للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد السلف, الفرقة الناجية, الطائفة المنصورة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حينما كانت الذبابة سبب في دخول الجنة ودخول النار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد: فالحمد لله الذي هدانا للإسلام , وبَيَّن دلائل توحيده أتَمَّ بيان , وأظهر مسالك الشيطان وخُطٌواتِه واضِحة للأنام فإنه: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 169] والله سبحانه ضرب لنا الأمثلة وقَص علينا القَصَص , رحمة بخلقه وإظهارا لحجته, فقال:فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف : 176] ومع ذلك هناك المؤمن المصدق والكافر الجاحد: قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام : 149] والله خلقنا للإبتلاء والإمتحان , فكما أنه امتحن الخلق بالشعائر والعبادات كذلك امتحنهم بالأخبار الواضحات , وجعل الأمثلة حُجَّة وابتلاءات , فذكر البعوضة وذكر الذُبابة فصدَّق المؤمنون , وكذَّب المبطلون , قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ [البقرة : 26] فهذه الأمثلة وتِلك الأقيسة لا يعقلها كل الناس , إذ أنَّها تحتاج إلى قلب صافٍ مصدقٍ بالحق أو قابل ومُهَيأ للإيمان , قال تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46] فمن الأمثال الواضحة البينة , ذكر نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام فواضح أنه بشر وواضح أنه عبد لا يُعبد وحين ذكر الله أن معبودات الوثنيين معهم في جهنم , استغل ضعاف النفوس حُجَّة كون عيسى نبياً من أنبياء الله ليضربوا الأخبار بعضها ببعض وفي ذلك يقول الحق جل جلاله : وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف : 57] فأنَّى لحُجَج الله أن ينتفع بها جاحِد: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت : 43] وقال تعالى: تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية : 6] ولأهمية التوحيد وبيان فضله أكثر الله جل وعلا من الآيات الصريحة في التوحيد ونفي الشرك وأكثر من الأمثال العقلية والدلائل اليقينية على ضرورة أن يعتقد العبد بتوحيد الله عز وجل وذكر أخبار الأمم السابقة مع التوحيد فكما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله فإن القرآن من أوله إلى آخره توحيد , فإما إخبارٌ عن توحيد الله وصفاته ونفي الشرك عنه , وإما إخبارٌ عن أنبياءه واتباعهم والكفار واتباعهم ومصير الفريقين في الدنيا والآخرة وإما ذكر للجنَّة التي هي دار الموحدين أو ذكر للنار التي هي دار الأشقياء الكافرين . وكذلك السُنَّة المطهرة - على صاحبها أفضل صلاة وأزكى سلام - فإنه بقي في مكة 13 سنة يغرس التوحيد في نفوس الصحابة ويدعوا المشركين إلى الإيمان كما آمن الصحابة ولكنهم كما قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ [البقرة : 13] فإن فيها الكثير من الأخبار عن الأمم السابقة مع ما فيها من دلائل التوحيد وبراهينه وطرق تثبيته ونفي الشرك عنه . وكذلك في قصص السابقين ما يكون عبرة لأولي الألباب , فإليك هذه قصة عجيبة في ذبابة كانت سبباً في دخول الجنة وكانت سبباً أيضاً لدخول النار , نعم ولم العجب ! أليس التوحيد أعظم قضية في الوجود بل إنها أساس الخلق , قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56] فعلى عِظَمِ هذه المسألة فإنه قد يُضادها أحقر الأشياء ! فكما أن درهم سبق مئة درهم عندما كان صاحبه مخلصاً به وبحاجة له فإن الذبابة عندما تُجعل سبباً للشرك بالله فإنها تكون سبباً للخلود في جهنم , وهذا لا يرُدُه العقل الصحيح . فإن القصة كما يرويه سلمان الفارسي رضي الله عنه[1]: أنَّه كان هناك قوم يعكفون على صنم لهم , وقالوا أنَّه لا يَمُر أحد إلا وقرَّب شيئا - قرباناً - لهذا الصنم , فتقدم شخص مسلم ولا يملك شيئ , فقالوا له قرِّب ولو ذبابة , فنظر وقال لن تؤثر الذبابة شيئ فقربها فكانت سبب لدخوله النار , وقدم آخر ولم يرض أن يُقَرِّب ولو ذبابة فقتلوه فدخل الجنة بسببها . فلو قلت: ذبابة ستدخله النار وهو يعبد الله ؟ نقول: يعبد الله ويفضل عليه ذبابة فيقربها للصنم ! ---------------------- 1 رواه ابن أبي شيبة في المصنف ( 6/473 رقم 33038) ورواه البيهقي في شعب الإيمان ( 5/485 رقم 7343) والزهد للإمام أحمد (1/15-16) وفي حلية الأولياء (1/203) صحيح موقوف |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
في البدء كانت الأحفورة | مصطفى طالب مصطفى | نقد نظرية التطور | 0 | 10-31-2016 03:41 AM |
مريم كانت متزوجة قبل أن تلد المسيح ! | مصطفى طالب مصطفى | الحوار مع النصارى | 0 | 09-14-2016 03:09 AM |
إلى كل مسيحي/ة دورة بعنوان ( لأنها الجنة ) | صاحب القرآن | الحوار مع النصارى | 5 | 05-16-2016 01:59 AM |
كيفية الإشتراك في القناة أرشيف وجدول المحاضرات | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 0 | 10-31-2015 04:14 AM |
لن أؤمن بصلب المسيح ... وسأدخل الجنة {بإذن الله} | مصطفى طالب مصطفى | الحوار مع النصارى | 0 | 04-16-2015 11:56 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|