من هو سلمان الفارسي رضي الله عنه ؟

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

كان الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه على دين المجوس فعرف بطلان دينه فالتمس الحق في غيره فانتقل إلى بلدان عديدة يبحث عن الحق ولقي في اخرها رجلا اخبره انه قد أظل زمان نبي يخرج بأرض العرب وذكر له علاماته وعلامات البلد التي يهاجر إليها وهي المدينة فقرر رضي الله عنه الرحيل إليها وعرض على من يوصله بقرا وغنما كان يملكه فحمله بعض العرب ولكن غدروا به وباعوه لرجل من اليهود فباعه لابن عم له يسكن في المدينة فلما هاجر صلى الله عليه وسلم الى المدينة ذهب سليمان رضي الله عنه إليه فعرفه بعلامات النبوة فأسلم رضي الله عنه

نعمة الهداية إلى التوحيد:

أعظم نعمة ينعم الله تعالى بها على الفرد والأمة: الهداية إلى التوحيد والطاعة ولذلك امتن الله على عباده بهذه النعمة ليعلموا انها من عنده فيشكروه ويستمسكوا بها قال تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات : 17]



أسباب الهداية:



1- سؤال الله تعالى: فيسأل العبد ربه ان يهديه



جاء في الحديث القدسي: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم.


والمسلم يردد كل يوم مرارا كثيرة قوله تعالى: اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة : 6] وما ذاك إلا لحاجته إلى هداية الله له في جميع الأوقات .


2- تعظيم نصوص الكتاب والسنة والعمل بها
3- العيش مع القرآن تلاوة وتدبرا علما وعملا
4- العيش مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم
5- مجالسة الصالحين والمصلحين والاخيار من عباد الله
6- فعل الطاعات وتذكر الآخرة ومجاهدة النفس



موانع الهداية:


1- الإعجاب بالضالين وتقليدهم والتمسك بما كانوا عليه والسير في ركابهم
2- الأعراض عن التفكير في الدار الآخرة
3- الجهل بالشريعة والأعراض عن تعلمها
4- التعصب للباطل وتقليد الآباء كما قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة : 104]

5- عدم الإصغاء لنصح الناصحين وهذه طريقة المشركين القدامى كما قال صالح عليه السلام لقومه: فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ [الأعراف : 79]