في اليوم الآخر.
طيب يبقى دلوقتي السؤال: ازاي نقدر نميز بين الوحي الصحيح والوحي الباطل؟ وكمان ازاي نقدر نحدد الدين الصحيح؟
خلينا نتكلم بمثال: لو إنت كنت في العصور القديمة وجالك واحد بيقولك: أنا معايا رسالة من الله، الوحي اللي كنا اتكلمنا عنه، إيه الخطوات والشروط اللي هتفكر فيها عشان تتأكد وتشوف الراجل دا صادق ولا كذاب في ادعائه؟
أول حاجه هتفكر فيها إنك تشوف الشخص دا اللي جايلك بالرسالة يتصف بكمال الأخلاق ولا لاء؟ لأن مستحيل إن الله عز وجل يرسل شخص يتصف بصفات تعيبه وتخليني أشك إنه يكون مرسل من عند الله.
تاني حاجة: أما يكون راجل جاي يقولك: أنا موصول بالإله ومرسل من عند الإله، طبيعي لازم يكون الإله مديله كارت أو مديله دليل إن هو مرسل من عنده، إن هو متصل بيه، هو دا منطق المعجزات.
المعجزه هي إيه؟ هي شيء خارق للعادة، الله عز وجل يجريها على يد النبي إثباتًا أنه متصل بالإله، علشان كدا المعجزة لازم يتوفر فيها شرطين: إن هي تكون خارقة للعادة؛ يعني البشر ميقدروش يعملوها.
تاني حاجة: أن الله يجريها على يد شخص مدعي للنبوة، يعنى مثلًا لما يجيلك شخص ويقولك: أنا نبي ومعجزتي إني أنا بعمل عمليات أشفي بيها الناس، هل دا هيكون فعلًا نبي؟ هل اللي هو بيعمله دا هيكون معجزة؟! أكيد لا، ليه؟ لأنها أمر طبيعي بالنسبة للبشر، كذلك لما يجيلك شخص يقولك: إن أنا بشفي، لكن لم يدعِ النبوة، زي مثلًا بعض السحرة لما بيعملوا بعض الخوارق للعادات، دا برضو ما بيكونش نبي، ليه؟ لأنه لم يدعِ النبوة، علشان كدا لازم يتوافر الشرطين دول في أي معجزة.
1- أن يكون اللي جاء بالمعجزة دي ادّعى النبوة، فبتيجي المعجزة بتأكد إنه فعلًا نبي، وأنه موصول بالوحي.
2- إنه تكون المعجزة اللي هو جاي بيها دي خارقة للعادة، ولا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها.
تالت خطوو هنفكر فيها عشان نتأكد أن الشخص دا نبي ولا لأ: يجيلي بأخبار مستقبلية صادقة.
كلمة (نبي) أصلًا معناها: شخص بيتنبأ بأخبار مستقبلية، ولازم تتحقق.
طيب لو الأخبار دي ما اتحققتش؟ فيها حاجه من الاثنين: أن هو يكون كذاب في ادعائه، أو أن يكون اللي بيكلمه شيطان مش إله.
طيب احنا دلوقتي اتكلمنا عن ازاي نتأكد إن الشخص اللي جايلي بالرسالة دي نبي فعلًا،
طيب لازم تتوفر في الرسالة نفسها كمان شرطين، إيه هما؟
1- إن الأفكار والعقائد اللي في الرسالة دي لازم تكون أفكار منطقيه، لازم تكون عقائد منطقية، يعنى إيه؟
احنا اتفقنا بالمنطق في الحلقات اللي قبل كدا أثبتنا الوجود الإلهي، أثبتنا الكمال الإلهي، أثبتنا المرحلة التالية اللي الله عز وجل يحاسبنا فيها على أعمالنا، وأثبتنا الوحي، يبقى بالمنطق كدا مينفعش تيجي رسالة تقولك: مفيش مرحلة قادمة للحساب!، مينفعش تيجي رسالة تتهم الإله بالنقص، ودي أول حاجة نتأكد بيها من صحة الرسالة، أن تكون العقائد اللي فيها عقائد منطقيه.
2- تاني حاجة: أن تكون الأوامر اللي في الرسالة قابلة للتنفيذ، مهو برضو مش منطقي أن تيجي رسالة تقولك: ما تقتطعش جزء من السما، أو تقولك: اقتطع جزء من السما، الحالتين مستحيلين التنفيذ!، فمن الطبيعي إن مش هتيجي رساله تأمرك بما لا تستطيع.
طيب اتأكدنا دلوقتي، الرسالة الإلهية دي بتكون صفتها إيه بس؟ أصلًا المثال اللي كان بيكلمك بيقولك: لو إنت كنت على أيام زمان وجالك واحد بيقولك كدا، بس احنا دلوقتي مفيش أنبياء، ازاي نقدر نتأكد إن الدين دا صح ولا غلط؟
برضوا بالتفكير المنطقي هنلاقي أن الدين الصحيح لازم تتوفر فيه 3 شروط:
- الشرط الأول: إنه يكون مبني على وحي إلهي، مش معقول واحد هيعملك فلسفة ويقولك طريقة في تفكيره الشخصي، ويعتبر دا دين صحيح!
- تاني حاجة: أن يكون الوحي الإلهي دا محفوظ، تم حفظه من أيام النبي لحد دلوقتي، لحد ما وصل لك إنت، علشان تتأكد إن اللي وصلك دا هو الوحي الإلهى المضبوط.
- تالت حاجة: إنك تتأكد إنك إنت فاهم الرسالة دي زي ما كان النبي نفسه بيعلم قومه وأصحابه.
وبكدا لو دينك توفر فيه الثلاث شروط دول: أن يكون مبني على وحي إلهي، أن يكون الوحي الإلهي محفوظًا، أن يكون الفهم زي ما النبي فهّم قومه؛ كدا تتأكد إن إنت دينك صح، ولا عجب أن الثلاث شروط دول متوفّرين في الإسلام، ولم تتحقق في أي دين آخر إلا الإسلام.
وأنا عارف مبدئيًا أن الادعاء دا هتحاسب عليه، وهيقولوي: {قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين}، أو على الأقل هيقولوا: "البينة على من ادّعى"، وأنا مستعد لإثبات كلامي، ولكن في الحلقات اللي جاية إن شاء الله..
تابعونا على (قناة البينة) على الفيس بوك، وعلى قناة (على بصيرة)، ومتنساش تعمل لايك للفيديو وسبسكرايب للقناة، تابعونا دائمًا في برنامج (ثبت رجلك)..