للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الدرس الأول عقيدة سهل العتيبي
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة العقدية (1) د. سهل العتيبي أما بعد: أيها الإخوة المشاهدون عبر قناة المجد العلمية الفضائية، وعبر موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، أيها الأبناء الطلاب في هذه القاعة، حياكم الله في أول درس من دروس مقرر العقيدة، وفي المستوى الأول من المرحلة الثالثة من دورات هذه الأكاديمية المباركة، فشكر الله للمشرف العام على هذه الأكاديمية فضيلة الشيخ راشد بن عثمان الزهراني، والعاملين معه من إداريين وفنيين، هذا الجهد الكبير، وبارك الله -عز وجل- في جهودهم، ونفع الله بها الإسلام والمسلمين عموماً، وطلاب العلم خصوصاً. أيها الإخوة الكرام ونحن في أول هذه الدروس، وفي أول هذه الأكاديمية، أهيب بطلاب العلم عموماً إلى التسجيل في موقع هذه الأكاديمية عبر مواقعها في الإنترنت، فإن التسجيل في هذه الأكاديمية لا يزال متاحاً، فإني أهيب بطلاب العلم الاستفادة من هذه التقنية التي هي من الوسائل المهمة والمفيدة لطلاب العلم، حيث يصل العلم إليك يا طالب العلم وأنت في بيتك، فحري بطلاب العلم عموماً، والمسلمين كذلك أن يستفيدوا من هذه الجهود المباركة، ولا شك -أيها الإخوة الكرام- أن الحرص على طلب العلم من أجل العبادات، وأعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه -عز وجل. في هذه المحاضرة، وفي الدرس الأول سنتحدث إن شاء الله عن المحاور التالية التي تظهر أمامكم على الشاشة، سنتحدث بإذن الله عن أهمية وفضل طلب العلم الشرعي، وعن أهمية وفضل طلب علم العقيدة خصوصاً، وسنعرف بهذا المقرر، وأهداف هذا المقرر، ومفردات، ومحتويات هذا المقرر، ثم المراجع لهذا المقرر. بعد ذلك في المحاضرة القادمة إن شاء الله سنأخذ الدرس الأول من دروس هذا المقرر. أولاً: ما يتعلق بأهمية وفضل العلم الشرعي، ونذكر ذلك في أول درس لأجل شحذ الهمم، ولأجل بذل مزيد من النشاط في الحرص على هذه العبادة العظيمة، فإن الإنسان الذي لا يعرف قدر الشيء، لا يقدره حق قدره، ولهذا في قصة موسى مع الخضر كما ذكر الله -عز وجل- في سورة الكهف، قال: ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾[الكهف: 68] فالإنسان الذي لا يعرف قدر العلم، وأهمية العلم، وفضل العلم، ومكانة أهل العلم عند الله -عز وجل- لا يقدر العلم حق قدره، لكن إذا تذكر هذه الفضائل، دفعه ذلك إلى مزيد من النشاط، ومزيد من بذل الجهد والوقت في طلب العلم الشرعي، وكما جاء في الحديث الذي رواه مسلم: «من سلك طريقاً يلتمس به علماً، سهل الله به طريقاً إلى الجنة». وهذا -كما لا يخفى على أمثالكم أيها الشباب- يشمل الطرق الحسية، والطرق المعنوية في طلب العلم، يشمل الطرق الحسية، وذلك بالذهاب إلى دور العلم، وحلق العلم، والمساجد التي تقام فيها حلق العلم، ويشمل كذلك الطرق المعنوية، كالاستماع إلى أمثال هذه الوسائل الحديثة في بذل العلم ونشر العلم. من الأدلة التي تدل على فضل هذه العبادة العظيمة، ألا وهي طلب العلم: أن الله -عز وجل- فضل آدم على الملائكة بسبب العلم، تأملوا في سورة البقرة، في قصة آدم مع الملائكة، قال الله -تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة: 30] ثم قال الله -تبارك وتعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾[البقرة: 31] إذن آدم فُضِّل على الملائكة بأي شيء؟ بالعلم ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾[البقرة: 31، 32]. وانظر يا طالب العلم إلى هذا الأدب، وهذا الأدب صادر من الملائكة، من المقربين، من عباد لا يعصون الله ما أمرهم، فماذا قالوا؟ قالوا: ﴿سُبْحَانَكَ﴾ تنزيه لله -تبارك وتعالى- ﴿لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ﴾[البقرة: 32، 33]. فهذا مما يدلك على فضل العلم أن آدم أبو البشر فُضِّل على الملائكة، وأُمر الملائكة بالسجود له لأجل العلم. أيضًا مما يدل على شرف العلم: أن الله -عز وجل- استشهد أهل العلم على أعظم مشهود، ألا وهو التَّوحيد، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة، مما يدل على المنزلة العظيمة لأهل العلم، يقول -تبارك وتعالى- في سورة آل عمران: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[آل عمران: 18] فهذه الآية ظاهرة لكم في بيان فضل العلم، ومكانة أهل العلم، حيث استشهد الله -عز وجل- أهل العلم على أعظم مشهود وهو التَّوحيد، وقرن شهادتهم بشهادته -عز وجل-، وشهادة الملائكة، والأمور العظيمة لا يستشهد عليها إلا العدول الثقات، مما يدل لك على فضل العلم، ومكانة أهل العلم عند الله -تبارك وتعالى. أيضًا يقول الله -تبارك وتعالى- في سورة طه لنبيه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114] ما وجه الدلالة في الآية على فضل العلم؟ {أمر عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة من العلم، لا من المال، ولا من الرياسة، ولا من شيء آخر، مما يدل على أن العلم أفضل شيء يطلبه العبد من الله -عز وجل- أن يزيده؛ لأن بالعلم ينال شرف الدنيا، وخير الآخرة}. أحسنت، ولو كان هناك أفضل ما هو أفضل من العلم، لأمر الله -عز وجل- نبيه، وهو أفضل البشر لأمره بالزيادة منه، فكون الله -تبارك وتعالى- يأمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالزيادة من العلم، دل على شرف العلم، وفضل العلم. أيضًا مثال رابع، أو شاهد رابع، يقول -تبارك وتعالى- في سورة المجادلة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11] أين الشاهد؟ {قوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ حيث خص الله -سبحانه وتعالى- بأهله، يرفع درجات أهل العلم}. أحسنت، وهذا يدل على المكانة والرفعة لأهل العلم عند الله، ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾، قال أهل العلم: "درجات" هنا نكرة، تدل على أن الإنسان كلما ازداد علماً، كلما ازداد رفعة عند الله -تبارك وتعالى-، وتأملوا القرآن وهو أفضل العلوم وأشرف العلوم، يقول فيه نبينا صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم: «إن الله يرفع بهذا القرآن أقوامًا، ويضع به آخرين». فالرفعة تكون بالعلم ولأهل العلم، كما ذكر الله -عز وجل- في كتابه. الآيات كثيرة، وإنما نحن هنا نذكر أمثلة لأجل التذكير، والذكرى تنفع المؤمنين، ولأجل شحذ الهمم، ولأجل بذل مزيد من النشاط، والعناية بهذه العبادة العظيمة، التي أثنى الله -عز وجل- عليها، وعلى أهلها في كتابه، في آيات كثيرة، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في أول كتابه "مفتاح دار السعادة" أكثر من مائة دليل على فضل العلم وأهل العلم. من السنة نذكر دليلاً واحداً يدل على عِظم وفضل هذه العبادة، حيث جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين». هذا الحديث له منطوق، وله مفهوم، ما منطوقه؟ {من يرد الله به خيراً في الدنيا والآخرة يفقهه في دين الله -عز وجل}. نعم أحسنت، هذا منطوقه الذي دل عليه مباشرة، مفهومه: المخالف، يعني عكسه. {مفهومه المخالف هو: أن من لم يرد به خيراً لا يفقهه ولا يرشده إلى تعلم الدين والفقه فيه}. أحسنت، وهذا دليل واضح وصريح على فضل العلم، فإذا رأيت الشاب، ورأيت المسلم، ورأيت المسلمة، لدى كل واحد منهم الحرص على الفقه في دينه، والسؤال، والرغبة فهذا دليل على ماذا؟ أن الله قد أراد به خيراً، إذا رأيت من نفسك أيها المسلم أن لديك رغبة وحرصاً على الفقه في دينك، فهذا دليل وعلامة على أن الله -عز وجل- قد أراد بك خيراً، والعكس إذا رأيت الشاب، ورأيت المسلم لديه عزوف وإعراض وعدم رغبة في تعلم الدين، والفقه في الدين، فهذا دليل على أن الله لم يرد له خيراً، ولهذا جاء في صحيح البخاري، من حديث أبي واقد الليثي، في قصة الثلاثة نفر، الذين دخلوا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أما أحدهم فلما دخل المسجد وجد فرجة فآوى إليها، دليل على الحرص والرغبة في طلب العلم، وأما الثاني فاستحى فجلس في آخر الحلقة، وأما الثالث، فلما رأى حلقة العلم أعرض عنها، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا أخبركم بخبر النفر الثلاثة؟ أما أحدهم: فآوى فآواه الله، وأما الثاني: فاستحى، فاستحى الله منه، وأما الثالث: فأعرض، فأعرض الله عنه». هذا الحديث فيه ترغيب وترهيب، أين الترغيب؟ في قوله: «آوى فآواه الله». وأين الترهيب؟ في قوله: «أعرض فأعرض الله عنه». ففي هذا حث على الحرص على طلب العلم، وأن ذلك من علامة إرادة الله -عز وجل- بطالب العلم خيراً، وفيه التحذير من الإعراض عن طلب العلم. هذه الحقيقة الأمثلة وهذه الشواهد من الكتاب والسنة، إنما ذكرناها لأجل التذكير ببيان وفضل أهمية طلب العلم، ولهذا من خلال هذه المادة، ومن خلال هذه القناة المباركة، وهذه الأكاديمية المباركة، أدعو المسلمين عموماً، وطلاب العلم خصوصاً إلى بذل الجهد، والحرص على تعلم العلم الشرعي، وخاصة في هذا العصر الذي -بحمد الله- كثرت فيه الوسائل، أصبح العلم يصل إلى المسلم حتى في بيته، وهذا لا شك نعمة، والنعم تحتاج إلى شكر، والحقيقة لا يتأتى ذلك إلا ببذل الجهد، والوقت في الاستفادة من هذه التقنية، والحرص على طلب العلم. هذا ما يتعلق بالعلم عموماً، العلوم الشرعية بعمومها، وكما لا يخفى على أمثالكم، أن العلوم الشرعية متنوعة، فيها علوم الفقه، فيها علوم القرآن، فيها علوم الحديث، فيها علوم التفسير، وفيها العلوم المساندة، ومن هذه العلوم علم العقيدة، وعلم العقيدة يمتاز عن بقية العلوم الشرعية بأنه أشرف هذه العلوم، ولماذا نقول بأن علم العقيدة هو أشرفها؟ لا نقول هو من أشرفها، بل نقول: هو أشرفها، والسبب الذي جعل هذا العلم هو أشرف العلوم الشرعية. {لأن هذا العلم يتعلق بشرف المعلوم وهو الله -سبحانه وتعالى}. أحسنت؛ لأن هذا العلم يتعلق بالخالق -تبارك وتعالى-، بأشرف معلوم، يتعلق بأسمائه -تبارك وتعالى-، ويتعلق بصفاته، وما له من الحقوق على عباده، ولهذا شرف العلم يكون بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم يتعلق بالخالق -تبارك وتعالى-، يتعلق بالتَّوحيد، الذي هو أول واجب على المكلف، وهو آخر واجب، أول واجب يُطلب من العبد إذا أراد الدخول في الإسلام أن يحقق التَّوحيد، شهادة طالب العلم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وآخر واجب كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» يعني من رأيتم عليه علامات الاحتضار فذكروه بالتَّوحيد، ولهذا جاء في أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة». هذا العلم دعا إليه جميع الأنبياء، فجميع الأنبياء دعوا إلى التَّوحيد، كما قال -تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25] وكما قال -عز وجل: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36] فكل الأنبياء دعوا إلى عقيدة التَّوحيد مما يدل على أهميتها، والاختلاف بينهم يكون في الشرائع والأحكام العملية. ثم هذا العلم يكون عنه السؤال في القبر، الإنسان في قبره يُسأل عن أي شيء يُسأل؟ {يُسأل: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟}. إذن هو يُسأل عن الأصول الثلاثة، وهذه لا شك أنها من ركائز التَّوحيد، من تحقيق التَّوحيد، وكلمة التَّوحيد، مما يدل على أهمية هذا العلم، أن الإنسان حتى وهو في القبر يُسأل عن ذلك، ولهذا مَن عرف هذه الأصول وفهمها بأدلتها فإنه حري أن يثبت وأن يوفق للجواب الصحيح عند السؤال في القبر، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يثبتنا وإياكم وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. هذه في الحقيقة إشارات سريعة تبين أهمية هذا العلم خصوصاً من علوم الشريعة، ألا وهو: علم العقيدة، والذي سنتحدث عنه إن شاء الله في هذا المقرر. هذا العلم له موضوع يختلف عن بقية العلوم الشرعية، فكما أن الفقه له موضوع، فكذلك هذا العلم له موضوع يتميز به عن بقية العلوم الشرعية، فمن موضوعات هذا العلم أنه يتحدث عن أركان التَّوحيد يتحدث عن أنواع التَّوحيد الثلاثة، توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، والتَّوحيد، وهو أهم موضوعات علم العقيدة، فمن أهم الموضوعات التي يتناولها هذا العلم: بيان مفهوم التَّوحيد، وأنواع التَّوحيد. ثم أيضًا من موضوعات هذا العلم: أركان الإسلام الخمسة، التي لا تخفى على كل مسلم، تحقيق الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، أي: ما يتعلق بأصول هذه الأركان. كذلك أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتضمنه كل ركن من هذه الأركان، ولوازم هذه الأركان، ذلك من موضوعات هذا العلم. أيضًا كل ما يتفرع عن هذه الأصول، من أمور الغيب، ومن أشراط الساعة، ومن أحوال الآخرة، كلها من موضوعات هذا العلم. يدخل أيضًا في موضوعات هذا العلم: الرد على الفِرق التي ضلت عن هدي الكتاب والسنة، وكذلك الرد على الديانات، وكذلك الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة، كالعلمانية، والليبرالية ونحوها، من المذاهب التي أنتجتها عقول البشر القاصرة. ولهذا لو كان لديك كتاب في التَّوحيد، وكتاب فقه، ستجد الفرق الكبير بين موضوعات هذه الكتب، فهذا ما يتضمنه هذا العلم. هذا العلم له مسميات، يسمى بعلم العقيدة، ولهذا تجد من أهل العلم من سموا كتبهم بهذا الاسم، مثل: "العقيدة الطحاوية" "العقيدة الواسطية" "لمعة الاعتقاد" "أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" فيسمى بالعقيدة؛ لأن العقيدة هي ما يعقد الإنسان قلبه عليه، بحيث لا يتطرق إليه شك بأي وجه من الوجوه، والعقيدة إذا أطلقت فإننا نعني بها العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة الصالح، إذا قيل العقيدة الإسلامية، فإننا نعني بها العقيدة المأخوذة من منبعها الصادق، مأخوذة من الوحي المنزل، من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم سلف الأمة، كما فهمها الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعون لهم بإحسان، وكما عليه أئمة الإسلام، وعليه أئمة أهل الحديث فهذا مرادنا بالعقيدة الإسلامية إذا أطلق مصطلح العقيدة. كذلك يسمى هذا العلم بالسنة، فيقال: فلان من أهل السنة، ضد البدعة، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي» أي الطريقة والهدي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العلم، والعمل، والاعتقاد، والمنهج، ونحو ذلك، ولهذا كان هذا المصطلح هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة، كان يسمى هذا العلم بالسنة، ولهذا تجد من أهل العلم من سموا كتبهم بالسنة، ككتاب "السنة" للإمام أحمد، "السنة" لعبد الله بن الإمام أحمد، ونحو ذلك. يسمى هذا العلم بالتَّوحيد، وتسميته بالتَّوحيد، من باب تسمية الشيء بأهم أنواعه؛ لأن أهم موضوع من موضوعات علم العقيدة هو التَّوحيد، ولهذا سمي هذا العلم بالتَّوحيد من باب تسمية الشيء بأهم أنواعه، ولهذا لو كان لديك كتابان، كتاب في التَّوحيد، وكتاب في العقيدة، ما الفرق بينهما؟ يعني مثال: ما الفرق بين "العقيدة الطحاوية" مثلاً؟ وكتاب "التَّوحيد" لابن خزيمة؟ أو كتاب "التَّوحيد" لابن منده؟ أو كتاب "التَّوحيد" في صحيح البخاري؟ أو كتاب "التَّوحيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟ ما الفرق بين كتب العقيدة وكتب التَّوحيد؟ {من حيث المضمون فهذه الكتب كلها تتحدث وتتناول مسائل تتعلق بالعقيدة من حيث الإجمال}. أحسنت. {ومن سمى كتبهم ومؤلفاتهم بالتَّوحيد، هذا -الله أعلم- اعتناءً بإبراز الجانب الأهم من أهم موضوع}. يعني خصصوا هذه الكتب في أهم موضوع، يعني أن كتب التَّوحيد تجد أنها تُعنى ببيان حقيقة التَّوحيد، وأهمية التَّوحيد، ومفهوم التَّوحيد، وأنواع التَّوحيد، فهي متخصصة في أهم موضوع من موضوعات علم العقيدة، بينما تجد كتب العقيدة فيما شمولية، ولهذا قد تجد أحيانًا في كتب العقائد، الإشارة إلى بعض الفروع الفقهية، أليس كذلك؟ كقولهم: ونرى المسح على الخفين، والصلاة خلف الأمراء، أبراراً كانوا أو فجاراً، فيذكرون هذه الفروع الفقهية لأجل ذكر ما يميز أهل السنة عن غيرهم، وإلا فهذه الفروع الأصل أنها تبحث في كتب الفقه، وذكروها في كتب العقائد؛ لأنها أصبحت صفات عملية تميز أهل السنة عن غيرهم، ولهذا تجد أن كتب العقيدة أشمل وأوسع من كتب التَّوحيد، فتذكر ما يتعلق بأنواع التَّوحيد، ما يتعلق بأركان الإيمان، وما يتعلق بشعب الإيمان، وكذلك ما يتعلق بالصفات العلمية والعملية التي تميز أهل السنة عن غيرها. كذلك يسمى هذا العلم بالإيمان، ولهذا نجد من أهل العلم من سموا كتبهم بالإيمان، كـ"الإيمان" لأبي عبيد القاسي بن سلام، "الإيمان" لابن منده، "الإيمان" في صحيح البخاري، ونحوها من الكتب. وكتب الإيمان أيضًا تُعنى بموضوع خاص، تُعنى بأركان الإيمان، وشُعب الإيمان، ودخول الأعمال في مسمى الإيمان، وزيادة الإيمان ونقصانه، ولهذا تجد في صحيح البخاري، في أول الصحيح كتاب الإيمان، وفي آخر الصحيح كتاب التَّوحيد، ما الفرق بينهما؟ هل هذا تكرار من البخاري -رحمه الله-، لما يجعل في الصحيح كتاب الإيمان، ثم يجعل كتاب التَّوحيد؟ {ليس تكراراً، وإنما بيان لكل من القسمين كتاب التَّوحيد والإيمان بما يتضمنه، فهذا يتضمن ويبحث في التَّوحيد وأقسامه وأنواعه إلى آخرها، وذاك يتضمن ويبحث في مسائل الإيمان..}. أحسنت، وشُعب الإيمان، ودخول الأعمال في مسمى الإيمان، زيادة الإيمان ونقصانه، فهي كلها كتب عقائد، لكنها تخصصية، فيسمى هذا العلم بالإيمان أيضًا من باب تسمية الشيء بأهم أنواعه وأجزائه. كذلك يسمى بالشريعة، أي المنهج والطريق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ككتاب "الشريعة" للإمام الآجري. ويسمى بأصول الدين، أو يُقال أصول الديانة، ككتاب الإمام أبي حسن الأشعري -رحمه الله- "الإبانة عن أصول الديانة" ولهذا عندنا كليات تسمى بكليات أصول الدين، وهي تختلف عن كليات الشريعة التي تُعنى بالجانب الفقهي العملي. كذلك يسمى هذا العلم بالفقه الأكبر، ومن ذلك الكتاب المنسوب للإمام أبي حنيفة -رحمه الله-، المسمى بـ"الفقه الأكبر"، وهل هناك فقه أصغر؟ إذا قلنا الفقه الأكبر، هل هناك فقه أصغر؟ {بلى، الفقه الأصغر ما يتعلق بالفروع}. نعم، وهو الفقه عند الإطلاق، إذا قيل مادة الفقه، أو كتب الفقه وعليه فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» أول وأولى ما يدخل في هذا الحديث هو الفقه الأكبر، الذي هو علم العقيدة، وفقه هذا العلم. هذه الحقيقة إشارة إلى مسميات هذا العلم المشهورة عن سلفنا الصالح، وعن علماء الإسلام في القديم والحديث، وكتبهم في هذا ظاهرة وواضحة، إنما نذكر هذه المسميات لتنوع الكتب، وتنوع موضوعاتها، وإلا كلها تدل على علم وموضوع واحد. هذا المقرر الذي بين أيديكم، وهو مسمى بالعقيدة رقم واحد؛ لأنه يوجد مقررات أيضًا تتعلق بالعقيدة رقم اثنين، هذا المقرر محتواه، أول ما يتعلق بالهدف منه: فإن الهدف من هذا المقرر التأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام في تعليم الناس العقيدة الصحيحة، فإن هذا العلم يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، وينبغي لطلاب العلم، والدعاة إلى الله -عز وجل- أن يعنوا أولاً وقبل كل شيء بتعليم الناس العقيدة الصحيحة، وبيان ما خالف ذلك، فالعناية بهذا العلم فيه تأسٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك بالأنبياء قبله حيث عنوا أولاً وقبل كل شيء بعلم العقيدة، وتعليمها للناس. كذلك يهدف هذا المقرر إلى تعميق الشعور بعظمة الرب -تبارك وتعالى-، وتقديسه في النفوس من خلال إثبات وحدانيته -تبارك وتعالى-، ونفي الشريك عنه -تبارك وتعالى- في جميع أنواع التَّوحيد، من خلال الآيات والأحاديث التي تبين عظمة الرب -تبارك وتعالى- وما يستحقه من التنزيه. أيضًا يهدف هذا المقرر إلى تكوين العقيدة الصحيحة في النفوس، وتصفيتها من الخرافات والشركيات والبدع، وتحصينها ضد المظاهر التي تنقض التَّوحيد، أو تنقص وتخل بالتَّوحيد. يهدف هذا المقرر أيضًا إلى إعطاء الطالب قدرة على إقامة الحجة، والاستدلال على الباطل، ولهذا علم العقيدة يحتاج إلى معرفة الدليل، وليتأملوا السؤال في القبر، فإذا سألوا الميت عن الأصول الثلاثة، قالت له الملائكة: وما دليلك؟ ولهذا قال أهل العلم: بأن أمور العقائد لا ينفع فيها التقليد، فمثل هذه المقررات تعطي المسلم استحضار الدليل على ما يعتقده في الله -تبارك وتعالى-، وفي أسمائه وصفاته، وما يعتقده في أركان الإيمان الستة. كذلك يهدف هذا المقرر إلى تنمية الحرص في النفس على إخلاص العبودية لله -تبارك وتعالى-، والبعد عن الشرك وعن الرياء والنفاق، من خلال بحث هذه المسائل وبيان دقائقها وتفصيلاتها؛ لأجل الحذر منها. كذلك يهدف هذا المقرر أيضًا إلى التشويق إلى الجنة ونعيمها، والتخويف من النار وعذابها أعاذنا الله وإياكم منها، ورزقنا وإياكم جنة الفردوس الأعلى. كل ذلك من الهدف والغاية من هذا المقرر، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحقق لنا ولكم هذه الأهداف، وأن ينفعنا جميعاً بما نقول ونسمع. المفردات في هذا المقرر، أو محتوى هذا المقرر كما هو ظاهر معكم، وكما تجدونه إن شاء الله في موقع الأكاديمية، يتكون هذا المقرر من تسع وحدات: الوحدة الأولى: نتحدث فيها إن شاء الله عن مفهوم التَّوحيد الذي دعت إليه الرسل، وعن فضله وأنواعه من خلال أدلة الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة الصالح. الوحدة الثانية: عن الدعوة إلى التَّوحيد، والعناية بذلك، وهذا منهج الأنبياء والمرسلين وأتباعهم. الوحدة الثالثة: عن وجوب التَّوحيد والبراهين الدالة عليه، والرد على المشركين في هذا الباب. الوحدة الرابعة: عن مفهوم الشرك الأكبر والأصغر، وبيان أحكام كل نوع. الوحدة الخامسة: عن مظاهر وصور الشرك الأكبر، ومظاهر وصور الشرك الأصغر، سنذكر أمثلة لذلك، وإلا هذا باب يطول. الوحدة السادسة: ما يناقض التَّوحيد، وما يُنقص التَّوحيد، وما الفرق بين الناقض والناقص؟ الوحدة السابعة: سنتحدث إن شاء الله عن أسباب الوقوع في الشرك، لأجل الحذر والتحذير من ذلك. الوحدة الثامنة: سنتحدث عن الوسائل الشرعية للحماية من الشرك، وحماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التَّوحيد، وحمى التَّوحيد. الوحدة التاسعة: سنتحدث عن قواعد وضوابط تتعلق بنوع من أنواع التَّوحيد، ألا وهو توحيد الأسماء والصفات. هذا ما يتضمنه هذا المقرر، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على فهمها وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح. سنحاول إن شاء الله أن نغطي هذه المفردات عموماً في عشرين محاضرة، وفي عشرة أسابيع بمعدل محاضرتين في كل أسبوع، المحاضرة الأولى من يومي السبت والاثنين بإذن الله، ونسأل الله الإعانة، والتوفيق، والتسديد. المراجع لهذا المقرر: هناك مرجعان رئيسيان: المرجع الأول وهو الملخص في شرح كتاب التَّوحيد لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وهو هذا الكتاب، وضروري أن يكون هذا الكتاب بين يديك، يعتبر هذا الكتاب هو مرجع رئيس لهذا المقرر، والشيخ -حفظه الله ووفقه- ذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه صاغه بطريقة حديثة مدرسية؛ ليكون أقرب إلى أفهام المتعلمين، سائلين الله أن ينفع به، وأن يكون إسهاماً في نشر العلم وتصحيح العقيدة، فهذا الكتاب يمتاز بميزات عديدة، فيعتبر هو المرجع الرئيس والأساس لميزات امتاز بها، سنذكرها إن شاء الله. مرجع آخر وهو من إعداد الفريق العلمي في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وهو هذا الكتاب الذي سيوزع عليكم إن شاء الله، وكذلك هو موجود، مصور في موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، لمن يتابعوننا الطلاب والطالبات عبر الموقع، سيجدون هذا الكتاب مصوراً، فيعتبر الحقيقة هو من المراجع الرئيسة في هذا المقرر. أما الكتاب الأول كتاب الشيخ صالح -فكما تلاحظون على الشاشة- ميزات هذا الكتاب: يمتاز هذا الكتاب بعدة ميزات: بسهولة العبارة، كذلك جودة التصنيف، وحسن الترتيب. فيذكر المصنف -رحمه الله- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد؛ لأن هذا الكتاب عبارة عن شرح لكتاب التَّوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، لكن بأسلوب معاصر، فيمتاز هذا الكتاب بهذه الميزات، التي لا تخفى عليكم، كما إذا طالعتم هذا الكتاب. منها أنه يذكر مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد؛ لأن كتاب التَّوحيد عبارة عن أبواب، عن مقدمة، وبعدها ستة أبواب، ثم فروع لهذه الأبواب، فيذكر الشيخ -حفظه الله- مناسبة الباب لكتاب التَّوحيد، ثم يبدأ بشرح مفردات عنوان الباب، والأدلة التي ذُكرت فيه، ثم يذكر المعنى الإجمالي للشاهد، سواءً كان آية أو حديث، ثم يترجم للأعلام المذكورين، ثم يذكر مناسبة الدليل، سواءً كان آية أو حديث للباب، ثم بعد ذلك يذكر ما يستفاد من شواهد الباب، فهو الحقيقة كتاب نفيس، والحقيق حري بطالب العلم أن يُعنى به، والاطلاع فيه، لفهم أبواب كتاب التَّوحيد. أما الكتاب الذي قام الفريق العلمي في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة بإعداده، فهو يتكون من ثلاثة أبواب أو وحدات: الوحدة الأولى: هي عبارة عن كراس أنشطة لجميع وحدات ومفردات المقرر التسعة، بحيث يُفرد لكل وحدة فصلاً مستقلاً تجد فيه بيان أهداف الوحدة، وأنشطة تدريبية، وأسئلة تتعلق بهذا المقرر، فهذا الكتاب -هذا الكراس- هو الحقيقة أشبه ما يكون بكراس أنشطة تدريب يبين مدى فهم مثل هذا الكتاب، فأنت إذا قرأت الكتاب الملخص، ثم رجعت إلى هذا الكتاب، أشبه ما يكون بتغذية راجعة، أو أنك تعرف مدى فهمك لهذا الكتاب، فيعطيك تمارين متنوعة، وأسئلة متنوعة من خلالها تبين مدى فهمك لهذا الكتاب، فيتكون الجزء الأكبر من أنشطة لجميع وحدات ومفردات المقرر. ثم الجزء الثاني منه عبارة عن كراس تطبيق، يقوِّم إجاباتك السابقة، ولذلك قد تجد فيه إجابات الأسئلة التي مرت معك، يعني لو أنك تجاوب، ثم بعد ذلك تنظر إلى الأجوبة في الجزء الثاني، ولهذا ينبغي أنك لا تنظر إلى هذه الأجوبة إلا بعد أن تقيس فهمك في الجزء الأول، بحيث أنك تجيب ثم تنظر هل جوابك صحيح أو لا، وخاصة ممن يتابعوننا عبر الموقع، بعد أن يستمع إلى المحاضرة، وقد حضَّر من الكتاب أولاً ثم عاد إلى الكتاب، ثم قام بالأنشطة التدريبية، بعد ذلك ينظر مدى صحة فهمه وإجاباته من خلال الجزء الثاني في الكراس، وهو ما يتعلق بالتطبيق. الجزء الأخير وهو عبارة عن خرائط ذهنية ومفاهيم، يعني خرائط تقرِّب لك الفهم بصورة ذهنية تصويرية، وهو مفيد في التقسيمات، مفيد في التحضير، قد نستفيد نحن منه أحيانًا في بعض التقسيمات والخرائط الذهنية. هذا الحقيقة تعريف مجمل بالمقرر في أول محاضرة، فأترك لكم المجال في ما يتعلق بالأسئلة إذا كان لديكم أي سؤال عبر محاور هذه المحاضرة التي ذكرنا. {بالنسبة لما يتعلق بالمراجع غير المقررين الذين ذكرتهما، لأنك يا فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً، ذكرت تسميات المادة، وأن المؤلفين كل منهم بذل جهده في بيان الإيمان ومسمياته إلى آخرها، والآخر في بيان التَّوحيد وأنواعه إلى آخرها، والآخر أصول الدين إلى آخرها، يعني أهم مرجع مثلاً شامل لهذه، كتاب جامع للإيمان وأقسام التَّوحيد إلى آخره مثلاً يكون مرجع للمادة يرجع إليه الطالب يستفيد منه خارج المقرر}. أحسنت. ما يتعلق بالمسميات، نحن ذكرناها في البداية كمقدمات لهذا العلم، لما نذكر المسميات نقول: إن هذا العلم كما أنه يسمى بعلم العقيدة، يسمى بعلم التَّوحيد، يسمى بالإيمان، يسمى بالسنة، يسمى بالفقه الأكبر، فنحن نذكر هذه المسميات، وتنوع هذه الكتب، وهذه الكتب -كما ذكرت لك- هي تتنوع أيضًا في محتواها وفي مضمونها، هذا المقرر هو من ضمن مقررات، ولهذا سموه الإخوة هنا في الأكاديمية بـ"العقيدة رقم واحد"، معناه أنه فيه مقرر "العقيدة رقم اثنين" وهذا المقرر أيضًا حددوا له مفردات محددة، وهي الوحدات التسعة التي ذكرت لك، ورأوا أن هذه الوحدات التسعة يشتمل عليها كتاب التَّوحيد، وكتب التَّوحيد، ومن أهمها كتاب "التَّوحيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فانتقوا هذه الأبواب وإن لم تكن هي مرتبة حسب ترتيب كتاب التَّوحيد، من كتاب التَّوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ورأوا أن الشروح على هذا الكتاب -كتاب التَّوحيد- كثيرة ومتنوعة، وأساليبها أيضًا متنوعة، وربما يكون في بعض أساليبها شيء من الصعوبة على بعض طلاب العلم، فرأوا أن كتاب معالي الشيخ صالح الفوزان، أنه أسهل كتاب يمكن أن يُعتمد في المقرر من حيث الميزات التي ذكرنا لك، بحيث أن طالب العلم، والمسلم لما يقرأ كتاب التَّوحيد، ثم يرجع إلى الشرح في ترابط الأبواب، وفي معاني المفردات، والشاهد، ووجه الاستدلال، والفوائد، يستوعب كتاب التَّوحيد. ومع ذلك لو رجعت إلى شروح كتب التَّوحيد الأخرى، كـ"القول المفيد" للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، و"الحواشي على كتاب التَّوحيد" وهي كثيرة، ستجد فيها أيضًا فوائد أخرى، لكن نحن في أكاديمية علمية لها مناهج محددة، وكما لا يخفى عليكم أن هناك اختبار، وهناك تقويم، وطلاب العلم عبر موقع الأكاديمية وهم يصلون أحيانًا إلى الآلاف كما حدثوني الإخوة، وكما كان في الدورات السابقة تتجاوز الأعداد الآلاف من شتى دول العالم، فهم يحتاجون إلى مقررات محددة، بحيث يكون التقويم والاختبار من خلال هذه المراجع، وأنتم كما لا يخفى عليكم في التعليم وفي الجامعة إذا لم يكن المقرر له مرجع محدد، وإلا الطالب يبقى في حيص بيص، أو لا؟ فأسأل الله -عز وجل- أن يعيننا وإياكم على فهم هذا المقرر، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح. إذن هذه الحقيقة استعراضات مهمة، نذكرها لكم في بداية هذا الكتاب. سنذكر لكم الحقيقة في ما يتعلق بهذا الكتاب -كتاب الشيخ صالح- كنموذج من ميزات هذا الكتاب الذي بين أيديكم، وسواء اقتنيتموه من خلال المكتبات، أو تجدونه أحيانًا مصوراً في بعض المواقع، مما يدلك على ميزات هذا الكتاب، يعني مثلاً في أول الكتاب الشيخ -وفقه الله- يذكر ما يتعلق بموضوع هذا الكتاب عموماً، ثم يبدأ في شرح الشاهد من الآية، يبدأ في بيان معاني الكلمات، ثم يذكر المناسبة؛ لأن أحيانًا الذين يقرءون مثل هذه الكتب، ككتاب التَّوحيد أو غيره من الكتب، قد يُشكل عليه وجه الاستدلال، لماذا المصنف -رحمه الله- استدل بالآية، فأحياناً قد يخفى عليه وجه الاستدلال، وقد يكون أحيانًا وجه الاستدلال فيه شيء من العموم، لا يكتشفه إلا من لديه خلفية علمية دقيقة، ولهذا الشيخ صالح -وفقه الله- بعد أن يبين المعاني يذكر المناسبة للباب، ثم يذكر فوائد، والفوائد أيضًا ليست عامة، بل هي فوائد تتعلق بوجه الاستدلال، ولهذا أحيانًا تجد ممن يشرحون هذه الكتب، أحيانًا قد يستطرد الشارح في أمور لا علاقة لها، فربما القارئ، أو طالب العلم يتعب كثيرًا، عندما تجد الشارح يستعرض أموراً ليس لها علاقة بالباب، المصنف -رحمه الله- ذكر هذه الآية واستدل بها لغرض معين، وهو ما يتعلق بالتَّوحيد، فيأتي بعض الشرَّاح أحيانًا فيذكر لك فوائد بعيدة كل البعد عن موطن الاستدلال، فربما ضاعت الفكرة الأساسية، أو الهدف الأساسي، الشيخ صالح هنا يركز على ما يتعلق بالتَّوحيد فقط. كتاب التَّوحيد أيضًا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بعد أن يذكر الشواهد من الآيات والأحاديث يستنبط منه مسائل، وهذه المسائل هي الحقيقة عبارة عن فقه الشيخ، ولهذا كما أن البخاري -رحمه الله- فقهه في تراجمه، كذلك فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التَّوحيد في مسائله وأبوابه، ولهذا تجد أحيانًا كثيراً من طلاب العلم، وبعض الشرَّاح يَحار في وجه استنباط الشيخ -رحمه الله- لهذه الفائدة من أبواب الكتاب؛ لأن الشيخ لديه عمق، ولديه دقة في الاستنباط، ولهذا هذه الشروح تعينك على فهم المسائل المستنبطة، كذلك فيما يتعلق بالتناسب بين الأبواب، يعني صلة هذا الباب بما قبله، وهذه الشروح تعينك أيضًا على فهم هذه الأبواب. كتاب التَّوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يعتبر الحقيقة من أنفس الكتب التي أُلِّفت في التَّوحيد، ولهذا شبهه أحد علماء الهند لما اطلع عليه، وكان لا يعرف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل كانت معرفته للشيخ فيها شيء من الغبش وسوء الفهم، فأحد طلاب الشيخ، نزع الصفحة الأولى التي فيها عنوان المصنف، فأعطاه الكتاب، وقال: أريدك أن تقرأ هذا الكتاب، لتنصحني هل أقتنيه أم لا؟ فلما قرأ هذا الكتاب، وهو لا يعرف لمن، قال: هذا الكتاب أشبه ما يكون بقطعة من صحيح البخاري، وصدق، هذا الكتاب -كتاب التَّوحيد- هو أشبه ما يكون بقطعة من صحيح البخاري، لماذا؟ لأنه شبيه، شبيه بكتاب البخاري، أولاً المصنف -رحمه الله- لم يجعل مقدمة في كتابه؛ لأنه لا يريد أن يقدم بين كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، والبخاري في صحيحه، ما جعل مقدمة، البخاري يترجم أحيانًا بالآيات والأحاديث، والمصنف كذلك يترجم بالآيات والأحاديث، ويجعل فقهه في التراجم أو في الفوائد، ولهذا يعتبر هذا الكتاب هو من أنفس الكتب التي صنِّفت في علم التَّوحيد؛ لاشتماله على أهم علم من علوم الشريعة، وأهم علم من علوم العقيدة ألا وهو التَّوحيد. {جزاكم الله خيراً على هذه القناة الفاضلة، لكن أحب أن أقترح عليكم اقتراحاً يسيراً، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير: أن تعلنوا عن أن هذه القناة صارت مفتوحة؛ لأنها كانت مشفرة سابقًا، على قناة المجد العامة، أن تقولوا بأن هذه القناة مفتوحة؛ لأن أكثر الناس لا يعلمون بهذا الأمر}. نعم.. جزاك الله خيراً، وهذا الحقيقة من النصح لطلاب العلم، فهو يذكر بأن البث على قناة المجد العلمية، هو أيضًا مفتوح عبر القناة العامة، وكذلك من يتابع عبر موقع الأكاديمية، وكما أيضًا حدثني المشرف العام عليها بأن هناك تطبيق خاص بالأكاديمية يمكن أن ينزله طالب العلم، أو أياً كان، هذا التطبيق مفتوح، ينزله على جهازه المحمول، ويتابعون هذه الدورة، وأنشطتها، والتسجيل عبر التطبيق الخاص عن طريق الجهاز المحمول، وهذا من فضل الله -تبارك وتعالى- علينا نحن المسلمين، أن الله -عز وجل- سخَّر لنا هذه التقنية الحديثة في خدمة دينه. فأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بالعلم النافع، والعمل الصالح، وشكر الله للأخ اتصاله وتذكيره وتنبيهه، ولنا إن شاء الله لقاء في الدرس القادم، وهو الدرس الأول فيما يتعلق بالمفردات، بعد هذه المقدمة أشكر لكم حسن مشاركتكم، وأشكر للإخوة والأخوات المشاهدين، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد. اللَّهمَّ علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وصلِّ اللَّهمَّ وسلم على نبينا محمد. |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الدرس الأول من دروس المختصر الوجيز في علم الحديث | مصطفى طالب مصطفى | الحديث الشريف وعلومه | 0 | 11-30-2015 02:33 PM |
الدرس الأول من دروس حصول المنَّة بشرح أصول السنَّة | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 1 | 11-21-2015 04:24 AM |
الدرس الأول التوثيق لبداية المتفقه ترجمة صاحب المتن | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 11-03-2015 11:29 PM |
الدرس الأول من دروس شرح كتاب الإجماع للشيخ أكرم بن حمدين | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 11-01-2015 02:37 PM |
الدرس الأول - سورة الفاتحة 1- من دروس التفسير للشيخ نور شعلان | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 11-01-2015 02:10 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|