فائدة وتوضيح حول موضوع صيام ثلاث أيام من كل شهر

[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

كلنا يعلم أن صيام الأيام البيض سنة وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري.

لكن البعض قد يظن أن الأجر - أجر صيام الدهر - لا يحصل إلا إذا صمت الثلاثة أيام هؤلاء بالتحديد فينتظر إلى الشهر القادم حتى ينال أجر صيامها وهذا غير صحيح, فلو صمت أول ثلاث أيام من كل شهر حصل الأجر أو صمت يوم من أوله ويوم من أوسته ويوم من آخره حصل الأجر والسنة والأفضل أن تصوم هذه الأيام الثلاث أي 13 - 14 -15 هـ , كما وأنَّ صيام الإثنين والخمس أفضل من الأيام البيض ففيهما صيام ثمانية أيام في الشهر فتحوي الأيام البيض بالنِيَّة[1] وتكون طبقت السنة , ولو جمعت بين صيام الاثنين والخميس وبين صيام الأيام البيض , فحسن .

هذه الخلاصة, نأت للتفصيل والأدلة:

جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال[2]: أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ: صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ.

نلاحظ في هذا الحديث عدم تحديد ما هي هذه الثلاث, وأتى فقط باستحباب صيام ثلاث أيام والإمام البخاري رحمه الله كتب ترجمة قال فيها: باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم[3]: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر[4] ، وأيام البيض : صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

فهنا نجد أن الثلاث أيام هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم

بينما أمنا عائشة رضي الله عنها عندما سألتها أم معاذة وقالت[5]: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم . فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم

وبالتالي:

[1] فإن صيام ثلاث أيام من كل شهر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبها يحصل أجر صيام الشهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فالثلاث أيام بثلاثين.

[2] صيامها في أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لورود ذلك في الأحاديث الصحيحة.

[3] صيام هذه الثلاث في غير الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر جائز لفعل النبي صلى الله عليه وسلم والأولى أن تُصام في الأيام البيض.

قال الرُّويَانِيُّ[6]: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ مُسْتَحَبٌّ، فَإِنْ اتَّفَقَتْ أَيَّامُ الْبِيضِ كَانَ أَحَبَّ.

سماحة الشريعة

عندما أرسلت هذا الموضوع لأحد الأشخاص قال لي: الحمد لله أصبح الأمر به سعة.

قلت: وهذا يدلك على هذه الشريعة السمحة, قال تعالى: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة : 185]

توضيح: البعض يحسب الشهر بالتقويم الميلادي, وهذا خطأ فعليه أن يحسب بالتقويم الهجري.

-------
1 أي ينوي في يوم الإثنين مثلا صيام الإثنين سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصيام يوم من الأيام البيض, وخصوصا لو وافق الاثنين منتصف الشهر, وتعدد النوايا في هذه النوافل مشروع
2 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح البخاري (1124) صحيح مسلم (721)
3 حرير بن عبد الله رضي الله عنه: رواه النسائي (2420) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1040) \
4 المقصود بالدهر هنا أي السَنَّة.
5 معاذة العدوية رضي الله عنها: صحيح مسلم(1160)
6 بستان الأحبار مختصر نيل الأوطار: فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ) دار إشبيليا للنشر والتوزيع، الرياض الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م عدد الأجزاء: 2, جـ1 صـ 609