الدرس الثاني من دروس المختصر الوجيز في علم الحديث

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
أيها الإخوة والأخوات الكرام , الحمد لله الذي جعل لنا هذا اللقاء الإفتراضي منبرأ لنشر الخير , واكتسابه , فالحمد لله رب العالمين.
إخوة الإسلام , إخوة العقيدة , قد يُقال عن المسلمين أنهم عُباد أسانيد , وقد يُقال أنهم يصححون الأحاديث ويضعفونها حسب أهوائهم , وقد يُطعن بما في صحيح البخاري ومسلم وغيره , وقد يُطعن في الإسلام بحديث ضعيف أي غير مقبول عند علماء الحديث , وقد يُستدَل للإسلام بحديث ظاهره الصلاح وباطنه الطعن بالإسلام , وقد وقد وقد وقد: وكله راجع إلى أمرين , الأول عدم تقدير هذا العلم الكبير , والثاني الجهل به , مع أن ‫#‏الجميع‬ يستعمله في حياته.
مثال: لو قلت مثلا: فلان الذي تعرفونه كذاب... مباشرة ستقولون: أين دليلك؟!
قال تعالى في القرآن الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ ‫#‏فَتَبَيَّنُوا‬ أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات : 6]
إذا: فالتثبت , التحري , التقصي , وغييرها من طرق معرفة صحة الأخبار مأمور بها عقلا وشرعاً.
وعلم الحديث برمته لا يخرج عن ذلك , فعلم الحديث مستمد من واقع الحياة, بل إن بحثت عن أقصى درجة وصل إليها البشر في طرق معرفة مصادر الأقوال وصلاحها فستجد الأم ينتهي عند علماء الحديث رحمهم الله .
فعلم الحديث ليس علماء شرعياً فقط بل علم مُعاش , ستشعر عند دراسته أنك تتعامل مع عقلك , فلو قال لك أحد أن الإسلام فصل الدين عن العقل ولم يعط للعقل أهمية , أعطه قسطا من مسائل علم الحديث لينقلب على عقبيه ويقول يا لها من فكرة غبية كنت أتصورها عن الإسلام.
علم الحديث ليس صعباً بقدر ما هو بحاجة إلى إعمال العقل وتوظيفه بأحسن الوظائف.
وإلى اللقاء القادم إن شاء الله تعالى ...