الدرس الأول من دروس المختصر الوجيز في علم الحديث

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكم / إخوة وأخوات في هذا الصرح الإفتراضي وقبل أن نلج في هذا المقرر العظيم, يجب أن أوضح أمور:

1- أنا لا أدعي أنني عالماً من العلماء أُلقي الدروس هنا وهناك, فعلم الحديث علم عظيم تفنى الأعمار في تحصيله, وبنفس الوقت أزعم أنني على اطلاع بسيط يكفي لكي أعرض نُبذ عن هذا العلم, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: بلُغوا عني ولو [آية] فليس شرطاً لكي تنشر العلم أن تكون عالماً بدقائقه وشوارده وخوافيه, بل من تعلم ولو مسألة واحدة بدليلها ونشرها يكون من المبلغين عن النبي صلى الله عليه وسلم ويا له من شرف !

2- ثم إنني لا أزعم أنني أعلمكم بالدين ولا أفقهكم به, بل هناك من هو أعلم منّي في هذا العلم وغيره, وأيضا هناك من لم تسعفه البيئة في التعلم من الأخوة والأخوات الطيبين, ثم وكما يقول العلماء أن زكاة العلم نشره فربما علق أحدكم بفائدة أصحح بها مفهوماً عندي أو أضيفها إليه فتتكامل الصورة لدي, فلا يخلوا الأمر من فائدة.

عذراً على الإطالة ولكن هذه المقدمة لا بد منها....

إعلموا رحمني الله وإياكم أن أي شيئ يِشرُفُ بِمُتَعلّقه, فالتوحيد أي توحيد الله عز وجل أشرف العلوم على الإطلاق لأنه متعلق بأشرف الموجودات وهو الله سبحانه وتعالى, فإذا كان شرف العلم متعلق بشرف المعلوم كان التوحيد أشرف العلوم... ولذلك فإن علم الحديث من أشرف العلوم لأنه متعلق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم, وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى, والسنة مفسرة للقرآن الكريم ومبينة للناس من نُزِّل إليهم, فهذا العلم جليل القدر عظيم الشأن ينبغي على كل طالب للعلم أن يتعلم ما يساعده على تمييز كلام العلماء في الأحاديث, فلربما آمن بحديث مرسل اعتقادا منه أن معناها: مرسل من عند الله, فيكون آمن بحديث ضعيف عند علماء الحديث رحمهم الله, كما سيمر معنا..


فالعلوم منها ما هو فرض عين على كل مسلم ومنها ما هو فرض كفاية ومن العلوم منها ما يجب على المسلم أن يعرفه إجمالاً ولمن طلب الرسوخ وجب عليه أن يتعلمها تفصيلاً..

وإلى اللقاء القادم إن شاء الله تعالى..